أحدث الأخبار
  • 06:15 . غالبيتهم أطفال.. الخارجية السودانية: ارتفاع قتلى هجوم الدعم السريع على كدفان إلى 79 مدنيا... المزيد
  • 01:10 . كيف تحافظ أبوظبي على قربها من الولايات المتحدة بينما تتحاشى مواجهتها؟... المزيد
  • 12:50 . جيش الاحتلال يشن غارات عنيفة وينسف مباني سكنية بأنحاء متفرقة من غزة... المزيد
  • 12:46 . قتلى في تبادل لإطلاق النار على الحدود الأفغانية الباكستانية ليل الجمعة... المزيد
  • 12:40 . بينها الإمارات.. دول عربية وإسلامية ترفض حديث "إسرائيل" بشأن معبر رفح... المزيد
  • 12:20 . نيويورك تايمز: سيطرة الانتقالي على حضرموت تكشف مساعي أبوظبي لبناء هلال بحري على ساحل اليمن... المزيد
  • 11:51 . السعودية تطالب قوات تدعمها أبوظبي بالخروج من حضرموت بعد السيطرة عليها... المزيد
  • 01:26 . "التوطين": أكثر من 12 ألف بلاغ عمالي سري خلال تسعة أشهر... المزيد
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد

أمن التغذية في الوطن العربي

الكـاتب : سالم سالمين النعيمي
تاريخ الخبر: 25-10-2016


عالم الغذاء والتغذية صناعة بمليارات الدولارات وضمن الصناعات الكبرى الرئيسة في العالم، ويقف خلفها تجار وأشخاص مؤثرون ومنظمات ودول ولولبيات وكارتيلات ومافيات ومنظمة فيها الأطباء والخبراء والعلماء وإعلام مسخر ومشاهير وحملات تسويقية عملاقة تستمر لعقود طويلة، وجهود جبارة لصياغة ثقافة غذائية جديدة والتأكيد على أنها نافعة للإنسان والمواد الحافظة والمثبتة والملونات فيها غير مضرة، وأنها أنتجت وصنعت في بيئات مثالية وفق المعايير الدولية. ومع تلك الصناعة الجبارة تأتي المكملات الغذائية والمأكولات الصحية والأدوية والمستشفيات وجانب يجر الآخر في سيناريو تجاري ذكي لا يملك حياله المستهلك إلا الوقوع في الفخ طوعياً وبمحض إرادته، ولذلك نأكل وندمن على تلك المواد الغذائية، ونستخدمها بشكل مفرط، ونطبخها بالطريقة الخاطئة ونمرض ونحتاج للدواء والمستشفيات، ونبدأ في التفكير في طعام خاص، وما يساعدنا على تعويض ما يحتاجه الجسم من قيم غذائية، تختصر في كبسولات سحرية! والحبكة طويلة جداً والإنسان العادي لا يملك حيالها فعل أي شيء.

وفي المقابل كل شيء يؤثر على الحالة التغذوية للشخص، وتبرز أهمية زيادة القيمة المضافة في الغذاء كإجراء احترازي مهم بصورة عامة في المجتمعات التي يسيطر الملاك والتجار الجشعون على أسواقها الغذائية، فأين هي القوانين والنظم التي تؤكد على الجودة العالية من الناحية الغذائية والقيمة المضافة وليس فقط موافقة المنتج لمعايير الصحة والسلامة؟

فالمواد المستخدمة ونوعية الأكل التي تباع في المؤسسات التعليمية في معظم دول العالم العربي تلخص مأساة أمن التغذية فيها وتحدي احتكار المواد الغذائية من موردين لديهم تصنيف عالٍ من حيث الموثوقية وفق المعايير المحلية ومراقبتهم بصورة مكثفة في أول سنة على سبيل المثال وتفتيش مخازنهم سنوياً، ولكن دون وجود تكنولوجيا حديثة تضمن أن عينات من كل ما يدخل تتعرض لتدقيق، ولا نتحدث عن الصلاحية هنا فقط بل القيم الغذائية المكتوبة والمسميات ومدى صحتها ودقتها! ولماذا لا تباع أغذية معينة في بعض الدول الأوروبية وفي دولنا هي صالحة للاستهلاك الأدمي، فهل الإنسان الأوروبي وصحته أهم من صحة سكان المنطقة؟ ولماذا معايير المنتجات المصدرة لأوروبا وأميركا تكون أعلى جودة من الذي يباع في الأسواق العربية المحلية؟ ولماذا نستورد مواد غذائية من دول صراع قائم واحتمال تعرض تلك المواد الغذائية لضرر وإن كان ضمن النسب المسموح بها؟ فمن يضمن جودة الأغذية المنتجة فيها وسلامة النقل عندما تتحول بعض الفواكه لكتل شمعية إذا ما وضعت تحت المياه لفترة طويلة؟

ويوهم الإنسان العربي ويبرمج على مفاهيم ومعلومات استهلاكية مغالط بها تعمل كمعول هدم لصحة الإنسان كأن يباع نوع معين من الأسماك على أنه مفيد للقلب والدماغ والصحة العامة، ويجب أن تؤكل منه 3 وجبات في الأسبوع بالرغم أن المؤسسات البحثية المستقلة في العالم الخارجة عن سيطرة مافيا الأغذية في العالم تؤكد مدى الضرر الذي قد تسببه تلك الأسماك للإنسان إذا تناول أكثر من قطعه صغيرة بحجم كف اليد مرة واحدة في الشهر، كونها أسماك مزارع وتخضع لتغذية معينة وألوان معينة تعطيها اللون الذي هي عليه الآن مخالفاً لشكل لحومها في الطبيعة، وتسمى بأسماء تدل على أنه تم اصطيادها في بيئتها الطبيعة، وفي الواقع هي أسماء الشركات المصدرة وهو ما قد يكون مضللاً للمستهلك! وقس على ذلك الكثير من الأغذية المصنعة بما في ذلك العضوية منها أو ما يكتب عليها من مواد طبيعية 100% ليتجاهل المستهلك غير المثقف في التغذية السليمة نسبة السكر فيها، وكيف أن البيانات خادعة لتوحي بأن المنتجات طبيعية.

وتغيب الأدلة العلمية القاطعة على ادعاءات الشركات المنتجة لتلك الأطعمة والأشربة، ومثال على ذلك أن تمنحك بعض الأشربة قيمة غذائية معينة على الرغم من أنها مضافة إليها صناعياً، وهناك جدل محتدم في أوساط علماء التغذية حول مشروبات وأغذية مصنعة عديدة تصور لنا وكأنها آخر معاقل الصحة في العالم ناهيك عما تغذى به، ويضاف له كل ما نأكل ونشرب لتصرف المليارات لعلاج حالات مرضية كان بالإمكان تجنبها بالتوعية والشفافية التامة لما نستهلك من مواد غذائية والأخذ بأفضل المعايير الأوروبية وتطويرها لتنظيف السوق ممن يتاجرون بصحة البشر ورفع شعار المستهلك أولاً حتى يأكل كبار المسؤولين وأسرهم مما يأكل منه فقراء المجتمع دون خوف على صحتهم.