توصل وفد من أمازيغ ليبيا إلى اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار بين قوات تابعة لحكومة الوفاق الوطني وأخرى تابعة لخليفة حفتر جنوبي البلاد.
وكانت أعلنت وزارة الدفاع بحكومة الوفاق، السبت الماضي، تشكيلها غرفة مشتركة من عدة كتائب تابعة للمجلس الرئاسي، لتحرير قاعدة "براك" الجوية (60 كلم شمال سبها) الخاضعة لسيطرة قوات داعمة لخليفة حفتر، ومنذ ذلك الحين تشهد المناطق القريبة اشتباكات وقصف بشكل متقطع.
وقال هشام أبوشكيوات عضو بوفد الأمازيغ بأن "الوفد توجه الجمعة إلى منطقة تمنهنت (جنوب) لحلحلة المسائل المتعلقة بالجنوب ووقف الحرب بين الإخوة".
وأضاف أبوشكيوات، وكيل لوزارة المواصلات بحكومة الوفاق، في تصريح لقناة ليبيا الأحرار (خاصة)، بأن اللقاءات كانت إيجابية وأسفرت عن مجموعة من النتائج من ضمنها اتفاقاً يقضي بوقف إطلاق النار بشكل فوري لمدة ثلاثة أيام.
وطالب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، فائز السراج، المجتمع الدولي بـ"التدخل العاجل لوقف تدهور الأوضاع جنوبي البلاد والذي يهدد كل ماحققه المجلس على طريق المصالحة الوطنية وتحقيق الاستقرار".
جاءت المطالبة في رسالة نشرها السراج، على الصفحة الرسمية للمكتب الإعلامي لرئاسي المجلس بموقع "فيسبوك".
ودعا السراج إلى "إنهاء التصعيد وتجنب القيام بالأعمال الاستفزازية؛ لأن هذا التصعيد لاعلاقة له بمكافحة الإرهاب بل يدخل ضمن الأعمال التي تؤدي لمزيد من تدهور الأوضاع بالبلاد".
وأفاد أن "الدول الخمسة دائمة العضوية في مجلس الأمن أعربت منذ أيام في بيان لها عن تصميمها على الوقف الفوري لعمليات الجنوب، ودعم الاتفاق السياسي (تم التوصل له بـ2015) من أجل تخفيف معاناة الشعب، ورغم ذلك لازالت تلك الجهات مستمرة في القصف والتصعيد.
وقبل ثلاثة أيام صدر بيان مشترك عن سفراء الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن، الولايات المتحدة، الصين، روسيا، فرنسا، وبريطانيا، لدى طرابلس، أكدوا خلاله ضرورة وقف العنف، ودعم الاتفاق السياسي.
ودعا السراج أهل الجنوب إلى "إعلاء صوت العقل، والجنوح للسلم والمصالحة، ونبذ أي تصعيد من أي طرف كان"، موضحاً أن "القصف الموجه الذي طال المدنيين هو قصف للاتفاق السياسي وللمصالحة الوطنية ويهدد حاضر ليبيا ومستقبلها.
وفي ديسمبر 2016، تمكنت قوات تسمي نفسها "اللواء المجحفل 12"، بقيادة "محمد بن نائل"، (ضابط قاتل مع كتائب معمر القذافي قبل أن يعلن ولاءه لحفتر) من السيطرة على قاعدة "براك" الجوية، الخارجة عن الخدمة، لكنها تضم مخازن أسلحة وذخائر.
وتشهد ليبيا حالة انقسام سياسي وفوضى أمنية منذ الإطاحة بالعقيد الراحل معمر القذافي؛ ما يجعل العديد من مناطق البلاد تشهد بين الحين والآخر أعمال قتالية بين القوى المتصارعة على السلطة، لا سيما في طرابلس ومحيطها غرباً، وبنغازي وجوارها شرقاً.
وتتجسد الأزمة السياسية الحالية في وجود 3 حكومات متصارعة، اثنتان منها في العاصمة طرابلس، وهما "الوفاق الوطني"، و"الإنقاذ"، إضافة إلى المؤقتة" بمدينة البيضاء (شرق)، والتي انبثقت عن مجلس نواب طبرق.