أثارت المعلومات التي زعمتها "واشنطن بوست" بأن الإمارات تقف خلف اختراق وكالة أنباء قطر في مايو الماضي، حالة من الجدل والاستياء في أوساط الرأي العام الخليجي.
واعتبر ناشطون إن ما قالته الصحيفة، قد يكون مقصودا لتأجيج الخلافات الخليجية - الخليجية، محذرة من الوقوع في هذا الكمين الذي قد يؤدي إلى تهييج الخواطر، فيما أظهر ناشطون آخرون استياءهم لما اعتبروه حقيقة مستندين فقط على تقرير إعلامي، مصدره مسؤول في المخابرات الأمريكية لم يكشف عنه هويته، علما أنه ليس بالضرورة أن يكون المصدر دقيقا.
ومع ذلك، ومهما حاولنا بوصفنا إماراتيين من التشكيك في هذه المزاعم، إلا أننا مضطرين للتعامل مع حقائق الاستياء المتصاعد في الرأي العام الخليجي اتجاه دولة الإمارات، أي أن أكثر ما يقلق الإماراتيين هو تراجع كبير في السمعة والانطباعات الإيجابية عنهم خليجيا وعربيا بغض النظر إن كانت المخابرات الأمريكية قالت الحقيقة أم دلست المعلومات، فالنتيجة المرئية هو سخط عارم لم ينتظر حاملوه نتائج تحقيق الدوحة الرسمي الذي لم يتم إعلانه حتى الآن.
فقد أشعلت صحيفة الواشنطن بوست الجدل في منصات التواصل الاجتماعي بعد نقلها عن مسؤولين في المخابرات الأميركية قولهم إن الإمارات تقف وراء اختراق وكالة الأنباء القطرية ومواقع حكومية أخرى، وهو ما سبق اندلاع أزمة الخليج الحالية.
ويتفاعل ناشطون قطريون وخليجيون وعرب بكثافة مع التقرير على وسم #الإمارات_وراء_اختراق_الوكالة، مما جعله يتصدر قائمة المشاركات (الترند) منذ صدور التقرير قبل ساعات، متوسمين خيرا بكشف الحقائق، "تقرير الواشنطن بوست حنا هل قطر نعرفه، نبي الآخرين يعرفونه ويعرفون حقيقة بن زايد ومؤامراته"، على حد زعمهم، كما نسجل "الإمارات71" رفضنا لأي أوصاف لأي مسؤول خليجي أو عربي خارج حدود الخلاف والخصومة السياسية المحمودة والمطلوبة، على خلاف رفضنا القاطع "للعداء السياسي".
ومنذ اللحظات الأولى للتقرير أطلقت الشخصية الكوميدية القطرية الأشهر خلال الأزمة الخليجية على تويتر ناصر خان (Nasser khan ) وسم #صدنا_الحرامي، قاصدا أن قطر عرفت الذي اخترق الوكالة والمواقع الأخرى، وأخذ يوجه تغريداته الساخرة التي تستهدف مشاهير مغردي الإمارات "مسرحية #صدنا_الحرامي بطولة خلفان الضبع، حمد بصل المزروعي، خالد فندال القاسمي، بطولة محمد نجيب برسيم"، على حد تعبيره الذي يحيد عن أصول الخصام الإعلامي.
وزعم البعض أن هذا التقرير هو إثبات على أن الإمارات ودول الحصار تريد "ابتلاع قطر، وهو رسالة قوية للإمارات كلفت الصحيفة بتوجيهها لها نقلا عن لسان مخابراتي أميركي، بعد أن غرقت دول الحصار وبالذات الإمارات في اللعبة، وأخذت تتعنت أكثر من المطلوب منها".
بينما رأى آخرون أن صدور التقرير هو لصب المزيد من الزيت على نار الخليج المشتعلة، والقول للإمارات "نحن نعرف الحقيقة"، والضغط عليها بالتحديد كونها رأس الحربة في الأزمة لوقف تعنتها ودفعها للدخول في التسوية والحل، حسب المغردين.
وخرج بعض المغردين عن نطاق السياسة والتحليلات إلى الأخلاق، وتساءلوا عن "حجم الغيرة والحسد لدى الإمارات تجاه قطر، حتى وصلت بها الحال إلى هذا المستوى من فبركة الأخبار وخلق أزمة قد تعصف بالخليج العربي وتعاونه"، وقالوا "استحوا على وجيهكم ما ادري شلون مسلمين انتوا كل واحد يحقد على الثاني ناطرين احنا نشوف شنو نهايتكم في هاي كله".
في المقابل تفاخر إماراتيون بالاختراق، وقالوا إنه جزء بسيط وسوف يكون هناك العديد من الاختراقات الأخرى، "وعلى القطريين الانتظار ليروا لاحقا، وهذا هو ثمن مناطحة الأسياد" وقالوا "سيتم اختراق أشياء أخرى لا تستعجلوا فأنتم من بدأتم مناطحة أسيادكم".
ومؤخرا شدد نائب رئيس الدولة الشيخ محمد بن راشد على ضرورة الحفاظ على هيبة وسمعة الدولة، وكذلك اعتبر محمد بن زايد أن سمعة الدولة هي مسؤولية جميع المواطنين، فيما حذر مواطنون أيا كان من التهاون في إرث زايد والأباء المؤسسين، وعماده السيرة الحسنة والسمعة الطيبة والمواقف السياسية الخارجية الخيرة والابتعاد عن سياسات المحاور والمؤامرات والسياسة الداخلية وقوامها احترام حقوق الإنسان وحرياته.