شكلت درجات الفصل الدراسي الأول لطلبة الصف الثاني عشر صدمة لكثير من أولياء الأمور، الذين أكدوا أنهم لم يقصروا في واجبهم نحو أبنائهم، موجهين سبب «الإخفاق» في تحقيق النجاح في عدد من المواد الدراسية إلى القائمين على العملية التعليمية ومعدي الأسئلة في مجلس أبوظبي للتعليم وإدارات المدارس والمعلمين، حيث أكد بعضهم أن المعلمين لم يستوعبوا حتى يومنا هذا ما تتطلبه المناهج من مهارات خلال شرحها للطالب، فيما أكد البعض الآخر أن المعلمين انشغلوا عن شرح الدروس في الصفوف، ووفروا جهدهم للدروس الخصوصية، وردّها بعض الطلبة إلى إلغاء التشعيب وضخامة المنهاج وطول اليوم الدراسي الذي أرهقهم وأرهق معلميهم، بحسب تحقيق ميداني نشرته صحيفة "الخليج" المحلية.
وفقاً لآراء تربوية أكدت أن هناك أسباباً عدة لتدني مستوى تحصيل الطلبة، منها الانشغال بمواقع التواصل الاجتماعي ومتابعة جديد عالم التكنولوجيا، وضعف اهتمام الأهل والتواصل مع المدرسة، إضافة إلى تأخير تسلم الكتب، مشيرين إلى أنه بالرغم من كل تلك التبريرات، يبقى المعلمون وإدارات مدارسهم في قفص الاتهام بالتقصير في الاهتمام بالطالب ورعايته تربوياً وأكاديمياً.
أما مدرسون فقد حاولوا الإيهام بأن ضعف الطلاب هو المسؤول الرئيسي عن نجاح 15% فقط من الطلاب متجاهلين أنه لا يوجد نسبة تدهور في أي نظام تعليمي في العالم يصل بين أوساط الطلاب إلى 85%، وإن كانت غالبية الطلاب بهذا المستوى الضعيف فإن ذلك يدين المدرسين ومجلس أبوظبي للتعليم وليس مصدر تبرير أو تسويغ.
"أبوظبي للتعليم" جزء من المشكلة
ورغم فشل جميع جهود مجلس أبوظبي للتعليم في تحقيق نسبة نجاح معقولة للطلبة، فإنه عاد وأعلن عن استئناف ما أسماه "برنامج الدعم الطلابي" الذي فرضه على طلاب المدارس من الصف الثامن وحتى الثاني عشر منذ الفصل الأول.
فقد قرر المجلس تطبيق هذا البرنامج بزعم مكافحة الدروس الخصوصية، واستمر تطبيقه لمدة شهرين فقط ومقابل 600 درهم يدفعه كل طالب عن كل مادة تعليمية بواقع 12 حصة، قيل إن مدة الحصة ساعتين.
ورغم "برنامج الدعم" هذا، وكل ما يقوله المجلس من تسهيلات قدمها للطلاب فإن نسبة الرسوب وصلت إلى 85%، فهل وصلت نوعية طلابنا إلى هذا المستوى الضعيف جدا، الذي لم يعد يصلح معه لا تعليم طبيعي ولا برامج دعم!
وما أثار استياء المواطنين عموما وأولياء أمور طلاب الثاني عشر خصوصا، ما قالته مصادر مجلس أبوظبي للتعليم لصحيفة "الاتحاد" المحلية الجمعة (20|1) أن برنامج الدعم الطلاب حظي "بتجاوب ونجاح كبيرين.. ونظرا لما ترتب عليه من نجاحات" فقد تم تطويره. وإزاء ذلك، استغرب الإماراتيون كيف يتحدث المجلس عن نجاح البرنامج رغم رسوب 85% من طلاب الثاني عشر، فماذا لو لم ينجح البرنامج، كم ستكون نسبة النجاح، يتساءل إماراتيون مستنكرين؟