زعم الكاتب اليمني ياسين التميمي أن أبوظبي وقعت في مأزق حقيقي باليمن، "فقد كانت تظن أنها سوف تتحكم بتوجيه مسار الأحداث في اليمن"، وهو مالم يحدث، على حد تعبيره.
واعتبر المحلل المعروف أن أبوظبي وضعت بيضها في "السلة الأمريكية" التي تعتبر أن مهمة مكافحة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية في اليمن في رأس أولوياتها، وتفصل مواقفها على مقاس رد فعل الأطراف الداخلية والخارجية من مهمة كهذه، وتقوم بتصنيف اللاعبين الداخليين على أساس قربهم من الأهداف الأمريكية واتساقهم معها.
وبحسب التميمي، لكن الذهاب خلف الأولويات الأمريكية كما تفعل أبوظبي "يعني تجاهلا يصل حد الصفاقة، لدور السلطة الشرعية التي تحتكم في إدارتها للسلطة الانتقالية إلى مرجعيات أساسية ومعتبرة، تشمل اتفاق المبادرة الخليجية وآليته التنفيذية، وقرارات مجلس الأمن الدولي، ومخرجات الحوار الوطني" على حد تعبيره الحاد.
وزعم أن "مأزق أبوظبي على علاقة مباشرة بتداعيات الأزمة الخليجية، أملا في تحييد قطر وإخراجها من المشهد، وإنهاء تأثيرها في الترتيبات التي يحتفظ بها حيال أزمات المنطقة المختلفة من اليمن وحتى ليبيا".
وادعى قائلا: "وهذا التأثير يأتي من زاوية الانكشاف غير المتوقع لهذه الترتيبات التي يمكن وصفها بأنها سيئة للغاية، حيث تمول أبوظبي تحركات أطراف انفصالية متطرفة في اليمن، تسعى إلى فصل الشمال عن الجنوب، وتتورط القوات الإماراتية في بناء شبكة من السجون والمعتقلات السرية، التي تمارس فيها انتهاكات بشعة لحقوق الإنسان، وتسخرها للمحققين الأمريكيين".
وأوضح أنه "تقوم عبر هذه السجون والاعتقالات المتواصلة، باستهداف سياسيين وناشطين وشباب ممن يثبت أن لهم صلة بمشروع الدولة اليمنية الاتحادية، وممن يتبين انتماؤهم للتجمع اليمني للإصلاح، الذي تصنفه أبوظبي على أنه الذراع السياسي للإخوان المسلمين في اليمن، إلى جانب التيارات السلفية التي لا تتعاطف مع المشروع الإماراتي".
كما تتورط أبوظبي، بحسب مزاعم التميمي، "في بناء نفوذها الخاص في المحافظات الجنوبية، عبر إنشاء القواعد العسكرية، خصوصا القاعدة التي تقوم بإنشائها في جزيرة ميون الواقعة في مضيق باب المندب، إلى جانب تورطها في إنشاء تشكيلات شبه عسكرية بقيادات ميلشياوية مناطقية، ما يهدد بإعادة إنتاج دورات أكثر عنفاً من الحروب الأهلية في جنوب البلاد كتلك التي شهدها في يناير 1987".
وإلى جانب ذلك، تواصل أبو ظبي فرض هيمنتها ونفوذها في أرخبيل سقطرى ومحافظة المهرة، وهما محافظتان ظلتا بعيدتين عن الصراع والحرب الدائرة، وكان يفترض أن تترك أمور إدارتهما للسلطة الشرعية، لكن أبوظبي عملت على تهميش السلطة الشرعية وتنصيب مسؤولين على علاقة بها وبالمجلس الانتقالي الجنوبي (انفصالي) الذي دعمت إنشاءه بعدن في مايو الماضي".
ووفقا للتميمي، "فتحاول أبوظبي جاهدة إنهاء النفوذ التقليدي لسلطة عمان في محافظة المهرة التي تستأثر بكل خط الحدود الفاصل بين اليمن وعمان، وتحتفظ في بعلاقات اجتماعية واقتصادية خاصة منذ زمن بعيد، بحكم تشابه العادات والتقاليد والتشابه في اللغات المحلية المحكية وهي بقية من اللغة اليمنية القديمة، ومنها ثلاث لغات، تتوزع على سقطرى والمهرة اليمنيتين وعلى إقليم ظفار العماني".
وتساءل في ختام مقاله: "هل يكفي هذا لإقناع اليمنيين بأن أبوظبي تزرع الياسمين في أرضهم، وهم يرون هذا الكم من المؤامرات التي تحيكها ضد وجودهم وأحلامهم؟"، على حد زعمه.