صدم قطاع واسع من الإماراتيين والمقيمين في الدولة من طلاب وأولياء أمور ومعلمين ومدارس وعموم المجتمع جراء نتائج امتحانات الفصل الدراسي الأول لطلبة الصف الثاني عشر والتي جاءت ضعيفة ومخيبة للآمال وكاشفة عن كثير من مزاعم تطوير التعليم والتي لا تتوقف، رغم أن التعديل الحكومي في فبراير 2016 عين 3 وزراء للتربية والتعليم وسحب رئيس مجلس الوزارء الشيخ محمد بن راشد أي مبرر أو عذر بالتقصير من جانب الوزارة.
فقد أكد مجلس أبوظبي للتعليم أن نتائج الصف الثاني عشر جاءت أقل من التوقعات، عازياً سوء النتائج إلى تغيير المناهج هذا العام، والغياب المتكرر من الطلبة، وتأخر تسليم الكتب في الفصل الدراسي الأول.
وشكا طلبة بالصف الثاني عشر في مدارس حكومية بأبوظبي، من تدني نتائجهم بشكل عام، وارتفاع نسب الرسوب في مواد الفيزياء والرياضيات والكيمياء، مؤكدين أن «نظام الثانوية الجديد، الذي طبق عليهم هذا العام لأول مرة، أصعب بكثير من النظام السابق»، لافتين إلى أنه «يحتاج إلى مراجعة».
وكان طلاب بالصف الثاني عشر في أبوظبي، قد أطلقوا «هشتاغ» على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» للتعبير عن استيائهم من النتائج التي تحصلوا عليها، مطالبين من خلاله برفع نسب النجاح، وإعادة توزيع الدرجات بصورة تسمح لهم بتحصيل درجات أعلى.
وقالوا إن النتائج خيبت توقعاتهم، لافتين إلى أنهم توقعوا أن تكون النتائج أفضل من ذلك بكثير، على الرغم من صعوبة الامتحانات وضيق وقت الإجابة.
وقال حساب باسم (حمد): «حلوة فكرة تطوير المناهج، لكن تطويرها بأسلوب يساعد الطلبة على النجاح وتحصيل نسب مرتفعة، وليس العكس، بحيث يصبح أكثر الطلبة راسبين»، فيما أفاد حساب باسم (عليا) أنهم يداومون في المدارس حتى الثالثة عصراً يومياً، ومقرر عليهم تسع حصص، إضافة إلى المذاكرة المنزلية، وفي النهاية النتيجة هي «راسب».
وشهد معظم التغريدات انتقاداً لصعوبة المناهج والامتحانات، وللتشدد في تصحيح أوراق الإجابات.
وقالت صحيفة "الإمارات اليوم" المحلية في تقرير، كما أكد معلمون ومديرو مدارس حكومية (فضلوا عدم ذكر أسمائهم) أن «نتائج الفصل الدراسي الأول لطلبة الصف الثاني عشر متدنية بشكل ملحوظ، خصوصاً نتائج المواد العلمية»، التي وصفوها بأنها «غير مقبولة، وتحتاج إلى إعادة نظر»، عازين ذلك إلى أن «عملية هيكلة الحلقة الثالثة تحتاج إلى وقت أطول للاستقرار وفهمها جيداً، سواء من المعلمين أو الطلاب، وأضافوا أن الامتحانات كانت صعبة أيضاً، وفي مستوى الطلبة المتميزين».
في المقابل، أصدر مجلس أبوظبي للتعليم بياناً للتعليق على سوء نتائج الطلبة، أشار إلى أن الأسباب التي أدت إلى تدني النتائج ارتبطت بتغيير المناهج في الحلقة الثالثة، ومعدل الحضور والغياب للطلبة، وتأخر تسليم الكتب في الفصل الدراسي الأول.
وكان المجلس ووزير التعليم حسين الحمادي أصرا على البدء بالعام الدراسي رغم يقينهم أن الطلبة لن يقطعوا إجازة الصيف ليباشروا السنة الدراسية وبعدها بأسبوع تبدأ إجازة عيد الفطر، كما تجاهلوا عدم جاهزية الكتب المدرسية فضلا عن عدم تصحيح الأخطاء الطباعية وأخطاء الترجمة الواردة فيها وفق ملاحظات ميدانية وشكاوى أولياء أمور الطلاب والطلاب أنفسهم.
كما كان لتركيز المناهج على الكتب الجانبية التي تقوم على أدلجة التعليم وتسييس الطلبة وفق اتهامات تربويين وتذمر مدراء مدارس كما كشف تقرير لصحيفة "الاتحاد" في سبتمبر الماضي، كان له دور على صرف الأوقات والجهود لتدريس كتاب "السراب" الذي يسيء للدستور الإماراتي.
وكما في كل مرة وعد المجلس والوزارة بدراسة الأسباب والعمل على تجنب الإخفاقات لتقع فيها مجددا في كل عام.