أحدث الأخبار
  • 12:52 . ولي العهد السعودي ووزير خارجية الصين يبحثان العلاقات المشتركة... المزيد
  • 12:25 . مستشار خامنئي: إيران ستدعم “بحزم” حزب الله في لبنان... المزيد
  • 12:16 . "التعليم العالي" تعرّف 46 جامعة بمزايا المنصة الوطنية للتدريب العملي... المزيد
  • 11:46 . وفاة 21 شخصا في فيضانات مفاجئة بالمغرب... المزيد
  • 11:10 . كيف تمددت "الشركة العالمية القابضة" في مفاصل اقتصاد أبوظبي؟... المزيد
  • 10:56 . الجزائر تنفي إنشاء وحدات مرتزقة لتنفيذ عمليات سرية في الساحل... المزيد
  • 10:55 . زوجة جاسم الشامسي توجه رسالة إلى الرئيس السوري الشرع... المزيد
  • 07:40 . رئيس الدولة يزور قبرص لتعزيز الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين... المزيد
  • 07:21 . في ذكرى انطلاقة حماس.. خليل الحية يدعو لسرعة تشكيل لجنة تكنوقراط لإدارة غزة... المزيد
  • 06:13 . أستراليا.. 11 قتيلا في إطلاق نار على احتفال يهودي... المزيد
  • 06:00 . خبير إسرائيلي: الانتقالي سيطر على حضرموت بمساعدة أبوظبي وتل أبيب... المزيد
  • 12:02 . صحيفة عبرية تكشف ملابسات استهداف القيادي القسامي رائد سعد... المزيد
  • 11:01 . مقتل ثلاثة أمريكيين في هجوم لمشتبه بانتمائه للدولة الإسلامية بسوريا... المزيد
  • 10:24 . حلفاء أبوظبي يرفضون طلب الإمارات والسعودية بالانسحاب من شرقي اليمن... المزيد
  • 06:35 . سلطات غزة تعلن حصيلة الأضرار الكارثية لمنخفض "بيرون"... المزيد
  • 12:11 . إيران تصادر ناقلة نفط في خليج عمان... المزيد

فيلم تحرش!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 30-11--0001

عائشة سلطان
فيلم التحرش المرعب الذي دارت أحداثه، كما قيل، في ميدان التحرير بالقاهرة، والذي تم تناقله عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين، هو فيلم رعب بامتياز، على الرغم من رداءة التصوير، وإمكانات الصوت، وضبط حركة المجاميع التي اختلط فيها وبينها الحابل بالنابل، على الرغم من كل الرداءة الفنية التي سقط فيها معدو ومخرجو الفيلم، إلا أنهم نجحوا كثيراً في إيصال الإحساس بالبشاعة والعنف اللامحدود الذي طغى على الحدث الرئيس!

إن مشهد النساء العاريات تماماً بتلك الإصابات الفادحة واللامعقولة كان صادماً جداً، الأهم أن ما كان معروضاً عبر (اليوتيوب وتويتر وفيسبوك) كان فيلماً حقيقياً وواقعياً وليس تمثيلياً أو مفبركاً، لقد حصلت أحداثه في شارع عربي بالفعل وبين أناس حقيقيين، نساء حقيقيات وشبان من لحم ودم وربما بقايا عقل وإحساس، لم يكونوا كما قالت صديقة: «مجرد شباب يمارسون تحرشاً عابراً بهدف الاستمتاع، ما ظهر في الفيلم كان إجراماً مع سبق الإصرار والترصد»، لقد كانت حالة بهيمية منحطة وأكثر!

بعد أن انجلى غبار المعركة، وسُحبت النساء إلى المشافي والمنازل، وسُحب الشباب المجرمون إلى مراكز الشرطة، وانتشر الفيلم كالنار في هشيم مواقع التواصل، وثارت الثائرة، وتنادت الأصوات بضرورة العقاب لهؤلاء، وحتمية التعبير بالرفض والاحتجاج والمطالبة بإعدام الفاعلين، كانت هناك ردات فعل أخرى مغايرة تماماً، وصادمة بالفعل وذات دلالات مخيفة، وعلى مواقع التواصل نفسها، بين متشفٍ، وساخر، ومستهزئ، فقد كتب أحدهم «يستاهلوا، كل سيدة تخرج للشارع تستحق الاغتصاب»، انظروا إلى هذه العبارة المستفزة ما أشد بشاعتها، بينما كتب آخر «تستاهلوا أكتر يا.. السيسي»، وعلق آخر «مش حنخليك تنام يا سيسي»، وكتب كلاماً أشد وطأة وقذارة!

في الخلاصة هناك شباب عاطل، فقير، مادياً وأخلاقياً، مدمن مخدرات، تم توظيفه كذراع ضاربة في معركة سياسية بين مشروع ساقط فاقد المروعية، وبين مجتمع اختارت غالبيته أن تسير باتجاه آخر لإنقاذ مصر، وتعديل مسارات السقوط التي استدرجها البعض لتسقط فيها، ولأن نهوض مصر واستعادتها لمكانتها وريادتها يشكل خطراً على هذا البعض وتصادماً مع أجنداتهم ومصالحهم، فقد رأوا في نجاح الانتخابات، وتسلم المشير السيسي السلطة سلمياً من الرئيس السابق عدلي منصور، بمنتهى الرقي السياسي، هزيمة صاعقة وحارقة، لم يتمكنوا من تمريرها من دون ردات فعل انتقامية قذرة كالتي ظهرت في فيديو التحرش!

أما قبل الخلاصة هناك مجتمع، وإن كان يعبر أزمته السياسية الطاحنة بصعوبة وباقتدار في الوقت نفسه، إلا أن هذا المجتمع تطحنه أزمات مزمنة، تجعل من الشباب العاطل الفقير، المرتمي في أحضان المخدرات والعصابات، أداة طيعة لصناعة الخراب والجريمة والانحطاط، وأن أول ما يتوجب على المصريين المطالبة به هو توفير المدارس والوظائف لهؤلاء الشباب، غير المؤهل أو من أصحاب المؤهلات المتدنية، ورفع مستوى المعيشة تالياً وإقرار الأمن.. وأشياء كثيرة، أهل مصر أعلم بها منا، نذكرها من باب المحبة والحرص ليس إلا.