وفقاً لبحثٍ جديد أجرته جامعة ميشيغان ونشرته مجلة Personal Relationships، فإن قوة الصداقة تزداد كلما تقدم الأشخاص في العمر، وربما تصبح أهم من العلاقات الأسرية والعائلية.
تمر الحياة ويأتي الكثير من الناس ويذهب آخرون، لكن أهم هؤلاء بالنسبة إلينا هم الذين يستمرون.. لكن لماذا؟
بعد إجراء دراستين على 280 ألف شخص، نشرت نتائجهما النسخة المكسيكية لـ"هاف بوست"، خلص الباحث والأستاذ في جامعة ميشغان ويليام تشوبيك إلى أن أهمية الصداقة وتأثيرها على السعادة والصحة يتزايد مع مرور الوقت، وبالأخص بالنسبة إلى كبار السن؛ فتصبح الصداقات مؤشراً على السعادة والصحة أكثر من العلاقات مع أفراد العائلة.
يقول تشوبيك "تصبح الصداقات أكثر أهمية كلما أصبحنا كهولاً".
ويضيف "الحفاظ على عدد قليل من الأصدقاء المقربين يؤثر تأثيراً هائلاً على صحتنا وسعادتنا؛ لذا فمن الذكاء أن نستثمر الوقت في الحفاظ على الصداقات التي تجعلنا سعداء".
في الدراسة الأولى، قام تشوبيك بتحليل بيانات من دراسة استقصائية حول الصداقة، والإدراك الذاتي للصحة والسعادة.
شارك في هذه الدراسة 271 ألفاً و53 شخصاً من جميع الأعمار في حوالي 100 دولة.
أما الدراسة الثانية فقد اعتمدت بيانات من مسح منفصل عن العلاقات وشبكات الدعم والأمراض المزمنة شارك فيه 7481 شخصاً من كبار السن في الولايات المتحدة.
في الدراسة الأولى كانت العلاقات العائلية والصداقات بشكل عام مؤشراً على السعادة والصحة، ولكن في الدراسة الثانية كان مؤشر الصداقة فقط أقوى في سن الشيخوخة.
أظهرت الدراسة الثانية أن الصداقة كانت مصدراً للإلهام، وحينما كان الأصدقاء مصدراً للضغوط كان لهذا انعكاسٌ على المشاركين في زيادة الأمراض المزمنة، في المقابل عندما كان الأصدقاء مصدراً للدعم كان المشاركون أكثر سعادة.
عزا تشوبيك هذه الظاهرة إلى الطبيعة الاختيارية للصداقة؛ فنحن نُبقي على العلاقات التي تجعلنا أكثر راحة بينما نُنهي العلاقات الأخرى.
كما أن الأصدقاء هم مصدر لملء الجانب العاطفي بالنسبة للأشخاص الذين يعيشون دون أزواج أو لمن لا يستطيعون الاعتماد على أفراد أسرهم في الأوقات العصيبة.
ويساعد الأصدقاء على عدم الشعور بالوحدة بالنسبة لكبار السن، أو في كثير من الأحيان إعادة اكتشاف حياتهم الاجتماعية بعد التقاعد.
ليس الأمر أنك تكره عائلتك أو تكره علاقتك بهم، ولكن بالرغم من أنها تكون علاقة ممتعة في كثير من الأوقات، إلا أن بها قدراً أكبر من التعقيدات وقد تكون علاقة سامة أو مملة.
هذا العمل فريد من نوعه، ليس فقط لنتائجه؛ بل كذلك لأنه مدعم بآراء الباحثين.
يقول تشوبيك "تساعدنا الصداقة على التخلص من الوحدة، ولكن في كثير من الأحيان يصعب الحفاظ عليها، لذا فإن استمرت صداقتك طويلاً مع بعض الأشخاص، فهي بالتأكيد علاقة جيدة".