مرَّ العديد من الناس بتجربة العودة من المكتب إلى المنزل متأخرين عن المعتاد، والخلود إلى النوم بعد الموعد المحدد بسبب هذا التأخير.
بعض الوظائف بالتحديد ضارة لنومك باستمرار، مثل أي وظيفة تتطلب العمل بدوام ليلي مما يزيد من فرص الإصابة أثناء العمل وأمراض السكر والسمنة وأمراض القلب ومشاكل في الذاكرة وحتى بعض أنواع السرطان.
قام المركز الأميركي للوقاية والسيطرة على الأمراض بقياس الوظائف التي تضمن لك الحصول على العدد الأدنى من ساعات النوم، وهي 7 ساعات التي توصي بها الأكاديمية الأميركية لطب النوم وأي الوظائف لا تحقق هذه العتبة.
مشغلو الهواتف لديهم الوظيفة الأسوأ
مشغلو لوحات التحويل والتلفونات أقل الناس حظاً في الحصول على السبع ساعات نوم الموصى بها مقارنة بالمهن الأخرى وفقاً لـ CDC
كان هذا الأمر مفاجأة للباحثين ويلقي الضوء على سبب أهمية النظر في كيفية تأثير وظائفنا على نومنا، وفقاً لما أخبر به معد التقرير تايلور شوكي وهو باحث في المعهد القومي للأمان الوظيفي والصحة الهافنغتون بوست.
تؤثر العديد من خياراتنا في العمل على صحتنا ولكن حين يتعلق الأمر بقياس الصحة بالتحديد الصحة الوظيفية يتم إهمال النوم غالباً. يضيف شوكي "نوع مهنة الشخص وعدد ساعات نومه مرتبطان ببعضهما بشكل كبير".
للوصول إلى هذا الترتيب قام المعهد بتحليل استطلاع رأي شمل 179621 عاملاً من 29 ولاية، أفاد كل منهم بعدد ساعات النوم التي يحصل عليها في المعتاد خلال فترة 24 ساعة. قام الباحثون بتصنيف الإجابات في 22 فئة وظيفية وقاموا بتقسيم هذه الفئات مرة أخرى إلى 93 مجموعة أكثر تحديداً.
مشغلو لوحات التحويل والهاتف هي إحدى الفئات الأكثر تحديداً من قائمة 93 فئة تلاهم العاملون في عدة مهن خدمية منها، العاملون في وسائل المواصلات بصفة عامة، والمشتغلون في أعمال الطباعة والنشر، والعاملون في مجال الأطعمة سواء كانوا يعملون في المطاعم كطباخين أو ندلاء ومشرفين على إدارة المطاعم، وكذلك العاملون في مجال الإنقاذ وإطفاء الحرائق.
يبين هذا الرسم التوضيحي أكثر عشر وظائف وأقل عشر وظائف أفاد العاملون فيها أنهم يحصلون على أقل من الحد الأدنى من ساعات النوم وهو سبع ساعات.
بإمكانك أن ترى ترتيب بقية الفئات الـ 73 في تقرير المعهد الكامل
قلة النوم يضر بصحة العاملين أيضاً
يقول شوكي "تظهر هذه البيانات مدى ارتباط ما تفعله في حياتك بقدر النوم الذي تحصل عليه".
ويكتسب الأمر أهميته من كون عدد ساعات النوم القليلة مرتبطاً بعدد من الآثار الصحية الضارة، وعلى المدى القصير فإن نقصان عدد ساعات النوم يجعلك متوتراً و أقل تركيزاً وأكثر عرضة للإصابة بحوادث.
أما على المدى البعيد يعرضك هذا الأمر لأخطار أمراض القلب والسمنة والقلق والاكتئاب
كما أن الأمر لا يضر الأفراد فقط بل يضر العمل واقتصادنا بشكل عام أيضاً. أظهرت الدراسات أن عدم حصول العمال على قدر كاف من النوم يكلف الولايات المتحدة ما يقارب 411 مليار دولار في العام ويؤدي إلى فقدان حوالي 1.2 مليون يوم من العمل.
يشير شوكي إلى أنه كان من المفاجئ مدى التباين في النسب المئوية للذين ينامون عدد ساعات قليلة من وظيفة إلى أخرى.
من بين الـ 22 فئة فإن 42.9 من العاملين في مجال الإنتاج لا يحصلون على سبع ساعات نوم في الليلة بينما تنخفض هذه النسبة إلى 31.3 بالنسبة للعاملين في قطاعات الزراعة والصيد والغابات.
في الـ 93 فئة الأكثر تحديداً فإن 58.2 من العاملين في مجال معدات الاتصالات لا يحصلون على قدر كاف من النوم مقارنة ب 21.4 فقط لدى العاملين في قطاع النقل الجوي.
يلاحظ شوكي أن هذه النسبة اختلفت بشكل كبير حتى بين العاملين في مجالات متشابهة.
عمال النقل الجوي كانوا أكثر من أفادوا بأنهم يحصلون على قدر كاف من النوم في حين كان عمال السكك الحديدية من ضمن الفئات الأقل حصولاً على القدر الكافي من النوم حيث كانت نسبتهم 52.7 في المائة.
يرتبط الأمر بشكل كبير بالسياسة حيث تطالب هيئة الطيران الفيدرالية بإعطاء مدة عشر ساعات استراحة للطيارين قبل موعد الإقلاع بينما لا يتمتع العاملون في مجال القطارات بهذه الحماية.
القدرة على تجزئة هذه المجموعات إلى مجموعات أكثر تحديداً بإمكانه الكشف عن مساحات جديدة تحتاج لمزيد من البحث وبإمكانها الكشف عن المساحات التي توجد فيها مصادر أكثر وحماية أفضل للعاملين.