استضافت أكاديمية الإمارات الدبلوماسية بالتعاون مع جامعة باريس السوربون أبوظبي سلسلة محاضرات للسفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين حول جملة من الموضوعات ذات الصلة بالمؤسسات متعددة الأطراف، وسياسات القوى العظمى، والعلاقات بين الإمارات وروسيا، وذلك يومي 9 نوفمبر و14 نوفمبر.

وفي محاضرته في أكاديمية الإمارات الدبلوماسية، اطلع الطلبة وأعضاء هيئة التدريس على آليات العمل والمهام العامة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة - مركز صنع القرار الذي يضطلع بدور متزايد الأهمية في عالم يشهد وقائع وتوجهات سياسية جديدة. 

كما قدم السفير الروسي لمحة شاملة عن سياسات القوة العظمى، وسلط الضوء على العلاقات التاريخية بين روسيا والولايات المتحدة. 

وأوضح السفير تشوركين أن التفاوض على السلام والأمن الدوليين بين أطراف عدة، لا سيما ضمن إطار مؤسسي، يمكن أن يكون مهمة شاقة. وبالتالي، فإن التوصل إلى حل يتطلب من كل عضو أن يكون لديه إلمام شامل وعميق بآليات العمل المؤسسي لتجاوز العقبات الأولى في هذه المفاوضات، استناداً إلى لوائح مؤقتة وبروتوكولات صارمة. فغياب هذا الفهم على الأرجح من شأنه أن يؤدي إلى فشل التوصل إلى اتفاق بين أطراف عدة.

وحول موضوع سياسات القوة العظمى، قال تشوركين: «إلى جانب فهم طبيعة المؤسسات الدولية وطرق العمل الجديدة الناجمة عن ظهور تقنيات وأسواق وقضايا جديدة، من المهم جداً لأي دبلوماسي أن تكون لديه صورة واضحة عن ديناميكيات القوة بين الحكومات، التي غالباً ما تتطلب من الدبلوماسي فهم التاريخ الذي قد يبدو أحياناً معقداً ودقيقاً للأطراف الرئيسية الفاعلة، وهذا مبدأ أساسي لا يمكن تجاهله في ظل حالة عدم اليقين السائدة حالياً». 

من جانبه، قال برناردينو ليون، رئيس أكاديمية الإمارات الدبلوماسية إن هذه المحاضرة تساعد الطلبة على تكوين "فهم أعمق للاتجاهات والتطورات العالمية، بالتزامن مع إمدادهم بالأدوات المناسبة وفرص التواصل التي تساعدهم على تطوير حياتهم المهنية في العمل الدبلوماسي بدولة الإمارات".

من جهته، قدم عمر غباش سفير الدولة لدى روسيا، لمحة شاملة حول موقف السياسة الخارجية لروسيا تجاه الشرق الأوسط والعلاقة الوثيقة التي تجمع بين روسيا ودولة الإمارات.

وقالت الدكتورة فاطمة الشامسي، نائبة المدير للشؤون الإدارية في جامعة باريس السوربون أبوظبي، أن  زيارة تشوركين قد أتاحت لطلبة القانون والدبلوماسية الدولية في الجامعة "فرصة نادرة للاستفادة من خبراته الواسعة كدبلوماسي محنك" 

يذكر أن السفير فيتالي تشوركين قام بعدة زيارات سابقة إلى أكاديمية الإمارات الدبلوماسية، كما يضطلع بدور مهم في بناء الجسور السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وساهم بدور فاعل في تعزيز وتطوير العلاقات بين الإمارات وروسيا وزيادة التعاون والتنسيق بين البلدين.  وفق ما علقت صحيفة "الاتحاد" الرسمية.

أما الجانب السياسي لمحاضرات السفير الروسي، فقد أشار إليه ناشطون إماراتيون بعدم ارتياح، خاصة أن روسيا تدعم العدو الأول المفترض للدولة والذي يحتل الجزر الإماراتية منذ نحو 5 عقود وهو نظام إيران، كما دعمت روسيا وخلافا لرغبة المجتمع الدولي نظام الأسد من المحاسبة ووضع حد للمجازر الوحشية التي يقترفها في سوريا، حتى انخرط منذ سبتمبر 2015 بالحرب في سوريا مدشنا الثلاثاء (15|11) أعنف الغارات وأوسعها نطاقا في حمص وإدلب وحلب مع تدمير واسع النطاق للبنية التحتية المدنية والبشرية في سوريا إلى جانب المليشيات الشيعية وقوات النظام، وهو ما يطرح تساؤلات عن القيم والفكر الدبلوماسي الذي يقدمه السفير الروسي لدبوماسيي الإمارات المستقبليين.

واستدل الناشطون بدور روسيا في صنع "السلام" والتفاوض باكتساح دولة جورجيا عام 2008 واحتلال القرم عام 2014 وتدمير غروزني وغيرها من الصراعات التي أظهرت فيها الدبلوماسية الروسية "وحشية" منقطعة النظير كما يصف ناشطون.