أحدث الأخبار
  • 01:07 . إيران.. نائب رئيسي يتولى مهامه مؤقتاً وتعيين علي باقري خلفاً لعبداللهيان... المزيد
  • 11:09 . رئيس الدولة يعزي في وفاة الرئيس الإيراني ووزير خارجيته... المزيد
  • 10:55 . ولي العهد السعودي يؤجل زيارته إلى اليابان بسبب مرض الملك... المزيد
  • 10:28 . شهداء وجرحى بينهم أطفال بغارات إسرائيلية في غزة... المزيد
  • 10:08 . ارتفاع أسعار النفط وسط الغموض الذي كان يكتنف مصير الرئيس الإيراني... المزيد
  • 09:53 . كيف سيُملأ الفراغ الرئاسي في إيران بعد موت رئيسي؟... المزيد
  • 08:12 . الرئاسة الإيرانية تعلن مقتل الرئيس ووزير خارجيته في حادث سقوط الطائرة... المزيد
  • 01:45 . الزمالك بطلا للكونفيدرالية الإفريقية على حساب نهضة بركان المغربي... المزيد
  • 01:20 . تضارب الأنباء في إيران حول الوصول إلى مروحية الرئيس... المزيد
  • 12:14 . إعلام إيراني: تحديد الموقع الدقيق لمروحية الرئيس... المزيد
  • 12:02 . الإمارات تبدي استعدادها للمساعدة في البحث عن طائرة الرئيس الإيراني... المزيد
  • 10:56 . وصول مساعدات غذائية إماراتية بحراً إلى غزة... المزيد
  • 09:18 . مانشستر سيتي بطلاً للدوري الإنجليزي للمرة الرابعة تواليا... المزيد
  • 08:12 . الكويت تشتري 500 ميغاوات من الكهرباء عبر هيئة الربط الخليجي... المزيد
  • 07:40 . سوق أبوظبي يوصي بعقد اجتماعات مجلس الإدارة والجمعيات خارج أوقات التداول... المزيد
  • 07:15 . فرق الإنقاذ تواصل البحث عن مروحية الرئيس الإيراني.. ومسؤول يؤكد أن حياته في خطر... المزيد

ضربة ترمب

الكـاتب : ماجد محمد الأنصاري
تاريخ الخبر: 11-04-2017


قامت الدنيا ولم تقعد على إثر الضربة المحدودة التي وجهتها الولايات المتحدة الأميركية إلى قاعدة جوية سورية، هذه الضربة وكما أعلنت الولايات المتحدة كانت رداً على استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية في هجومه الوحشي على خان شيخون، فور انتهاء القصف تخندق كل طرف في موقفه، مناوئو نظام دمشق رحبوا بالضربة، وطالبوا بإجراءات إضافية، تركيا مثلاً استغلت الفرصة للمطالبة بحظر جوي كامل، والتأكيد على عدم فاعلية هكذا ضربات إن لم تكن في إطار عملية شاملة للإطاحة بالأسد، مجلس التعاون الخليجي طالب بالمزيد لكبح جماح وحشية الأسد، أنصار النظام السوري انبروا دفاعاً عنه، روسيا حركت قطعاً بحرية نحو المتوسط، واعتبرت الضربة انتهاكاً للاتفاقيات المبرمة حيال سوريا، إيران اعتبرتها اعتداءً سافراً على سيادة سوريا، وكأن السيادة السورية بقي منها شيء، وهكذا، ولكن كيف تفهم هذه الضربة في سياق الموقف الكلي من الأزمة السورية؟
فور انتهاء الضربات بدأ الموقف الأميركي يتعقد، ترمب كان أشار سابقاً إلى الأسد باعتباره رئيساً غير مقبول، ولكنه قادر على فرض حالة من الاستقرار، في إشارة إلى قبول ضمني بالأسد شريطة أن يكبح جماح الحركات المسلحة على أرضه، هذا الموقف تذبذب منذ تولي ترمب الرئاسة، وبعد الضربة خرجت علينا مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة بخطاب ناري مفاده أن الأسد لا مكان له في أي حل مستقبلي، وأن رحيله غدا مطلباً لواشنطن وعلى رأس أولوياتها، في اليوم التالي وفي مقابلة متلفزة أخذ وزير الخارجية الأميركي خطاً مخالفاً مؤكداً على أن الضربة جاءت رداً على استخدام السلاح الكيماوي، وأنها تمت بالتنسيق مع روسيا، وأنها انتهت ولن تكون في إطار حملة أوسع، وختم كلامه بتحديد أن هذه الضربة هي «رسالة» للأسد لا غير ليتوقف عن استخدام السلاح الكيماوي، تطورات الأحداث، أو على وجه أدق عدم حدوث تطورات، يشير إلى أن المطلب من هذه الضربات تحقق ولم يكن إلا في إطار دعاية سياسية للاستهلاك المحلي.
قبل الضربات بأيام كانت إدارة ترمب تعيش حالة كبيرة من التوتر ناتجة عن الفشل في تمرير العديد من التشريعات التي تحقق وعوداً انتخابية رئيسية قدمها ترمب لقواعده خلال حملته الانتخابية التي أوصلته للبيت الأبيض، وتفاقم ذلك إلى حد تفاقم الصراع بين قطبي القوة في إدارة ترمب، مستشاره الأهم ستيف بانون وصهره جاريد كوشنر، هذا الصراع أدى إلى الإطاحة ببانون من عضوية مجلس الأمن القومي، وفي تسريب من مكتبه نقل عن ترمب أنه وبخ مستشاره ومدير مكتبه ووجههما إلى «حل الموضوع» مع جناح صهره، كما أن التحقيقات في علاقة أطراف مختلفة من فريق ترمب مع روسيا مستمر، ولا يكاد يمر يوم دون أن يتكشف جزء جديد من صورة هذه الفضيحة الضخمة، وفي إطار هذا كله وجه ترمب سلاح البحرية إلى استهداف قاعدة سورية بتسعة وخمسين صاروخ توماهوك.
هذه الضربة تخدم ترمب وفريقه على أكثر من صعيد، أولاً تساهم الضربة في صناعة صورة الرئيس القوي الذي يسعى ترمب إلى التأكيد عليها، كما تطهر شيئاً من مخلفات فضيحة العلاقات مع روسيا باعتبارها الحليف الأقوى للأسد، كما أنها تصرف النظر إعلامياً عن الأخبار السيئة اليومية التي تسيء لترمب وفريقه نتيجة فشلهم في تحقيق وعوده، أو المضي قدماً في مشروعه على الصعيد المحلي، وفي الوقت نفسه يسهل استيعاب آثار هذه الضربة، العلاقة مع روسيا لن تتأثر كثيراً حيث تم إطلاع الروس على الضربة قبل حدوثها، وحرص الأميركيون على ألا يسقط روسي واحد ضحية لها، الاقتصاد الأميركي بوسعه تحمل بضعة صواريخ توماهوك، خاصة أنها لن تفرز حراكاً إضافياً، وعلى الساحة الدولية تشتري الضربة لترمب «أملاً كاذباً» لدى الدول التي تطمح في دور أكبر للولايات المتحدة في فوضى المنطقة يوفر لها ورقة تفاوض في ملفات أخرى، وخاصة الاقتصادية منها.
خلال الأيام القادمة سيظل الموقف الأميركي مضطرباً، فإدارة ترمب ليست محترفة في فرض خط واحد من التصريحات على منتسبيها، ولكن الحقيقة ستفرض نفسها، لن تزيد الولايات المتحدة عن بعض التصريحات، وربما بعض التحركات الشكلية هنا وهناك، التغيير الوحيد على الأرض ربما يكون من خلال تخفيف الولايات المتحدة من قيودها على حلفائها في دعم الثوار، وهذا من باب استثمار أثر الضربة وتعزيز الموقف الأميركي عالمياً، ولكن المؤشرات لا تدل على تغير حقيقي في الموقف من الأزمة السورية، الثوار بطبيعة الحال سيستثمرون الضربة معنوياً، وربما يحققون نتيجة لها بعض المكاسب، الأتراك لا شك سيحاولون إقناع إدارة ترمب بالمضي قدماً ومباركة حظر جوي ولو جزئي، ولكن من الصعب تخيل حدوث ذلك حسب المعطيات الراهنة، الحالة السورية تزداد تعقيداً كل يوم، وضربة ترمب هذه حاجب من الدخان يزيد الرؤية ضبابية.;