أعرب العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني عن اعتقاده أن روسيا ستقايض نظام بشار الأسد بشبه جزيرة القرم، إذا ما تم التوصل معها إلى تسوية في هذا الملف.
وفي حديث مع صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، خلال زيارته إلى العاصمة الأمريكية واشنطن التي بدأها الثلاثاء، بشأن مدى قبول الروس التخلص من الأسد، في محادثات جنيف المقبلة، قال: "أعتقد أنهم سوف يقايضون بشأن كيفية خروج الأسد في نهاية المطاف، نحن بحاجة إلى نظام يقبله كل الشعب السوري".
وأضاف: "بالنسبة للروس أعتقد أن أهم شيء عندهم هو القرم، إذا توصلت إلى تفاهم حول شبه جزيرة القرم، أعتقد أنك سترى مرونة أكبر بكثير في سوريا، وأعتقد أن أوكرانيا تصبح أقل مشاكل".
ولدى سؤاله هل يرغب في أن يرى الولايات المتحدة تعمل مع روسيا حول سوريا، رد قائلاً: "سوف أقول لكم لماذا سينجح هذا: من وجهة نظر الروس، فإنهم يلعبون ما أصفه بأنه لعبة شطرنج ثلاثية الأبعاد؛ بالنسبة لهم القرم ذات أهمية، وسوريا مهمة، وأوكرانيا، ونحن نراهم في ليبيا؛ يجب على الأمريكيين والأوروبيين التعامل مع الروس في كل هذه القضايا في نفس الوقت".
وتابع الملك الأردني: "فيما يتعلق بالهجمات الكيميائية التي شهدناها في سوريا هذا الأسبوع، فإننا نتحمل التزاماً أخلاقياً بوصفنا أعضاء في المجتمع الدولي لمحاربة هذه المأساة المروعة التي تصيب المدنيين في سوريا"، مضيفاً: "علينا أن نتخذ سياسة موحدة بشأن ما هو مقبول وما هو غير مقبول".
ويشير العاهل الأردني، إلى مقتل أكثر من 100 مدني، وإصابة أكثر من 500 غالبيتهم من الأطفال باختناق، في هجوم بالأسلحة الكيميائية شنته طائرات النظام، الثلاثاء الماضي، على "خان شيخون"، واجه إدانات دولية واسعة.
على صعيد آخر أعرب الملك عبد الله الثاني عن اعتقاده أن "الرقة سوف تسقط، وأن الأمور تسير على ما يرام في سوريا والعراق باتجاه هزيمة الإرهاب".
وأبدى قلق بلاده من أن مسلحي التنظيم "سوف يتحركون جنوباً نحو الأراضي الأردنية، ما يشكل تحدياً، ولكننا مستعدون له بالتنسيق مع الولايات المتحدة والبريطانيين".
وردّاً على سؤال حول قوله- عندما التقى في وقت سابق الرئيس الأمريكي دونالد ترمب- إن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس "سيكون كارثياً في المنطقة"، أجاب ملك الأردن: "لقد سُئلت عن هذا، وكانت إجابتي أنه سيكون هناك عواقب إذا لم يكن جزءاً من شيء أكثر شمولية".
وأضاف: "والرئيس ترامب قال، حسناً إنني حريص للغاية على مضي الإسرائيليين والفلسطينيين قدماً، والتوصل إلى عملية سلام تنجح فعلياً، ولنعمل جميعاً على ذلك".
وفي مارس2014، ضمت روسيا، شبه جزيرة القرم إلى أراضيها بعد أن كانت تتبع أوكرانيا، عقب استفتاء من جانب واحد جرى في شبه الجزيرة، دون اكتراث للقوانين الدولية وحقوق الإنسان، ثم منعت القادة السياسيين لتتار القرم من دخولها.