أحدث الأخبار
  • 05:58 . للمرة الأولى.. "الجنائية الدولية" تطلب اعتقال نتنياهو وغالانت بسبب جرائمهما في غزة... المزيد
  • 01:07 . إيران.. نائب رئيسي يتولى مهامه مؤقتاً وتعيين علي باقري خلفاً لعبداللهيان... المزيد
  • 11:09 . رئيس الدولة يعزي في وفاة الرئيس الإيراني ووزير خارجيته... المزيد
  • 10:55 . ولي العهد السعودي يؤجل زيارته إلى اليابان بسبب مرض الملك... المزيد
  • 10:28 . شهداء وجرحى بينهم أطفال بغارات إسرائيلية في غزة... المزيد
  • 10:08 . ارتفاع أسعار النفط وسط الغموض الذي كان يكتنف مصير الرئيس الإيراني... المزيد
  • 09:53 . كيف سيُملأ الفراغ الرئاسي في إيران بعد موت رئيسي؟... المزيد
  • 08:12 . الرئاسة الإيرانية تعلن مقتل الرئيس ووزير خارجيته في حادث سقوط الطائرة... المزيد
  • 01:45 . الزمالك بطلا للكونفيدرالية الإفريقية على حساب نهضة بركان المغربي... المزيد
  • 01:20 . تضارب الأنباء في إيران حول الوصول إلى مروحية الرئيس... المزيد
  • 12:14 . إعلام إيراني: تحديد الموقع الدقيق لمروحية الرئيس... المزيد
  • 12:02 . الإمارات تبدي استعدادها للمساعدة في البحث عن طائرة الرئيس الإيراني... المزيد
  • 10:56 . وصول مساعدات غذائية إماراتية بحراً إلى غزة... المزيد
  • 09:18 . مانشستر سيتي بطلاً للدوري الإنجليزي للمرة الرابعة تواليا... المزيد
  • 08:12 . الكويت تشتري 500 ميغاوات من الكهرباء عبر هيئة الربط الخليجي... المزيد
  • 07:40 . سوق أبوظبي يوصي بعقد اجتماعات مجلس الإدارة والجمعيات خارج أوقات التداول... المزيد

صالح متخبّط ومذعور... مرحلة جديدة في اليمن

الكـاتب : عبد الوهاب بدرخان
تاريخ الخبر: 15-05-2017


مَن الأقوى في صنعاء، الحوثيون أم علي عبدالله صالح، ومَن سـ «يبيع» مَن وفقاً للتعبير السائد، بما فيه من إشارات إلى أن العلاقة بين الطرفَين أصبحت تربّصاً متبادلاً ولم تعد تحالفاً. بلغت الأزمة في اليمن الحال التي وصفها «التحالف العربي» منذ اللحظة الأولى لـ «عاصفة الحزم»، أي إعادة الشرعية، وبالتالي الدولة والحكم الذي يستوعب جميع الأطراف، بمن فيهم جماعة الحوثي وصالح، وإذا لم يعرف هؤلاء كيف يتعاطون مع المرحلة المقبلة فقد يُقصون أنفسهم بأنفسهم. الأرجح أن الحرب ستقترب من الحسم العسكري تمهيداً لإنهائها سياسياً، ليس فقط لأن «التحالف» يريد ذلك، بل أيضاً لأن الولايات المتحدة باتت ترى فيه مصلحةً لها. قد تدفع أيديولوجية «الممانعة» الإيرانية الحوثيين إلى الأخذ بتكتيكات حرب العصابات لمواصلة القتال لأطول زمن ممكن، لكن هذا الخيار لن يحقق لهم أي هدف يتوخّونه. أما الرئيس السابق فلا يتصف بأي أيديولوجية بل بعقيدة البقاء والاستمرار في السلطة بأي شكل أو صيغة متاحَين.
يصعّد الحوثيون ميدانياً في الجبهات الداخلية وعلى الحدود مع السعودية، لكنهم لم يقطعوا التواصل مع مندوبين سعوديين في ظهران الجنوب، وعيونهم مسلّطة على محادثات في برلين بين ممثلين عن صالح مع مندوبين سعوديين. لم تقل السعودية في أي وقت إنها في صدد إقصائهم أو إقصاء غيرهم عن المشهد السياسي، ولم تعارض حصولهم على حصة مهمة في أي حكومة تنبثق من حل سياسي ترعاه الأمم المتحدة، لكن أي حل يعيد الدولة ضعيفة ومهمّشة ويبقي السلاح المنهوب من جيشها متناثراً في أيدي الميليشيات سيكون بالتأكيد مرفوضاً من المجتمع الدولي برمّته. وبما أن زمام المبادرة في الحرب انتقل إلى قوات الحكومة الشرعية فقد أصبح على الحوثي وصالح أن يحسما أمرهما، ومن الواضح أن مصالحهما افترقت الآن، لذا بادر كل منهما إلى التفاوض على حدة. هذا لا يعني أن جانب «التحالف» المؤيّد للشرعية متماسك، بل يشهد بدوره افتراقاً في المصالح بلغ حدّ الشروع الفعلي في انفصال الجنوب، على نحوٍ يمكن أن ينعكس على السعي إلى استعادة الدولة في الشمال.
عندما انضم عسكريو صالح إلى مقاتلي الحوثيين للإجهاز على الدولة وجيشها، كان الرئيس السابق آنذاك أقوى من حلفائه الجدد - خصومه السابقين، سواء بكفاءة عسكرييه ونوعية سلاحهم، أو بمعرفته لخريطة التخزين السرّي للسلاح، كما أنهم خاضوا أهم المعارك وأقساها ضد قوات الشرعية والمقاومة الشعبية، خصوصاً في تعز، لكنها نُسبت إلى الحوثيين. بعد عامين من الحرب فَقَد صالح الكثير من عسكرييه، فإما استقطبهم الحوثيون أو انسحبوا إلى بيوتهم محجمين عن القتال، ومن كوادره المدنية، إذ تعرّض عددٌ منهم للقتل أو الترهيب على أيدي الحوثيين. ولا عجب في ذلك، بل كان متوقّعاً، بسبب انعدام مزمنٍ للثقة بين الطرفين، إذ ظن كلٌّ منهما أنه يستطيع استخدام الآخر، ريثما يحقق أهدافه ثم يتخلّى عنه بسهولة.
يحاول صالح الآن إعادة طرح نفسه وجماعته كرقم يُعوَّل عليه في مرحلة إنهاء الحرب، ومن الواضح أنه استشعر وشوك النهاية ويريد إنقاذ ما يمكن إنقاذه، لكن دهاءه لا يكفي لتغيير حاله بعدما أصبح ورقةً محروقة. ها هو يتخبّط عارضاً التفاوض مع السعودية في الرياض، أو خميس مشيط أو مسقط، مغازلاً إيران بعد فوات الأوان، وداعياً روسيا للتدخّل، ولا يجد أي استجابة.;