علق كاتب مصري على تحفظات القاهرة بخصوص زيارة وفد السعودية إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، مستائلا لماذا لم تحدث هذه الضجة عندما زار مسؤول إماراتي إثيوبيا.
وذكر الكاتب في صحيفة "المصريون" محمود سلطان أنه في "يوم (1|6|6 2013)، وجه المتحدث الرسمي للحكومة الإثيوبية "بريخيت سمؤون"، شكر "العميق" لكل من الإمارات وإسرائيل لدعمهما بناء سد النهضة، وهو كلام نقلته حرفيا جريدة "العلم" الإثيوبية عن "سمؤون"!.
وذكر أن وزير الري الأسبق، د. محمود أبو زيد، انتقد الاستثمارات الإماراتية الضخمة في إثيوبيا، الداعمة لاستكمال بناء سد النهضة.
كما بين أنه في ديسمبر من عام 2015، اعترف وزير الاقتصاد الإماراتي، سلطان بن سعيد المنصوري، بأن استثمارات بلاده في إثيوبيا تبلغ ثلاثة مليارات درهم (816.6 مليون دولار).
وأشار إلى أن الإمارات تولي أهمية لتعزيز علاقاتها التجارية والاقتصادية مع إثيوبيا، وقال "إن السوق الإثيوبية تتمتع بموارد طبيعية غنية، وتوفر فرصا واعدة للاستثمار في عدد من المجالات والقطاعات".
وتساءل سلطان: "فلمَ هذا التدليس: تدلع الإمارات ونغفر لها "كبائرها" ونجلد الرياض، رغم أن البلدين تحركا وفق منطق المصالح، فيما يعتقد الحكام المصريون الجدد، أن الدول تحدد سياساتها وأجنداتها على طريقة "الجمعيات الخيرية".
وقال إن هناك اتهاما للرياض بـ"التآمر" على القاهرة، بسبب علاقاتها بـ"أديس أبا أبا"، وباتت فجأة "داعمة" لسد النهضة؛ البعبع الإثيوبي المرعب لمصر.
وبين أنه "إذا كانت مصر تعتبر موقفها المتناقض تماما مع الموقف السعودي من بشار الأسد، من قبيل رفض الوصاية، والحفاظ على استقلالية القرار المصري، فلمَ تستكثر على السعودية أن تكون مستقلة عن القرار المصري بشأن العلاقات مع إثيوبيا؟!".
وأضاف أنه "إذا كان لمصر مصلحة في تأييد بشار، فإن أيضا من حق السعودية أن تحافظ على مصالحها، ولو كانت مع إثيوبيا "المشاغب المائي" المزعج لمصر.
وحتم متسائلا: "ثم لماذا السعودية تحديدا؟! ولماذا نتجاهل ـ هنا ـ التعاون الوثيق بين إثيوبيا والإمارات؟ والأخيرة من أبرز القوى الخليجية الداعمة لنظام حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي؟!".