خروج الواجب
"كلنا نصلي إلى رب واحد سواء كنا مسيحيين أو مسلمين، وعندما نادوا إلى جمعة غضب قررت الخروج والمشاركة كونهم لم يحددوا ديانة المشاركين في الغضب للأقصى، وكوني فلسطينيا وأعيش في مدينة القدس؛ فكان من واجبي أن أغضب لما يجري في المسجد الأقصى كونه مكانا مقدسا للمسلمين والفلسطينيين بشكل عام". هكذا قال نضال عبود في حديثه لوسائل الإعلام.
لم تمنع ديانة عبود مشاركة إخوانه المسلمين –كما يحب أن يسميهم- في رفض إجراءات الاحتلال في الأقصى، إذ يقول "إنني أرفض أن تركب كاميرات وأبواب إلكترونية على أبواب كنيسة القيامة، فأنا حتما أرفض وجودها على أبواب المسجد الأقصى، لأنها تضييق لحرية العبادة ومحاولة لفرض سيطرة الاحتلال على مكان لا يمت له بصلة".
لم تقتصر مشاركة الشاب نضال عبود في الاحتجاجات على تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى على المشاركة في يوم جمعة الغضب، فهو يتواجد بشكل شبه يومي على بابي المجلس والأسباط اللذين حولهما الفلسطينيون إلى ميادين للصلاة والاعتصام رفضا لإجراءات الاحتلال.
ويقول عبود إنه يريد أن يرى المسجد الأقصى مفتوحا للمسلمين، ويستطيعوا الصلاة فيه بحرية دون المساس بحرية عبادتهم وكرامتهم الإنسانية، مبينا أن ذلك لا يتحقق إلا إذا رصّ الفلسطينيون الصفوف ووحدوا كلمتهم ونسوا اختلافاتهم الدينية والحزبية.
ونضال عبود ليس المسيحي الوحيد الذي يداوم على التضامن مع المسلمين في محيط المسجد الأقصى، فالمسن وليم قاقيش (65 عاما) بدأ الاعتصام حول بوابات المسجد الأقصى منذ الليلة الأولى لإغلاقه، فتراه يرفع أكفه بالتأمين وراء الأئمة المسلمين حين يدعون الله لتحرير المسجد الأقصى وفك قيد الأسرى.
حب الأقصى
يقول قاقيش خلال حديثه مع وسائل الإعلام إنه يشارك في الاعتصام ضد إجراءات الاحتلال كون المسجد الأقصى يحمل مكانة كبيرة في قلوب المسلمين، مما ولد عنده ارتباطا به، إذ تشبع بحب المسجد الأقصى من خلال سكنه في مدينة القدس ومخالطة المسلمين، فالحياة المشتركة بين المسيحيين والمسلمين في المدينة المقدسة تجعلهم كيانا واحدا يتأثر بالظروف نفسها.
واعتاد قاقيش أن يرتاد المسجد الأقصى منذ أيام شبابه؛ "أذهب عادة إلى المسجد الأقصى للتسبيح في ساحاته والجلوس في ظل أشجاره والشرب من مياهه، كما آتي مع أصدقائي المسلمين لتبادل أطراف الحديث فيه، ولهذا فمن واجبي أن أدافع عنه كونه جزءا مني".
ودولين قاقيش (21 عاما) -وهي ابنة وليم قاقيش- اعتادت أيضا التطوع في توثيق انتهاكات الاحتلال في محيط المسجد الأقصى، ولم تمنعها سياسات القمع التي يمارسها الاحتلال مع المعتصمين في منطقة باب الأسباط من التواجد الدائم في تلك المنطقة، حتى أصيبت في بطنها مثلها مثل أي مسلم متواجد في محيط الأقصى.