ما زالت حركة السياحة الروسية في مصر متوقفة على الرغم من قيام أجهزة الأمن الروسية بإجراء 25 زيارة تفتيش وتفقد أمني لمرافق سيادية مصرية ما يعكس انعدام الثقة الدولية بإجراءات نظام السيسي، ومزاعمه حول السيادة.
وكانت حركة السياحة الروسية توقفت بعد حادثة سقوط طائرة في سيناء العام 2015، والتي راح ضحيتها عدد كبير من السياح الروس الذين كانوا قادمين من شرم الشيخ.
واشترطت روسيا لعودة حركة السياحة، اتخاذ مصر سلسلة من إجراءات الأمن والسلامة في المطارات، وهذا ما عملت عليه القاهرة التي زودت مطارات القاهرة والغردقة وشرم الشيخ وبرج العرب بأحدث الأجهزة.
التدخل بأمن المعلومات
وقال مساعد وزير الداخلية، اللواء محمد نور الدين، إن “إجراءات السلامة والأمان التي اتخذتها مصر في المطارات صعبة جداً، حيث تم تجهيز المطارات بأحدث الأجهزة الخاصة بالسلامة والأمان”.
وأضاف: “لكن الروس يريدون أن يأخذوا مكانا دائما في المتابعة بشكل يتدخلون فيه بمعلومات الأمان والسلامة بالمطارات، وهو الأمر الذي لا تسمح به السلطات المصرية”.
25 زيارة أمنية
من ناحيته، قال مصدر مسؤول في وزارة الطيران المصرية للموقع الإخباري ”إرم نيوز”، إن “وفدًا روسيًا مختصًا بالسلامة الجوية يزور مصر في هذه الأثناء لمتابعة الإجراءات المتعلقة بتوزيع كاميرات المراقبة في صالات السفر، ومتابعة عمل أجهزة بصمة العين الخاصة بالعاملين في المطار”.
وأضاف أن “هذه الزيارة هي الـ25 التي يقوم بها وفد روسي، وذلك للاطلاع على الإجراءات الأمنية المتخذة في المطارات”.
وقال: “مع ذلك فإن الجانب الروسي لم يضع جدولاً زمنياً لعودة حركة الطيران بين روسيا ومصر، رغم التقارير الإيجابية التي يدونها عن حالة الأمان والسلامة في المطارات المصرية”.
إجراءات سلامة بأعلى المعايير
بدوره، أكد عضو غرف شركات السياحة، الدكتور حسام هزاع، أن “القاهرة عملت حتى الآن، على وضع إجراءات السلامة والأمان وفقًا لأعلى المعايير العالمية”.
وقال لـ “إرم نيوز”، إن “كل الإجراءات المطلوبة من جانب الروس تم اتباعها، لكن لا نعلم أين هي الأزمة التي تحول من عودة السياح الروس إلى مصر”.
وأضاف أن “الأمر في يد روسيا، لأننا قمنا بكل ما هو مطلوب منا من ناحية السلامة والأمن الجوي، حتى أصبحت تصل إلى مطاراتنا الطائرات الأمريكية والفرنسية والألمانية، ولكن يبدو أن الروس لهم متطلبات معينة، لا تسمح بها القاهرة”.
من حق الروس
أما رئيس دعم ائتلاف السياحة، إيهاب موسى، قال إن “الروس تعرضوا لحادث كبير سقط فيه عدد كبير من السياح، ومن حقهم التأكد من أن مواطنيهم في أمان، وبالفعل يطلبون إجراءات فوق الاعتيادية، فهم يفحصون بشكل ممل، ومن الممكن القول إن ما حدث سبب لهم عقدة”.
وأوضح لـ”إرم نيوز” أن “الروس يبحثون عن مبررات يوجهونها للشعب لإعادة السياحة إلى مصر”، مؤكدًا أنهم “سيأتون قريباً لأن توجه الوفود الأمنية إلى مصر يكون برغبتهم، ومعنى ذلك أنهم يبحثون عن الأمان الكامل”.
وأشار إلى أن مصر “استفادت من هذه الحادثة، حيث وضعت إجراءات أمنية ضخمة بدرجة تأمين تجاوزت الـ95% بعد أن كانت، قبل حادث طائرة شرم الشيخ، نسب الأمان بحسب التقارير الدولية، تصل إلى 75% فقط”.