أحدث الأخبار
  • 10:16 . لوموند: فرنسا تخفض صادرات أسلحتها لـ"إسرائيل" لأدنى حد... المزيد
  • 12:10 . مباحثات كويتية عراقية حول دعم العلاقات والأوضاع في غزة... المزيد
  • 09:04 . وزير إسرائيلي يهدد بإسقاط حكومة نتنياهو إذا منع وزراء فيها صفقة مع حماس... المزيد
  • 08:21 . أرسنال يعزز صدارته للدوري الإنجليزي بفوز مثير على توتنهام... المزيد
  • 07:24 . على خلفية المظاهرات المناصرة لغزة.. عبدالله بن زايد يذكِّر الأوروبيين: لقد حذرتكم من الإسلاميين... المزيد
  • 07:17 . وزير الخارجية البحريني يصل دمشق في أول زيارة منذ الثورة السورية... المزيد
  • 07:11 . اجتماع عربي إسلامي في الرياض يطالب بعقوبات فاعلة على الاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 12:16 . "الأرصاد" يحذر من تأثر الدولة بمنخفض جوي خفيف اعتباراً من الثلاثاء... المزيد
  • 11:48 . محمد بن راشد يعتمد تصاميم مبنى المسافرين الجديد في مطار آل مكتوم الدولي... المزيد
  • 11:47 . "أدنوك للإمداد والخدمات" تعقد أول جمعية عمومية سنوية في 29 أبريل... المزيد
  • 11:01 . المركزي: 41.6 مليار درهم ودائع جديدة قصيرة الأجل مطلع العام... المزيد
  • 10:48 . العين يخسر أمام الأهلي ويبتعد من مطاردة الصدارة والبطائح يخطف نقطة من الشارقة... المزيد
  • 10:48 . قطر تسعى لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية 2036... المزيد
  • 10:47 . مانشستر يونايتد يتعثر أمام بيرنلي وشيفيلد يونايتد يهبط للدرجة الثانية في الدوري الإنجليزي... المزيد
  • 10:43 . ثورة الجامعات الأمريكية.. الشرطة تواصل اعتقال عشرات المحتجين المؤيدين لفلسطين... المزيد
  • 10:40 . طيران الخليج البحرينية تستأنف رحلاتها للعراق بعد انقطاع أربعة أعوام... المزيد

الأزمة اجتماعياً

الكـاتب : ماجد محمد الأنصاري
تاريخ الخبر: 20-06-2017


لطالما تمتعت دول الخليج بثروة اجتماعية استثنائية، الترابط العائلي والثقافي بين الشعوب الخليجية قل نظيره عالمياً، لا يكاد يخلو بيت في الخليج من صلة قرابة في دولة خليجية أخرى، وكل القبائل تقريباً ممتدة عبر الحدود الخليجية، وهذا غير أن الارتباط الثقافي بين أبناء هذه الدول عميق، العادات الاجتماعية واللهجات والأنماط الاجتماعية متقاربة إلى حد كبير يجعل من الصعب أحياناً التمييز بينهم، كل ذلك كان دافعاً لهذه الدول لأن تكون رابطاً سياسياً يستفيد من هذه الروابط ويبني عليها، ولكن كما هو الحال في العلاقات السياسية العربية، هذا الترابط السياسي كان متأخراً وبشكل كبير عن نظيره الاجتماعي، بعد عقود من العمل السياسي المشترك وصلنا إلى نقطة عدنا فيها إلى ما قبل المربع الأول، اليوم على المستوى الشعبي، الأمل في منظومة خليجية متماسكة أصبح ضرباً من الخيال، شعوب الخليج اليوم انخفض سقف توقعاتها إلى أن لا تتصاعد الخلافات فقط.
المشكلة في هذه الأزمة أن الساسة في الدول التي افتعلت الأزمة لم يكتفوا بإثارتها على المستوى السياسي، بل كان هناك حرص كبير على الزج بالشعوب في أتون الخلاف، تم ذلك من خلال العديد من الإجراءات، منها مثلاً طرد المواطنين القطريين ومنعهم من الدخول إلى أراضيهم، ومنع مواطنيهم من الدخول إلى الأراضي القطرية في خطوة تهدف على ما يبدو إلى كسر الروابط الاجتماعية بين العائلات المشتركة، وضرب اللحمة الشعبية الخليجية في مقتل، كما تم الدفع بصناع الرأي العام في دولهم لتوجيه الشارع إلى معاداة قطر، وفي الوقت نفسه أصبح مجرد التعاطف مع قطر جريمة يعاقب عليها القانون، وبالتالي أصبح الإنسان العادي في الدول المقاطعة لا يرى إلا ما يرون، ويصعب عليه أن يمد بصره إلى رواية أخرى في أي اتجاه، كل ذلك صنع تحدياً شعبياً خطيراً أمام الثروة الاجتماعية الخليجية.
اليوم بدأنا نرى ثمار هذه الممارسات من خلال توتر العلاقات داخل الأسر الخليجية المختلطة، وانقطاع التواصل الطبيعي بين أبناء البيت الواحد، أما إذا وصلنا إلى أقنية التواصل الاجتماعي الحديثة فنرى حرباً ضروساً على قطر وشعبها وكل ما ينتمي لقطر، هذه الحرب يقودها أصحاب الحسابات الأمنية والوهمية، وزج فيها بالناس العاديين مع تغييب الوعي وتغليب الرواية الرسمية للمقاطعين، ولكن السؤال الأهم هو ما الذي يمكننا أن نتوقعه على المستوى الاجتماعي في حال استمرت الدول الثلاث في موقفها المتصلب؟
ابتداءً سنلاحظ انخفاضاً في التواصل الاجتماعي بين العائلات في دول المجلس المقاطعة وقطر، سيؤثر ذلك على الزيجات المتبادلة وعلى الزيارات واللقاءات وحتى على المواقف الشخصية، كذلك فإن التواصل الثقافي بين العلماء والأكاديميين والدعاة والمثقفين والفنانين في الدول المختلفة سيضعف إذا لم يتوقف، الإمارات مثلاً أصدرت قراراً مؤخراً يمنع مثقفيها من التواصل مع أي شخص أو فعالية لها علاقة بقطر على المستوى الثقافي، واستثنت القطريين من فعالياتها الثقافية، كذلك سنرى حالة من الفتور بل والعداء تحل محل التواصل الإيجابي بين الأصدقاء الذين درسوا معاً في البعثات المختلفة أو في دول الخليج، والذين عملوا معاً وجمعتهم الظروف المختلفة، اليوم تطلب منهم دولهم عدم التعاطف مع قطر أو القطريين، وبالتالي سيصعب «إظهار» المواقف الشخصية المتعاطفة إلا في نطاق شخصي ضيق، ومع تفاقم نتائج الأزمة ستتحول هذه المواقف إلى حالة عامة.
على الساسة في الدول الثلاث أن يعرفوا أنهم لا يشقون الصف سياسياً فقط، بل يهدمون بنية اجتماعية تسبق وجود الكيانات السياسية في المنطقة، واللعب على وتر القبائل وقطع الصلات العائلية لن يعود إلا بالوبال على هذه الدول نفسها، كنا نتمنى أن تكون هذه الأزمة كغيرها صراعاً بين الساسة يكون فيه الشعوب متفرجين كما هي العادة، ولكن يبدو أن من أفلست مشاريعه السياسية لم يجد أمامه إلا تخريب العلاقات الاجتماعية سلاحاً.;