أحدث الأخبار
  • 12:42 . توتنهام يضرب مانشستر يونايتد بثلاثية بعقر داره بالدوري الإنجليزي... المزيد
  • 12:35 . الإمارات تستثمر 30 مليون دولار لدعم غانا في التنوع البيولوجي والمناخ... المزيد
  • 10:13 . هل تشكل أبوظبي قوة استقرار في الشرق الأوسط؟.. تقرير أمريكي تجيب... المزيد
  • 09:27 . وزير الدفاع الأمريكي يوجه بتعزيز قدرات جيش بلاده في الشرق الأوسط... المزيد
  • 08:11 . حذرت من حرب شاملة.. إيران تتوعد بالرد على اغتيال نائب قائد الحرس الثوري... المزيد
  • 08:04 . السيسي: مصر فقدت 60% من إيرادات قناة السويس... المزيد
  • 07:01 . جيش الاحتلال يقصف منشآت غربي اليمن... المزيد
  • 06:51 . توقعات بانخفاض في درجات الحرارة وفرصة لسقوط أمطار غداً... المزيد
  • 03:28 . انتشال جثة الأمين العام لحزب الله.. ولا جروح عليها... المزيد
  • 12:17 . إعلام عبري: قرار اجتياح لبنان لم يتخذ بعد والجيش مستعد له... المزيد
  • 11:57 . ولي عهد دبي يبحث مع رئيس وزراء أوزبكستان تعزيز التعاون المشترك... المزيد
  • 11:56 . إيران تطالب بعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن بعد اغتيال حسن نصر الله... المزيد
  • 11:39 . برشلونة يسقط برباعية في معقل أوساسونا بالدوري الإسباني... المزيد
  • 11:32 . مقتل 18 شخصاً وإصابة آخرين بغارات استهدفت مليشيات موالية لإيران في سوريا... المزيد
  • 10:40 . جيش الاحتلال يعلن اعتراض طائرة مسيّرة فوق البحر الأحمر... المزيد
  • 10:32 . "بلومبيرغ": مخاوف اتساع الصراع في المنطقة تهدد أسهم دبي... المزيد

ذكريات 15 يوليو

الكـاتب : إسماعيل ياشا
تاريخ الخبر: 16-07-2017


أحيت تركيا أمس السبت، الذكرى السنوية الأولى لإفشال محاولة الانقلاب التي قام بها ضباط موالون للكيان الموازي، التنظيم السري لجماعة كولن، في 15 يوليو من العام الماضي. وخرج الملايين من المواطنين إلى الشوارع والساحات في جميع أنحاء البلاد، كما خرجوا في تلك الليلة، ولكن هذه المرة للاحتفال بذكرى الانتصار العظيم الذي حققه الشعب التركي قبل عام ضد الانقلابيين.
الذكريات الخالدة التي عشناها في ليلة التصدي لمحاولة الانقلاب حفرت في أذهاننا، ولا يمكن أن ننساها بأي حال. صور ومشاهد رسمها الشعب التركي بدماء أبنائه وفلذات أكباده، لتشكل أمثلة رائعة للتضحية من أجل الوطن والحرية يكتبها التاريخ بماء الذهب.
البطولات التي سطرها الشعب التركي في تلك الليلة مسجلة بالصوت والصورة، ولا يمكن أن ينكرها عاقل. أذكر أن مراسلاً لإحدى القنوات التركية خلال تغطيته للأحداث التي جرت أمام مبنى بلدية اسطنبول قال إن الناس خائفون، إلا أن المواطنين المتواجدين في المكان عاتبوا المراسل أثناء البث المباشر، وتدخل أحدهم قائلاً: «لا تكذب، ليس هناك أي خوف»، وأضاف آخر: «إن كان طيب أردوغان سيُقتل فنحن أيضاً سنُقتل».
معظم الشهداء الذين سقطوا في تلك الليلة خرجوا من بيوتهم بعد أن توضؤوا وصلوا ركعتين، لأنهم كانوا يدركون خطورة الوضع، ويعرفون أنهم قد لا يرجعون إلى بيوتهم. ومع ذلك، خرجوا للدفاع عن حرية وطنهم ومستقبل أبنائهم، لأنهم اعتبروا محاولة الانقلاب محاولة الاحتلال.
وفي تلك الليلة، تلقى كبير مستشاري رئيس الجمهورية، مصطفى وارانك، اتصالاً من مدير مكتب وزير الصحة التركي يخبره بأن أخاه الكبير البروفيسور إلهان وارانك قد يكون مصاباً، ما دفعه للاتصال بهاتف أخيه الكبير، إلا أن شخصاً لا يعرفه رد عليه وقال له: «أخي.. صاحب هذا الهاتف كان رجلاً شجاعاً للغاية، ولكنه أصيب قبل قليل، ونقلوه إلى المستشفى». ولم يكن آنذاك يعرف هل هو على قيد الحياة أم فارق هذه الدنيا، وعلم فيما بعد استشهاده برصاص الانقلابيين.
آباء شهداء 15 يوليو وأمهاتهم يبكون على فراق فلذات أكبادهم، ولكنهم يؤكدون أنهم فخورون بهم وبما قاموا به من أجل الوطن، ويقولون إنهم لو عادوا إلى تلك الليلة لما طلبوا من أبنائهم: عدم الخروج، مشددين على أنهم مستعدون لتقديم أنفسهم وباقي أبنائهم فداء للوطن.
المواطن التركي موسى إلهان، أصيب في تلك الليلة خلال تصديه للانقلابيين، واستقرت الرصاصة بالقرب من قلبه، ولكنه لم يمت. ورقد في المستشفى أسبوعاً كاملاً في الغيبوبة. ولما استيقظ كان أول ما سأله هو: «هل تم إنقاذ الوطن؟»
حاول الأطباء إخراج الرصاصة من بدن موسى، ولكنهم لم ينجحوا بسبب خطورة العملية لقرب الرصاصة من القلب. ويقول موسى، البالغ من العمر 39 عاماً، إنه سيحمل هذه الرصاصة في بدنه طوال عمره كميدالية يفتخر بها. وفي المستشفى، قال له الأطباء: «أنت محظوظ»، إلا أن لموسى رأياً آخر ويقول: «لو كنت محظوظاً لكنت اليوم شهيداً».
هذا مجرد غيض من فيض ذكريات 15 يوليو. وما شاهدته في تلك اللحظات الحاسمة يدل على أن الشعب التركي يعشق وطنه، ويقبل على الاستشهاد من أجل الدفاع عن حريته دون أدنى خوف أو تردد.;