أحدث الأخبار
  • 12:21 . بشحنة مولتها الإمارات.. استئناف المساعدات من قبرص لغزة بعد توقفها عقب مقتل موظفي الإغاثة... المزيد
  • 12:01 . هزة أرضية خفيفة تضرب ساحل خورفكان... المزيد
  • 10:53 . "علماء السعودية": لا يجوز الحج دون تصريح ومن لم يتمكن فإنه في حكم عدم المستطيع... المزيد
  • 10:44 . الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أميركية... المزيد
  • 10:43 . ريال مدريد يقترب من حسم الدوري الإسباني بفوزه في سوسيداد... المزيد
  • 10:42 . تقرير حقوقي يفند حجج أبوظبي في معرض ردها على بلاغ أممي حول محاكمة "الإمارات84"... المزيد
  • 10:41 . الأهلي المصري والترجي التونسي يبلغان نهائي أبطال إفريقيا... المزيد
  • 11:06 . أكدوا على براءتهم من جميع التهم.. الكشف عن تفاصيل الجلسة التاسعة في قضية "الإمارات 84"... المزيد
  • 10:21 . في تقريرها السنوي.. "العفو الدولية": أبوظبي تواصل عزل معتقلي الرأي وتقيّد حرية التعبير... المزيد
  • 10:19 . إصابة الوزير الإسرائيلي المتطرف "بن غفير" إثر انقلاب سيارته ونقله إلى المستشفى... المزيد
  • 05:45 . الإمارات والنمسا تبحثان مستجدات الشراكة الشاملة... المزيد
  • 04:49 . "حماس" تطالب بتحقيق دولي فوري في المقابر الجماعية في غزة... المزيد
  • 04:48 . لمساعدة الاحتلال على اقتحام رفح.. الجيش الأميركي يبدأ بناء رصيف المساعدات قبالة غزة... المزيد
  • 11:04 . ارتفاع عدد الطلبة المعتقلين ضد الحرب في غزة بالجامعات الأميركية إلى نحو 500... المزيد
  • 11:01 . "الصحة" تقر بإصابة عدد من الأشخاص بأمراض مرتبطة بتلوث المياه بعد السيول... المزيد
  • 10:59 . بلومبيرغ": السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غزة... المزيد

صوت المفاتيح

الكـاتب : ظافر محمد العجمي
تاريخ الخبر: 28-06-2017


انتبه أبو عبد الله من غفلته على وقع جياد موكب الملكين الكاثوليكيين «إيزابيلاّ وفيرناندو»، وهي تدق صخور الرّابية على سفح جبل الرّيحان، ثم انقطعت الأصوات إلا من همهمة الجياد تنفث البخار من مناخرها في يوم شتوي قارس. همّ أبو عبد الله أن يترجل عن جواده ويتركه، ولكن فيرناندو منعه وعانقه بعطف. أدخل أبو عبدالله يديه في حقيبة على جواده، وأخرج مفاتيح كبيرة؛ التفت بعينيه دون أن يستدير إلى من خلفه ثم خاطب فيرناندو: هذه مفاتيح مدينة غرناطة، هي الأثر الأخير لدولة العرب في إسبانيا، وقد أصبحت أيها الملك سيد تراثنا وديارنا وأشخاصنا، فهكذا قضى الله، فكن في ظفرك رحيماً عادلاً.
سرح أبو عبدالله ببصره على منظر مدينة غرناطة وقصر الحمراء، وعلى صوت المفاتيح الحديدية، وهي تنتقل من يد فيرناندو لأيدي كبار رجاله؛ تنهّد آخر ملوك الأندلس تنهيدة حسرة عميقة، وانهمرت دموعه، ثم جثا على ركبتيه وأجهش بالبكاء. في الصمت الواسع صاحت امرأة بنبرة مبحوحة، التفت العرب والإسبان لعجوز تخاطب أبا عبدالله «أجل فلتبك كالنساء ما لم تستطع أن تدافع عنه كالرجال»؛ ليتكرر صداها عبر التاريخ بأكثر من ترتيب «ابكِ كالنساء على مُلك لم تحافظ عليه كالرجال»، أو «ابك كالمرأة ملكاً لم تعرف الدفاع عنه كالرجل».
أبطال مشهد «تلة زفرة العربي الأخيرة «Puerto Suspiro Del Moro» بسفح جبل الرّيحان في 2 يناير من عام 1492:
- أبو عبدالله الصغير، آخر ملوك دولة بني الأحمر في الأندلس، وبسوء أعماله، وفساد رأيه تسبب في التعجيل بضياع الأندلس. كان مخادعاً متخاذلاً جباناً. لجأ لفاس فاعتقله سلطانها، وأعماه، ثم تركه يتسول في الشوارع، ليموت الصغير الذي تجاوزته أفعاله الخاصة عن 75 عاماً.
- إيزابيلاّ وفيرناندو ملكا قشتالة وأراغون، ثم محررا إسبانيا، ومكتشفا أميركا تحت راية إسبانيا الموحدة القوية.
-العجوز عائشة الحرة: والدة أبي عبدالله. انقذت عرش غرناطة من مؤامرات ضرتها ثريا الرومية. وبثت روح المقاومة لدى ابنها أثناء حصار غرناطة، حتى عصاها. احترمها الإسبان وألفوا حولها القصص والأساطير، وحافظوا على منزلها «دار الحرة» بغرناطة حتى اليوم.

بالعجمي الفصيح
التاريخ ذو مرتبة تفسيرية فقط، لا صانع للأحداث. فهو يذكر الإسبان بالرّابية ومشهد ذلك اليوم الحزين الذي مضى، فخلدوه باسم شاعري «زفرة العربي الأخيرة». لكنه يذكرنا بالمشهد الختامي لحكم عربي دام ثمانية قرون بصوت المفاتيح الذي لم يتوقف، فما زال أحفاد أهل الأندلس في المغرب يحتفظون بمفاتيح بيوتهم الأندلسية، وما زال أبناء أهل فلسطين يحتفظون بمفاتيح بيوتهم المقدسية.;