أعلنت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر»، على هامش فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة استحواذها على حصة في «هايويند سكوتلاند» محطة الرياح البحرية العائمة في بحر الشمال بقدرة 30 ميغاواط، حيث يرفع الاستثمار حصتها في المملكة المتحدة إلى 1.06 غيغاواط.
وبموجب الاتفاقية أعلنت «مصدر» وشركة الطاقة الدولية شتات أويل عن موافقتهما على تقاسم مخاطر تطوير المحطة، حيث ستغطي «مصدر» 25 % من التكاليف السابقة والمستقبلية للمشروع.
وتعتبر هايويند سكوتلاند أول محطة رياح عائمة في العالم، ومن المقرر أن تبدأ بالإنتاج التجاري في أواخر 2017 وتهدف المحطة التجريبية إلى تقديم نموذج منخفض المخاطر وفعال من حيث التكلفة لمحطات طاقة الرياح العائمة التجارية في المستقبل.
وشهد المراسم الرسمية للإعلان عن دخول شركة «مصدر» في مشروع هايويند سكوتلاند كل من سلطان الجابر وزير دولة ورئيس مجلس إدارة «مصدر».
وقال كيث براون، أمين عام مجلس الوزراء لشؤون الاقتصاد والعدالة في العمل في البرلمان الاسكتلندي: «ستصبح هايويند سكوتلاند عند اكتمالها أول محطة لطاقة الرياح العائمة في المملكة المتحدة، وستقدم للعالم تكنولوجيا متطورة ذات إمكانات واعدة. وسوف يستفيد المشروع الرائد من موارد الرياح البحرية الهائلة التي تتمتع بها اسكتلندا، حيث سيتم تشغيل المحطة في منطقة يصل عمقها إلى 100 متر وبالتالي ستقدم حلولاً منخفضة المخاطر والتكاليف».
تجارب استحواذ فاشلة
ورغم أهمية الاستثمار في الطاقة، إلا أن فشل تجربة مبادلة في بعض عمليات الاستحواذ العام الماضي، وفشل "شركة الاتحاد للطيران" في ديسمبر الماضي يلقي بظلاله على عملية الاستحواذ هذه علما أن "مصدر" إحدى استثمارات "مبادلة.
ففي العام الماضي تم الإعلان عن تراجع أرباح شركة "مبادلة" لعدة أسباب منها: فشل عمليات استحواذ على شركات أوروبية أيضا، ما دفع حكومة أبوظبي للإعلان عن دمج "مبادلة" مع "آيبيك"، وذلك في سوء تقييم الأسعار الحقيقية والعادلة لبعض عمليات الاستحواذ التي قامت بها، إذ دفعت مبالغ مالية أكبر بكثير من قيمة المشروعات التي استحوذت عليها.
أما شركة الاتحاد للطيران فقد أعلنت أنها بصدد إعادة هيكلة وحملة استغناء عن موظفيها في ظروف اقتصادية غير مواتية. فقد نشر موقع "الخليج بزنس" نبأ اعتزام شركة "الاتحاد للطيران" الناقل الوطني المملوكة لحكومة أبوظبي طرد الرئيس التنفيذي للشركة البريطاني جيمس هوجان.
وأشار الموقع، أن مصادر مستقلة متعددة أكدت رحيل هوجان، وذلك بعد فشل عمليات استحواذ قادها "هوجان" على شركات طيران في أوروبا، وتسببت بخسائر مالية فادحة.
وتسعى "الاتحاد للطيران" التراجع عن خطط الاستحواذ الأوروبية، والتي تشمل حصة تصل إلى 29% في "إير برلين" والتي استحوذت عليه عام 2011، و49% من من أسهم " إير صربيا " والتي استحوذت عليها عام 2013، وحصة 49% في شركة "أليطاليا" والتي حصلت عليها هذا العام.
وأكدت المصادر، أن الاتحاد للطيران عانت من خسائر وصلت إلى 2.6 مليار دولار جراء هذه الصفقات الفاشلة.
أما "مصدر" نفسها فقد قالت صحيفة الغارديان البريطانية العام الماضي إنها تحولت "إلى مدينة أشباح" بعد تعثر المشروع وعدم اكتمال سوى الجزء اليسير والقليل منه.
ويأخذ خبراء الاقتصاد على صانع القرار الاقتصادي في الدولة اتجاهه إلى عمليات اقتصاد "استعراضية" أكثر منها عمليات ذات جدوى استثمارية، على حد وصفهم.