أظهرت أحدث النتائج شبه النهائية والرسمية حصول حزب "العدالة والتنمية" المغربي ذي التوجهات الإسلامية على 129 مقعدا في الانتخابات البرلمانية ليحل أول حزب يحصد غالبية في البرلمان المغربي، في حين حل الحزب الثاني "الأصالة والمعاصرة بالمرتبة الثانية بنحو 103 مقاعد، وهو الحزب الذي قيل إن دولة الإمارات دفعت لتأسيسه، ليكون ذلك تدخل إماراتي مباشر في الحياة البرلمانية والحزبية المغربية.

وفيما لم تعلن الحكومة موقفها بصورة رسمية إزاء هذه الانتخابات حتى الآن، وعادة لا تعقب علنا أو رسميا على هكذا أحداث، أشاد الأكاديمي الإماراتي عبد الخالق عبد الله بهذه الانتخابات، وهو الذي تصفه وسائل إعلام عربية بأنه مستشار ولي عهد أبوظبي. أما الموقف الإماراتي الثاني فهو مساجلة سابقة لضاحي خلفان مع رئيس العدالة والتنمية ورئيس وزراء المغرب عبد الإله بنكيران، تنبأ في خلفان بانحسار الحزب، فيما كان رد رئيس الحزب "قويا".

عبد الله يدعو دول الخليج لملكية دستورية

وعلى حسابه بـ"توتير" هنأ عبد الخالق المغاربة، قائلا، طمبروك للمغرب على ديمقراطيته المستقرة وعلى أكثر الانتخابات العربية نزاهة وشفافية. ومبروك لحزب العدالة والتنمية فوزه واعتداله وشعبيته". 

واستثمر أستاذ العلوم السياسية المناخ السياسي بعد هذه الانتخابات، قائلا:" تعيش المغرب حالة ديمقراطية وانتخابية رائدة وتعددية حزبية فريدة وتؤكد أن بإمكان النظم الملكية أن تكون أكثر النظم العربية ديمقراطية وحرية" على حد تقديره.

وأضاف، "وتؤكد التجربة الديمقراطية في المغرب أن النظم الوراثية العربية مرنة ومستنيرة وقابلة للتحول التدريجي إلى نظم ملكية دستورية وديمقراطية مستقرة" على حد تأكيده.

واختتم عبد الخالق تغريداته بدعوة واضحة وصريحة تتقاطع مع مطالب عموم الشعوب الخليجية بلا استثناء، قائلا:" ادعو دول الخليج الاستفادة من مسار التحول الديمقراطي في المغرب والاسترشاد بنهج ملك المغرب في وضع أسس التحول إلى ملكية دستورية وتعددية مستقرة".

ويتهم ناشطون دول الخليج الوراثية برفض إجراء أية إصلاحيات تجعل من الشعوب شريكا حقيقيا محافظة على شكل تقليدي من الحكم الوراثي لم يعد قائما سوى في المنطقة العربية.

بن كيران يكسب الرهان على خلفان

في يونيو 2015 نشر خلفان تغريدة قال فيها:" خلال عام أو يزيد سيسقط إخوان المغرب سقوطا مدويا»، قاصدا حزب العدالة والتنمية المغربي (إسلامي)، الذي يقود الائتلاف الحكومي بالمغرب.

وردا على هذه التغريدة، قال بن كيران "المستقبل بيد الله، وهو من يعلم الغيب، وهذا الشخص (في إشارة لخلفان) يخرف، ويقوم بدور العرافات أو يحلم".
وذهب رئيس الحكومة المغربي إلى أنه "من غير المقبول أن يتهجم علينا هذا الشخص الذي جاء إلى المغرب واستقبلناه وأكرمناه"، مشددا على أن "السياسة الدولية ليست لعبا".

ويؤكد مراقبون، أن رهان بن كيران ليس وحده الناجح أمام "تغريدات" خلفان ورهانه، وإنما جميع التجارب العربية ولولا انقلاب السيسي في مصر لظل "الحرية والعدالة" يكتسح جميع الاستحقاقات الانتخابية، ولولا فوزه في 5 مواقف انتخابية لما وقع الانقلاب على الصندوق بالدبابة، على حد تعبير مراقبين.

وقد علق الكاتب المصري جمال سلطان على  خسارة خلفان الرهان، قائلا: "تغريدة ضاحي لم تكن أمنية، بل وعد وثقة بنتائج مخطط، وهذا ما يؤكد أن الإمارات هي أكبر "الأحزاب" الخاسرة في انتخابات المغرب"، على حد تعبيره.

الأصالة والمعاصر.. "حزب أبوظبي"

وبشأن حزب الأصالة والمعاصرة، الذي حصد نحو 103 مقاعد، فقد  سبق أن خص الباحث المغربي محمد أجغوغ "الإمارات71" بدراسة في يوليو الماضي،  اتهم فيها أبوظبي بلعب  دور حزبي في الساحة المغربية، وذلك بدعم "إلياس العماري"لتاسيس حزب "الأصالة والمعاصرة"، وهو  الحزب الذي يراهن عليه الإماراتيون والأمريكيون من خلال تشغيل 6 منابر إعلامية دفعة "من أجل تعميق الهوة وتوسيع الشرخ بين أبناء وفئات الوطن الواحد وإثارة الصراعات الهوياتية وحالات الإستقطاب المجتمعي وإعادة مسار وهيكلة المشاريع الفلولية"، على حد ما خلص إليه أجغوغ. 

 وخلص أجغوغ إلى أن الدور الحقيقي المنوط بهذا الحزب هو "مجابهة الصحوة الإسلامية التي بدأت تنمو بشكل كبير في المغرب على المستوى المجتمعي كجماعة العدل والإحسان المعارضة للتوجه ثم حركة التوحيد والإصلاح والسلفيين".