أحدث الأخبار
  • 12:52 . ما مصير حسن نصرالله عقب الغارات الإسرائيلية على بيروت؟... المزيد
  • 09:20 . "القسام" تعلن قتل وإصابة جنود إسرائيليين إثر تدمير دبابة بخان يونس... المزيد
  • 09:19 . اشتباكات عنيفة بالخرطوم بين الجيش السوداني و"الدعم السريع"... المزيد
  • 09:18 . الذهب والفضة يتجهان لتحقيق مكاسب أسبوعية... المزيد
  • 09:05 . تونس.. جلسة حاسمة بالبرلمان لتعديل قانون الانتخابات المثير للجدل... المزيد
  • 08:58 . طحنون بن زايد يبحث مع "ماسك" و"بيزوس" التعاون في التكنولوجيا المتقدمة... المزيد
  • 08:57 . جيش الاحتلال يقصف مقر قيادة "حزب الله" بضواحي بيروت... المزيد
  • 08:57 . بسبب لافتة نازية.. منع جماهير برشلونة من حضور المباراة الأوروبية المقبلة... المزيد
  • 03:46 . في بيان مشترك.. وزراء خارجية دول الخليج وأمريكا يؤكدون دعمهم لإقامة دولة فلسطينية مستقلة... المزيد
  • 03:45 . رئيس الدولة يلتقي ترامب ويبحثان "العلاقات الاستراتيجية" بين البلدين... المزيد
  • 03:44 . السعودية تعلن إطلاق "التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين"... المزيد
  • 10:13 . "الوطني للأرصاد" يحذر من تشكل الضباب وتدني مدى الرؤية... المزيد
  • 10:00 . العين يحسم القمة برباعية في مرمى الوصل والشارقة يعزز صدارته بدوري أدنوك للمحترفين... المزيد
  • 09:51 . تقرير أممي سري: دعم إيران وحزب الله جعل من الحوثيين "منظمة عسكرية قوية"... المزيد
  • 09:50 . أتليتيكو يحقق فوزاً صعباً على حساب مضيفه سيلتا فيجو بالدوري الإسباني... المزيد
  • 09:49 . جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اعتراضه لصاروخ أطلق من اليمن... المزيد

الهروب إلى الحياة

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 18-06-2017


أتأمل هذه الحروب التي تخاض في مناطق متفرقة من العالم، وتحديداً العالم الثالث، الفقير، المتآكل من داخله بالفقر والجهل والفتن والعداوات، والمفترس من خارجه بالأطماع والمؤامرات، حرب هنا ونزاع هناك، حرب شرسة مخيفة تدور رحاها في سوريا مزقت الوطن وشردت الناس وجعلت البلد الأقدم والأكثر حضارة مجرد ثوب ممزق، مهترئ، معلق على جغرافية العالم في وجه الأعاصير تتلاعب به دون نهاية محسومة، وحرب في العراق لم تبق ولم تذر، وحرب في اليمن وأخرى في ليبيا، وأخرى في أفغانستان وكمبوديا، وحرب مفتوحة على الإرهاب في كل بقاع الأرض.


«النصر الوحيد في أي حرب يا ساشا هو أن تبقى حياً بعدها»؛ يقال إن اليائسين أو الذين لا يستطيعون التأقلم مع الحياة غالباً ما يعيشون حالة حنين للماضي، وقد يتحول إلى حالة ملازمة أحياناً كثيرة إذا لم يوفر الحاضر بديلاً أفضل، والحقيقة أن القضية ليست يأساً أو مرضاً، لكن يحدث أحياناً أن تتحول الحياة إلى مجرّد إمكانية هشّة مقابل عبثية الموت في الحروب، في هذه الحالة يحمي الإنسان وجوده بالتحصن بمعنى أو بحالة قوية يعرفها هذا الإنسان جيداً، وهل هناك حالة نعرفها أكثر من الحياة التي عشناها فعلاً؟


يناجي الجندي في ميدان المعركة ذلك الزمن الجميل الذي خلّفه وراءه، مقابل هذا الزمن الحاضر القاسي الذي يعيشه بكل حواسه كل لحظة، يتذكر البيت الهادئ الذي شهد مراحل حياته، هناك حيث تبدو الحياة مختلفة، فيها أشجار خضراء، وفتيات بعيون جميلة، وأطفال يملؤن البيوت بالحياة والضجيج، هناك موسيقى، وعشاق، وسينما...إلخ


إن هذا الجندي الذي يعيش هذا الحنين لهذه الحياة الحقيقية كبديل أفضل عن حياة المعسكر لا يهرب من واجبه، لكنه يمارس حقه في حماية روحه وقلبه وحتى جسده ومجمل حياته، فالحياة خلقت وخلقنا فيها لنحياها، لا لنقتل فيها دونما سبب، نعم هناك حروب لا بد من أن يخوضها الإنسان لأنها المعنى الموازي للحياة الكريمة له ولوطنه وأهله، لكن هل كل الحروب جديرة!


«لعلّك تذكرين يوم جئت إلى موعدنا عند التمثال بالقرب من صالون الحلاقة، تجمدت أذناي من شدة البرد الذي لم أعتد عليه. اشتد الصقيع في المساء، ونحن نتنزه ملتفين بشال واحد هو شالك»، هذا ما جاء في إحدى رسائل فلاديمير إلى ساشا، في «كتاب الرسائل»!
يهرب فلاديمير من شروط الحرب إلى شروط الحياة، برغم قسوة تلك الحياة، لكنها حتماً القسوة الأجمل مقابل أصوات الانفجارات ورائحة الدم والأجساد المحترقة!