أحدث الأخبار
  • 09:20 . "القسام" تعلن قتل وإصابة جنود إسرائيليين إثر تدمير دبابة بخان يونس... المزيد
  • 09:19 . اشتباكات عنيفة بالخرطوم بين الجيش السوداني و"الدعم السريع"... المزيد
  • 09:18 . الذهب والفضة يتجهان لتحقيق مكاسب أسبوعية... المزيد
  • 09:05 . تونس.. جلسة حاسمة بالبرلمان لتعديل قانون الانتخابات المثير للجدل... المزيد
  • 08:58 . طحنون بن زايد يبحث مع "ماسك" و"بيزوس" التعاون في التكنولوجيا المتقدمة... المزيد
  • 08:57 . جيش الاحتلال يقصف مقر قيادة "حزب الله" بضواحي بيروت... المزيد
  • 08:57 . بسبب لافتة نازية.. منع جماهير برشلونة من حضور المباراة الأوروبية المقبلة... المزيد
  • 03:46 . في بيان مشترك.. وزراء خارجية دول الخليج وأمريكا يؤكدون دعمهم لإقامة دولة فلسطينية مستقلة... المزيد
  • 03:45 . رئيس الدولة يلتقي ترامب ويبحثان "العلاقات الاستراتيجية" بين البلدين... المزيد
  • 03:44 . السعودية تعلن إطلاق "التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين"... المزيد
  • 10:13 . "الوطني للأرصاد" يحذر من تشكل الضباب وتدني مدى الرؤية... المزيد
  • 10:00 . العين يحسم القمة برباعية في مرمى الوصل والشارقة يعزز صدارته بدوري أدنوك للمحترفين... المزيد
  • 09:51 . تقرير أممي سري: دعم إيران وحزب الله جعل من الحوثيين "منظمة عسكرية قوية"... المزيد
  • 09:50 . أتليتيكو يحقق فوزاً صعباً على حساب مضيفه سيلتا فيجو بالدوري الإسباني... المزيد
  • 09:49 . جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اعتراضه لصاروخ أطلق من اليمن... المزيد
  • 11:34 . الإمارات تتفق مع الولايات المتحدة على إدراجها ضمن "برنامج الدخول العالمي"... المزيد

كلاب بوليسية..!

الكـاتب : عبد الله الشويخ
تاريخ الخبر: 26-03-2017


يحاول أغلب الأدباء تصوير الأمر على أن العاشقة تفتقد دوماً «رائحة سجائر» من تحب، على أساس أنها من العوالق التي تُحيّي ذكراه، لكنني أؤكد لك بأن الأمر لا يزيد على «خرط أدبي»، فالمرأة بطبيعتها تنفر من تلك الرائحة التي تنفّر الحيوانات ذاتها، والعقل البشري - كما يقال - يحب الاحتفاظ بالجزء الجميل من الذكريات، ولا أعتقد بأن رائحة «حلج القلب»، وهو مكان تركز تلك الرائحة، يمكن أن يتم تصنيفه ضمن جزء جميل من ذكريات امرأة!

لذلك، فلا بأس بأن تشك في سبب اضطراب شبيهة ماجدة الرومي، التي قال نزار قباني - رحمه الله - على لسانها قصيدة مع الجريدة: «أخرج من معطفه الجريدة.. وعلبة الثقاب.. ودون أن يلاحظ اضطرابي»، لقد اضطربت بالطبع لأنها قرفت، ولكن المعنى بقي في بطن الشاعر.

هناك من الأدباء من يكون أكثر جرأة ووقاحة في التعبير، استمع إلى هذه مثلاً: «كيف أنساك حبيباً تعبق رائحة سجائره في صدري.. كما يعبق في دمشق الياسمين!»، أي أنه شبّه ياسمين دمشق لمن يذكره برائحة سجائره، ولاحظ أنه أيضاً يضع القصيدة على لسان امرأة! لأن أحداً منا لا يجرؤ على الادعاء بأنه يعرف كيف يشعرنَ، تلافياً لسماع ملاحظات سخيفة أنتم تعرفونها! مثل هذا الشاعر تتمنى أن «يزخونه الربع» في الرقة، لكي يفرق جيداً بين الرائحتين! يستمر العشق المحرم بالتصاعد، فترى من أفرد لها قصيدة كاملة مثل المرحوم هاشم الرفاعي، لا أذكر نصّها، لكنها كانت تدور حول وصف لمحبوبته التي تحمرّ خجلاً كلما لامستها شفتاه، وعند نهاية القصيدة يطالبك بحسن الظن، والتأكد من أنها ليست سوى «سيجارتي المحببة»!

أتذكر «خرط الأدباء الصحي»، وأنا أدور في رحلة شاقة في مدينتي مع أديب صديق جاء في زيارة، وأحتاج لشراء سجائر جديدة في مدينتنا، الجمعيات التعاونية.. ممنوع، البقالات داخل الأحياء والمملوكة في الغالب للأوقاف.. ممنوع، السوبرماركات العاملة في مناطق سكنية.. ممنوع، دلنا أخيراً أبناء الحلال على مكان ما يبيعها، ووصلنا إليه، وطلب صديقي من ابنه الذهاب لإحضارها، لكنّ الابن عاد بعد دقائق وهو يقول: ممنوع.. يجب أن تذهب بنفسك لشرائها، وأخيراً حصلنا على العلبة بعد 48 دقيقة، وحرج كبير شعر به ضيفي تجاهي، تحدثنا عن القوانين الجديدة، خصوصاً الثلاثة قوانين «المختافة»، وهي عدم السماح بالتدخين في الأماكن المغلقة، وعدم السماح بالإعلانات الترويجية للتبغ، وعدم السماح لشركات التبغ برعاية أي فعاليات عامة للمجتمع. يؤمن صديقي الذي يرسل ابنه لشراء علب السجائر له، بأن الأمر لو استمر بهذه الطريقة، فربما ستشهد الإمارات قريباً كأول دولة عربية، وجود أول جيل نظيف بالكامل وغير مدخن.

بدأ يدندن بقصيدة جديدة عن سيجارة وحيدة ويتيمة، وهو يقسم لي بأنه جاء من قرية في إحدى الدول العربية، واجب الضيافة فيها هو تقديم صينية تحمل جميع أنواع السجائر مفتوحة لاختيار الضيف قبل أن يجلس، فكيف لا يكون من جيل لا يدندن بغير رائحة السجائر؟! هل رأيتم كليب «هاااي شنووو»؟