كشف حسين الحمادي، وزير التربية والتعليم، أن الوزارة تعتزم تعيين نحو 800 معلم ومعلمة جدد يناير الجاري، لمختلف المواد الدراسية، في خطة استقطاب جديدة تعتمد معايير رخصة المعلم في اختيار المتقدمين للوظيفة.
وقال إن الوزارة تستهدف سنوياً استقطاب 1500 معلم جديد بهدف مدّ الميدان بالكفاءات الشابة، زاعما أن تلك الأعداد "ليست سداً للشواغر، وإنما أسلوب مختلف في إدارة الموارد البشرية في التعليم".
وأوضح أن الأسلوب المختلف، يتمثل في أن الوزارة ستخضع أعداداً كبيرة من المعلمين الموجودين في الميدان إلى "تدريبات مكثفة يحتاجونها للتمكّن من التأقلم مع المنظومة التعليمية الحديثة بمختلف متطلباتها". وأشار إلى أن ذلك "يتطلب تفرّغاً دائماً للتدريب والتطوير، الأمر الذي يحتّم مدّ الميدان بكفاءات جديدة لتعويض هذا الغياب".
وكشف أن وزارة التربية تضخ في الميدان التربوي "كفاءات تعليمية شابة قادرة على التأقلم مع التغييرات والتطورات التي تنتهجها الوزارة تحقيقاً لرؤية القيادات الرشيدة وتلبية لتوجيهاتهم".
وقد استغرب خبراء تربويون ومتخصصون في الموارد البشرية ما أسماه الحمادي "أسلوب مختلف" كون برامج التدريب المعروفة لا تتطلب استقطاب 1500 مدرس سنويا، لأن المعلم الذي سيخضع للتدريب سيعود في نهاية المطاف لمدرسته مهما كانت مدة التدريب. لكن الخبراء أبدوا خشية من أن هناك عملية إحلال كاملة للخبرات التربوية الموجودة في الميدان لصالح معلمين جدد وصفهم الحمادي "بالكفاءات الشابة" والتي تحقق "رؤية القيادات" دون أن يحدد المقصود بذلك. إذ لم يحدد إن كان يقصد القيادات التربوية أم الأمنية أم القيادة السياسية ، وهو ما يجب أن يكون واضحا ومعروفا للإماراتيين ويتمتع بشفافية كاملة في التوجهات التربوية والتعليمية التي أشار لها الحمادي.
إذ يعتبر تربويون أن ما آلت إليه نتائج الثانوية العامة الأسبوع الماضي من رسوب 85% من الطلبة أحد النتائج الطبيعية "للتدخلات" من خارج الميدان التعليمي خاصة إذا تعلق الأمر بتدخل قيادات الأمن والشرطة كما اقترح ضاحي خلفان ومدير مجلس أبوظبي للتعليم علي راشد النعيمي العام الماضي من ضرورة وجود ضباط شرطة وأمن في المدارس.
واستذكر الخبراء الاجتماع الذي ضم الحمادي ومدير مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية جمال السويدي مؤخرا وتطرقا فيه إلى ما أسمياه "تطوير التعليم"، خاصة بعد فرض كتاب السراب لمؤلفه السويدي.
وفي رسالة لطلاب مجلس أبوظبي قال فيها الطلاب إن طرح كتاب السراب بهذا الحجم الضخم من المعلومات على طلبة الثاني عشر الذين يحتاجون للتفرغ الكامل للتعليم العادي كان أحد أسباب ارتفاع نسبة الرسوب إلى 85%.