أحدث الأخبار
  • 10:01 . خامنئي يقول إنه حذر نصر الله من خطة إسرائيلية لاغتياله... المزيد
  • 09:03 . يخفض من خطر تكون حصى الكلى والالتهابات.. فوائد عدة لتناول كوب من الماء على الريق... المزيد
  • 09:03 . الرئيس الإيراني يصل قطر في أول زيارة خارجية له... المزيد
  • 07:18 . “حزب الله” يعلن تصديه لقوة إسرائيلية راجلة حاولت التسلل إلى جنوب لبنان... المزيد
  • 07:16 . سلطنة عُمان تدعو لضبط النفس لتجنيب المنطقة مخاطر الحروب... المزيد
  • 07:15 . نتنياهو: إيران ارتكبت خطأ كبيراً وستدفع ثمنه... المزيد
  • 03:50 . الذهب يتراجع بعد ساعات من صعود قوي بفعل الهجوم الإيراني... المزيد
  • 03:49 . أسعار النفط ترتفع بفعل تصاعد الهجمات في الشرق الأوسط... المزيد
  • 11:20 . اجتماع طارئ لمجلس الأمن وتحذيرات من التصعيد بعد هجمات إيران... المزيد
  • 11:18 . الأسهم الأمريكية تتراجع إثر الهجوم الإيراني على "إسرائيل"... المزيد
  • 11:14 . عشرات الشهداء في غزة وخان يونس بنيران جيش الاحتلال منذ الفجر... المزيد
  • 11:01 . السوان تتهم أبوظبي بمحاولة التغطية على دورها "المشين" في الحرب... المزيد
  • 10:41 . انتصارات كبيرة للفرق العملاقة وأرسنال يكسب القمة أمام سان جيرمان بدوري أبطال أوروبا... المزيد
  • 10:34 . أكسيوس: "إسرائيل" ستوجه ردا على هجوم إيران قد يستهدف منشآتها النفطية... المزيد
  • 10:31 . إيران تهدد الاحتلال الإسرائيلي بضرب بنيته التحتية إذا رد عليها... المزيد
  • 10:27 . انفجاران بمحيط سفارة الاحتلال الإسرائيلي في كوبنهاغن.. والشرطة تحقق... المزيد

الأنماط الجديدة في فهم الإسلام

الكـاتب : علي محمد فخرو
تاريخ الخبر: 28-07-2017

في الأربعة العقود الماضية ظهرت أربعة أنماط من التديُن في ساحة الفكر والممارسة الإسلامية.
ولا يعني ذلك أنه دليل على الديناميكية والحيوية، بل قد يعني أنه دليل على الضياع والتخبط.
لقد ركز النمط الأول على المظهرية الخارجية متمثلاً في لباس المسلم والمسلمة. فجأة قامت حملة تصرّ على أن لبس الحجاب، أو حتى النقاب، من قبل المرأة، وعلى أن لبس الثوب القصير من قبل الرجل هما مكملات الدين الأساسية الكبرى، وعلى أن عدم مراعاة ذلك المظهر الخارجي سيجرح دين المسلم والمسلمة.
ودخل الحقل الإسلامي في تفاصيل مظهرية أخرى أدت إلى تمسك المسلم بالقشور والمظاهر على حساب الجوهر، وأدت إلى إشكاليات في الواقع، وخصوصاً في واقع المسلمين الساكنين في بلاد الغرب.
وقبل أن يحسم موضوع الإسلام المظهري إذا بنا ننتقل إلى النمط الثاني المفجع: نمط الإسلام الطائفي، المتزمت، الإقصائي، الضيق الأفق، التقديسي لهذا الإمام الفقهي أو ذاك سواء في التاريخ أو الحاضر، والخائف من الآخر.
ولأن الطائفية مرض ديني واجتماعي فقد استعملت كأداة من أدوات الصراعات السياسية للحصول على النفوذ والسلطة والوجاهة والثروة، وكسبيل سهل لتدمير وتجزئة المجتمعات العربية والإسلامية من قبل الصهيونية العالمية ومن قبل السلطات الاستخباراتية الخارجية.
ومن أجل تحريف النمط الطائفي في وحل السياسة إلى حدود الفواجع الكبرى، انتقلنا إلى النمط الثالث: نمط الإسلام السياسي الممارس للعنف والإرهاب، وهنا وصل التشويه لاسم الإسلام ومكانته إلى أعلى درجاته. هنا دخلنا في تصادم تام مع العالم كله، وهنا دخلنا في ارتباط كامل بالقوى الخارجية؟ تدريباً لشباب ضائع، أموالاً لقيادات انتهازية، وحماية لتواجد حاملي ذلك الإسهام في أية بقعة يتواجدون فيها.
وفجأة رأى المسلمون والعالم أنماطاً جديدة من الإسلام تقوم على سبي النساء وبيعهن في أسواق النخاسة، وعلى قتال واستبعاد أصحاب الديانات الأخرى، وعلى إرهاب الأبرياء في الأسواق والمدارس والمساجد وأماكن النزهة البريئة، ليرى العالم أشلاء الأطفال والنساء وكبار السن في الطرقات.
وحتى تكتمل صورة تقديم الإسلام المفجعة من خلال تكنولوجيا العصر انتقلنا إلى النمط الرابع: نمط الإسلام الإعلامي. ما عادت المساجد والحسينيات والمدارس والجامعات تكفي، وانتقلنا إلى مئات المحطات الفضائية التلفزيونية وإلى فضاء أنواع التواصل الإلكتروني، وذلك من أجل نقل الصراعات في داخل الإسلام إلى خارجه.
في سنين قليلة تفجر النمط الإعلامي بصورة مذهلة وظهر أمام الملايين دعاة ومفسرون يتصفون بالجهل والانتهازية الدينية وبالبهلوانية المضحكة وبالتدمير الكامل لإنسانية الإسلام ومقاصده الكبرى الرائعة.
لا يستطيع الإنسان أن يتنبأ بالأنماط التي سيأتي بها المستقبل، لكن الماضي يؤكد أن قدرتنا على إدخال الإسلام في متاهات بشرية مجنونة هي قدرة غير محدودة. فما دامت طاقاتنا لا تذهب إلى بناء حضارة فلتذهب إذن إلى تدمير ثقافة العرب، من خلال تدمير روح ثقافتهم، أي الإسلام.
الأنماط الأربعة متصلة ببعضها البعض، وتشابكها جميعها يشير إلى حالة واحدة: حالة العبث الوجودي بكل ما هو سامٍ ورفيع في حياة العرب.
ما يهمنا هو إبراز أهمية القيام بثلاث خطوات لمواجهة ذلك الوضع المتردي.
فأولاً هناك موضوع التراث التاريخي والفقهي الذي يجد فيه المجانين، هنا وهناك، مرتعاً لعبثهم. إذا لم يواجه موضوع الفقه ويواجه موضوع علوم الحديث بمبادرة مؤسسية قادرة على التحليل والنقد والرفض والتنقيح وتجاوز ذلك إلى فقه جديد وإلى رفض للأحاديث الموضوعة المدسوسة المناقضة لروح الإسلام، فإننا سنبقى ندور في حلقة تلك الأنماط السخيفة.
وثانياً هناك موضوع الإجابة على هذا السؤال:
من المستفيد من كل ذلك؟. وثالثاً هناك موضوع الثقافة العولمية التي في تفاعيلها مع فقه الإسلام المتزمت المتخلف، يمكن أن تشوه كل محاولة إصلاحية إسلامية. إن القيمة الثقافية التي تنشرها العولمة هي نقيض الإسلام الصحيح السامي في مقاصده وممارساته. هذا الموضوع كبير ومعقد ولا يمكن إيجازه في سطور.
ما يهمنا أيضاً هو أن نؤكد على أن هناك إشكالية ذاتية في داخل فهم العرب وباقي المسلمين للإسلام، مما يستدعي عملية إصلاح كبرى في حقل الإسلام.