برعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تنطلق اليوم القمة العالمية لطاقة المستقبل، تحت عنوان «خطوات عملية نحو مستقبل مستدام» بمشاركة حشد كبير من قادة السياسة والأعمال، ضمن فعاليات أعمال أسبوع أبوظبي للاستدامة 2017.
وبجانب النسخة العاشرة للقمة العالمية لطاقة المستقبل، ينطلق اليوم أيضاً المؤتمر الخامس للقمة العالمية للمياه، إضافة إلى معرض «إيكوويست».
ومن المتوقع أن يستضيف الحدث نحو 38 ألف مشارك من 175 دولة، بمن فيهم 5 رؤساء دول وأكثر من 80 وزيراً و880 شركة عارضة من 40 دولة.
ويعد أسبوع أبوظبي للاستدامة الذي تستضيفه شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر»، أكبر تجمع حول الاستدامة في منطقة الشرق الأوسط، يناقش فرص وتحديات التنمية المستدامة والطاقة المتجددة والأمن المائي المترابطة.
وبدأ أسبوع أبوظبي للاستدامة 2017 يوم الخميس الماضي بحدثين رئيسيين يتناولان سياسات الطاقة، هما منتدى الطاقة العالمي للمجلس الأطلسي في 12 و13 يناير الجاري والذي عقد بالتعاون مع وزارة الطاقة الإماراتية، والاجتماع الخامس للجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا» الذي عقد في 14 و15 يناير الجاري.
ومن المقرر أن يقام اليوم حفل توزيع جوائز جائزة زايد لطاقة المستقبل في نسختها التاسعة. ويكرس برنامج فترة ما بعد الظهر لملتقى أبوظبي للإجراءات العملية.
وسيلقي كلمة الملتقى الافتتاحية معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير التغير المناخي والبيئة.
ويترقّب قطاع الطاقة العالمي إزاحة الستار اليوم عن فعاليات الدورة العاشرة من القمة العالمية لطاقة المستقبل، في مركز أبوظبي الوطني للمعارض (أدنيك)، والتي يُنتظر أن تكون الكبرى في تاريخ الحدث.
وتقام القمة العالمية لطاقة المستقبل 2017 تحت شعار «الحفاظ على الإجماع بشأن الطاقة النظيفة، وتمكين لاعبين جدد في القطاع»، لتشكل ملتقىً يجمع في العاصمة الإماراتية أبرز مورّدي التقنيات العالميين والوفود الحكومية والمستثمرين وقادة الفكر.
ويتوقع المنظّمون أن يشارك في الحدث نحو 880 جهة عارضة من 40 دولة و38 ألف مشارك من دولة، ما يمثل زيادة ملحوظة عن أرقام المشاركة لعام 2016، الذي شهدت دورته مشاركة 600 جهة عارضة و32 ألف مشارك. وتشكّل أرقام المشاركة المتوقعة للعام العاشر من عمر القمة نحو ثلاثة أضعاف مثيلاتها التي سُجّلت في دورتها الأولى العام 2008.
وعشيّة افتتاح القمّة، قال محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر»، العاملة في مجال الطاقة المتجددة، إن «مصدر» ظلّت على مدى العقد الماضي حافزاً لاعتماد الطاقة المتجددة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأضاف: ساعدت «مصدر» من خلال القمة العالمية لطاقة المستقبل على بناء منبر يحظى باحترام دولي واسع للمساهمة في نشر المعرفة والخبرة وتوجيه الاستثمارات اللازمة لجعل اعتماد الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة حقيقة تجارية تبدو اليوم ماثلة بوضوح أمام المنطقة وما حولها.
وبدأت بلدان عدة في أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا بالظهور على الساحة الدولية كبلدان بارزة في تنفيذ خطط الطاقة المتجددة.
وكان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، قد أعلن الأسبوع الماضي عن خطط لاستثمارات بقيمة 163 مليار دولار في مشاريع للطاقة المتجددة بحلول عام 2050 في إطار الخطة الوطنية للطاقة التي تمتد حتى ذلك العام، وتستهدف إنتاج 50% من الكهرباء في البلاد من مصادر الطاقة النظيفة.
ومن المقرر أن تكون هذه الشركات الصغيرة والمتوسطة جزءاً من قطاع اقتصادي عالمي يدعم رفد الناتج المحلي الإجمالي بتريليون دولار إضافية محتملة بحلول العام 2030. وإذا ما استطاعت بلدان العالم مضاعفة حصتها من الطاقة المتجددة إلى أكثر من 50% بحلول 2030، فإن الناتج المحلي الإجمالي العالمي سيزيد بمقدار 1.3 تريليون دولار، وسيتم خلق 24 مليون فرصة عمل، وفقاً للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا). ودائماً ما تخضع توقعات النمو في قطاع الطاقة المتجددة إلى تعديلات تؤدي إلى رفعها، وذلك جرّاء التسارع الذي يفوق التوقعات في إنجاز المشاريع.
وأشار الرمحي إلى أن مجال طاقة الرياح البحرية العالمي ينمو بنحو 30% سنوياً، في حين أن مجال الوحدات الشمسية الكهروضوئية (فوتوفولتيك) يشهد نمواً سنوياً قدره 25%، وقال: «يساعد استمرار نجاح القمة العالمية لطاقة المستقبل، وما تشرعه من أبواب أمام صانعي القرار والخبراء والفرص التجارية، على ضمان مواكبة اللاعبين للنمو الإجمالي الحاصل في السوق».