أثار هجوم رجل على تمثال لمؤسس الجمهورية التركية، مصطفى كمال أتاتورك، بالمنجل؛ من أجل إزالته من مكانه- جدلاً داخل تركيا، كما تم استدعاء الشرطة التي قامت باعتقاله بعد أن أقنعته بالنزول من المكان العالي الذي كان فوقه التمثال، وفتحت تحقيقاً معه.
الحادث الذي شهدته مدينة بولاية أورفا التركية، أثار حنق أتباع أتاتورك، الذين يُدافعون عن قيم العلمانية؛ وذلك بسبب تصريحات المهاجم، الذي اعتبر التمثال "وثنية"، قائلاً إنه "لا يُوجد مكان لها في ديننا".
وحسب صحيفة "حرييت" التركية، فإن منفِّذ الهجوم يُدعى محمد مالبورا، متزوج ولديه طفلتان ويعمل بائعاً متجولاً. ونقلت أيضاً أنه صرح للشرطة بأنه "رأى شخصاً في الحلم يبلغه ضرورة القيام بذلك".
وحسب بيان لوالي المدينة، فإن الشرطة تدخلت بعد أن تلقت بلاغاً عن شخص يقوم "بهجوم شنيع على تمثال أتاتورك، وقد تمكنت من إلقاء القبض عليه"، مشيراً إلى أن المهاجم "لا يتمتع بقواه العقلية".
وأطلق أتباع فكر أتاتورك في تركيا هاشتاغ باسم #يعيش_مصطفى_كمال_باشا (#Yaşa_Mustafa_Kemal_Paşa_Yaşa)، وهو عنوان لأغنية وطنية تتغنى بالرجل، حيث عبروا عبره عن غضبهم ورفضهم "المساس بالرموز السياسية والقومية لتركيا".
ويُعتبر مصطفى كمال من أهم الرموز في تاريخ تركيا الحديثة، حتى بات يحظى بقدسية كبيرة لدى عامة الشعب؛ فهو مؤسس الجمهورية، كما أن القانون التركية يُعاقب على أي إساءة إليه.
غير أن شعبيته بدأت في السنوات الأخيرة تتراجع أمام ظهور أشخاص آخرين، بات البعض يعتبرهم رموزاً جديداً للدولة، مثل الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان.
ومن أسباب ذلك، كما نقل تقرير ألماني، كون "النخبة الكمالية تستخدم مبادئ أتاتورك كعقيدة ويتم من خلالها فرض هيمنتها؛ مما جعل النظام هشاً من الداخل، كما لم يعيروا اهتماماً للطابع الديني للمجتمع التركي"، بحسب "هاف بوست".