قال حسين الحمادي وزير التربية والتعليم، «أن دراسةً أُجريت على طلبة المدارس في الدولة لقياس مستويات السعادة لديهم في عام 2014، أظهرت أن نسبة سعادة الطلبة بلغت 85%".
وأشار إلى أن الوزارة "حرصت" على تحقيق السعادة في المدرسة الإماراتية انطلاقاً من "الإيمان الراسخ لديها بأن السعادة من أهم أسس الارتقاء بالتحصيل العلمي للطلبة".
وأضاف خلال مشاركته في ندوة تربوية نظَّمها المركز الإقليمي للتخطيط التربوي في المدينة الجامعية في الشارقة تحت عنوان «التعليم للسعادة والتنشئة الإيجابية»: الوزارة حرصت على تحقيق السعادة للطلبة، واستحدثت مسار النخبة الخاص بالطلبة النوابغ، بهدف إيجاد تعليم ابتكاري يلبّي طموحات الدولة بالانتقال إلى عصر الاقتصاد المعرفي، ويلبِّي كذلك رغبات الطلبة ويفتح أمامهم مختلف خيارات التعلم. موضحاً أن تحقيق السعادة بحاجة إلى تضافر الجهود بين المعلم والطالب والخطط التعليمية والتربوية وكذلك أولياء الأمور.
استياء شعبي واسع النطاق
وعلى خلاف ما يقوله الوزير، فقد نشرت الصحف الرسمية مؤخرا أن امتحانات النصف للفصل الأول للسنة الدراسة الحالية شهدت عمليتي تسريب لأسئلة الامتحانات في مواد علمية ولطلبة الصف الثاني عشر، ما رفع التذمر في عموم الدولة، كما لا تزال ترد تقارير ميدانية وإعلامية أن آلاف الطلاب لم يستلموا الكتب المدرسية خاصة في مناهج الرياضيات والفيزياء.
وإلى جانب ما أقرت به بعض الصحف الرسمية من اعتراضات على "تعديلات" المناهج، وثق إماراتيون عددا من المداخلات على إحدى الإذاعات المحلية، تتضمن شكوى مريرة من المواطنة "أم محمد"، وهي تتحدث إلى مقدم البرنامج على الهواء مباشرة، ليجد أمامه سيلا من الحقائق التي تثقل كاهل الطلبة وذويهم نتيجة المناهج الجديدة. فقد أكدت أن تعديل المناهج بات عادة سنوية، وأن الطلاب لا يجدون الوقت الكافي لدراسة هذا الكم الهائل من المعلومات، لدرجة أن بعض الطلبة يعجزون عن حمل حقائبهم المدرسية لكثرة الكتب الموجودة بحوزتهم.
وأكدت "أم محمد" أن منهاج "الرياضيات" و "العلوم" يصل لنحو 300 صفحة، وهي مناهج مترجمة بصورة كاملة، ويشكو المدرسون أنفسهم من القدرة على توصيل المعلومات للطلاب، فضلا عن وجود أخطاء في الترجمة بحسب "أم محمد"، والتي ختمت بالتأكيد على أن سياسة الوزارة هي فرض الأمر الواقع، ولا تكترث بهموم الطلاب وذويهم ولا بقضاياهم، مستندة إلى تجربة سنوات طويلة من التعامل معها.
ويشير مواطنون أن فرض الوزارة على الطلاب قطع إجازاتهم الصيفية لبدء العام الدراسي والتي كانت تسبق إجازة عيد الأضحى الماضي سببا كافيا لغضب الطلاب وإحباطهم، ولو أجري استطلاع رأي للطلاب الآن لوقفت الوزارة على حقائق غير ما يقوله استطلاع مضى عليه عامان، في حال كان الموضوع برمته "دقيقا".