في أبشع صور توظيف واستغلال الدين، أقدم مفتي مصر السابق والحالي إلى تبرير رفع الأسعار بصورة فاحشة من جهة، وبإقحام تفسيرات شاذة في الأزمة الخليجية.
قطر والإمارات لدى مفتي مصر السابق
زعم مفتي مصر السابق علي جمعة، إن إمام الخوارج كان يدعى «قطري بن الفجاءة، ومن هنا جاء اسم قطر، وكان هذا الشخص فصيحا لكنه تزعم الخوارج الأزارقة».
وأضاف جمعة، خلال مقطع مصور لأحد دروسه، أن «قطري بن الفجاءة نزل قطر وأصبحت الخوارج هناك»، مضيفا أن «الغريب أن المهلب بن صفرة الذي قاتل الخوارج كان من الإمارات».
وتابع وسط ضحكات الحضور في الدرس: «حاجة غريبة كأنها جينات تتوارث».
جمعة، المعروف بتأييده لقائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، سبق أن قال في تصريحات تلفزيونية، إن الأخير» يعد أمير البلاد وطاعته من طاعة الرسول وعصيانه من عصيان النبي».
وأضاف أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال «من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع الأمير فقد أطاعني ومن عصى الأمير فقد عصاني»، مؤكداً أن الأمير يعد رأس الدولة وهو عبد الفتاح السيسي.
أما أكثر تصريحاته إثارة للجدل فهو قوله للسيسي: «لقد تواترت الرؤى بتأييدكم من قبل رسول الله «صلى الله عليه وسلم»، ومن قبل أولياء الله».
رفع الأسعار تبرير وحشي
من جهة ثانية، دعت دار الإفتاء المصرية، المصريين إلى الاقتداء بالسنة النبوية الشريفة، في التعاطي مع أزمة ارتفاع الأسعار، مدللة على ذلك بحديث نبوي عن “التحكم الإلهي بالأسعار”، فيما نالت هجوما إثر تلك الدعوة.
وشهدت مصر، الخميس (29|6)، زيادة في أسعار الوقود، بنسب تراوحت بين 55%، و100%، وسادت حالة من الصدمة والسخط العارم على إثرها بين جموع المصريين.
وعبر صفحتها الرسمية بموقع “فيسبوك”، نشرت دار الإفتاء حديثاً نبوياً عن غلاء الأسعار، رواه الصحابي أنس بن مالك رضي الله عنه، وقال الترمذي (أحد أئمة علم الحديث) إنه حديث صحيح.
وفي الحديث النبوي، قال الناس: “يا رسول الله غلا السعر، فسعر لنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، إن الله هو المسعر القابض الباسط الرازق وإني لأرجو أن ألقى الله وليس أحد منكم يطالبني بمظلمة من دم ولا مال”.
وفسرت دار الإفتاء الحديث بأن “الناس لَما اشتكوا إلى رسول الله غلاء السعر نبههم على أن غلاء الأسعار ورخصها إنما هو بيد الله تعالى، وأرشدهم بذلك إلى التعلق بالله ودعائه”.
وإثر ذلك التناول الديني هاجم عشرات المستخدمين لموقع “فيسبوك”، الدار، واتهموها في ردود على منشورها بـ”ربط الدين بالسياسة”.
ورد البعض على دار الإفتاء بعدم تفسير الحديث حسب الأهواء، واتهمت الدار بـ”تبرير الفساد، ودعوة الناس للرضى بالظلم والابتلاء”، فيما قال حساب باسم “سحر علي” “عندما تكون دار الإفتاء مسيسة بهذا الشكل فعلى البلاد السلام”.
وفي مقابل دفاع الحكومة المصرية عن قرار رفع أسعار الوقود الذي عدته ضروريا لتعزيز خطة ترشيد دعم السلع وخفض العجز في الموازنة، انتابت قطاع كبير من المصريين حالة من الغضب، وسط خوف من موجة غلاء مرتقبة بعد رفع أسعار الوقود، التي ستنعكس على أسعار السلع والخدمات، التي تدخل في تصنيعها.
وهذه هي المرة الثانية التي ترفع فيها الحكومة أسعار الوقود خلال ثمانية أشهر بعدما رفعتها في نوفمبر الماضي بنسب تراوحت بين 30 و47%.