حثت دولة الإمارات الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، على زيادة دور بلاده في الشرق الأوسط، وتبني "استراتيجية شاملة" إزاء التطورات في هذه المنطقة المضطربة.
وفي ملتقى نظمه مركز الإمارات للسياسات في أبوظبي قال أنور قرقاش: إن "وزن واشنطن ونفوذها ما زالا أهم من أي وقت".
وتابع: "بعد ثماني سنوات من تراجع الانخراط الأمريكي في المنطقة، الذي يشعر كثيرون أنه أنشأ فراغاً مقلقاً، يبدو أنه سيترتب علينا الانتظار وقتاً إضافياً لتتضح معالم مقاربة الرئيس المنتخب ترامب".
وأضاف في مداخلة نشرت بالإنجليزية على موقع وكالة أنباء الإمارات الرسمية: "من الضروري اعتماد استراتيجية شاملة عوضاً عن سلسلة مواقف منعزلة إزاء القضايا الإقليمية".
كما أكد "باختصار إن دور أمريكا إيجابي وإن انسحابها وفك ارتباطها يأتيان بنتيجة عكسية".
وأضاف قرقاش أن سياسة إدارة الرئيس باراك أوباما بالانسحاب من المنطقة شكلت "وصفة للفوضى والعنف المتقطعين"، مشيراً إلى نزاعات العراق وسوريا وليبيا التي خرجت عن السيطرة وغذت التطرف.
واعتبر أن كسر "هذه الحلقة من الاختلاف وانعدام الاستقرار يتطلب قرارات صعبة وعملاً جماعياً وسعياً متواصلاً إلى حلول بناءة".
شهدت العلاقات بين واشنطن ودول الخليج العربية أثناء رئاسة أوباما برودة كبيرة، مع الانفراجات في علاقة الولايات المتحدة بإيران، الخصم الإقليمي لدول الخليج.
وتوصلت واشنطن والدول الكبرى إلى اتفاق دخل حيز التنفيذ في يناير مع إيران، يقضي برفع العقوبات الدولية عنها مقابل ضمانات بامتناعها عن السعي إلى امتلاك السلاح النووي.
وشدد قرقاش على أن دولة الإمارات لا ترفض الحوار مع طهران، شريطة أن يكون بناءً وحقيقياً، وأن تتصرف كدولة لا كمُصدّر للثورة وعدم الاستقرار.
وتحدث قرقاش عن ضرورة "بناء مركز قوة عربي معاصر، لافتاً إلى أن ذلك يتطلب مساهمة المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية فيه، كونهما يمثلان ركيزة للاستقرار في المنطقة" على حد قوله.