أحدث الأخبار
  • 09:21 . الصحة العالمية: مقتل 28 من أفراد الطواقم الطبية في لبنان... المزيد
  • 09:19 . "مدن القابضة" توقع اتفاقيات مع شركاء ومستثمرين لتطوير مشروع رأس الحكمة... المزيد
  • 09:16 . رئيس الدولة ونظيره المصري يشهدان إعلان مخطط مشروع "رأس الحكمة"... المزيد
  • 07:18 . قرقاش يدعو إلى "ضرورة استعادة مفهوم الدولة الوطنية" لمواجهة التحديات التي تهدد المنطقة... المزيد
  • 07:18 . السعودية ومصر ترفضان أي إجراءات تؤثر على سلامة وسيادة لبنان... المزيد
  • 11:44 . "طاقة" تستكمل تسعير سندات بقيمة 1.75 مليار دولار... المزيد
  • 11:43 . مجلس الأمن يدعم غوتيريش بعد قرار الاحتلال الإسرائيلي اعتباره "شخصا غير مرغوب فيه"... المزيد
  • 11:41 . دراسة: التخلص التدريجي من التدخين قد ينقذ حياة 1.2 مليون شخص... المزيد
  • 11:40 . الذهب يرتفع بدعم من الإقبال على الملاذ الآمن واستمرار التوتر بالشرق لأوسط... المزيد
  • 11:39 . أسعار النفط ترتفع وتحافظ على مكاسبها الأسبوعية القوية... المزيد
  • 11:38 . الدوري الأوروبي.. توتنهام يواصل انتفاضته ومانشستر يونايتد ينجو من الخسارة ولاتسيو يتصدر... المزيد
  • 11:38 . "طيران الإمارات" تلغي جميع رحلاتها من وإلى ثلاث دول في المنطقة بسبب التوترات... المزيد
  • 11:36 . الولايات المتحدة.. أكثر من 200 شخص لقوا مصرعهم جراء الإعصار هيلين... المزيد
  • 11:35 . 18 شهيداً في غارة إسرائيلية على مخيم طولكرم بالضفة الغربية المحتلة... المزيد
  • 11:32 . غارات إسرائيلية على محيط معبر المصنع تقطع الطريق الدولي بين لبنان وسوريا... المزيد
  • 11:31 . الاحتلال يشن أعنف قصف على الضاحية الجنوبية لبيروت وأنباء عن استهداف خليفة نصر الله... المزيد

نسافر لنعي نعمة الوطن

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 07-08-2017


نحن لا نسافر هرباً من الحياة فالحياة نفسها موجودة في كل مكان نذهب صوبه، الحياة لا تتغير، ما يتغير هو شكلها، ألوانها، ملامح الناس هناك وطريقة أحاديثهم، وربما أوقات طلوع الفجر وغروب الشمس والطريقة التي يغازل بها الرجال النساء، مساحة التحرر التي تحدد لهم شكل ثيابهم وعلاقاتهم، هذا أيضاً لا يعني عدم وجود أناس يهربون من ذواتهم وأنفسهم سعياً لذوات أخرى هناك يتمنون أن يكونوها لكنهم لا يستطيعون دفع كلفتها في أوطانهم!

كما أننا لا نسافر هرباً من أوطاننا لأي سبب كان، فالوطن يسافر معك حيثما ذهبت، تحمله في جواز سفرك، تقاطيع وجهك، غطاء رأسك، اسمك، وفي رائحة ثيابك، وحين تكون في مجلس عذب هناك في البعيد فلا يمر ببالك إلا الرفاق والإخوة ومرابع اللهو والطفولة، انت ابن وطنك وأرضك وتاريخك وبيئتك في أول الأمر ومنتهاه، وحتى الذين يهجرون أوطانهم مكرهين يحملونها معهم.

نحن نسافر لنستمتع بالحياة في اتساع مختلف وتحت سماوات أخرى لا أكثر، قد يكون في الأمر هروب من حكاية ما، من ضغوطات ملتبسة، من أحد أو إلى أحد ما، هذا الأمر وارد جداً، نحن نسافر لكي نعرف ماذا يحدث هناك وراء خط الأفق، تماماً مثلما كنا صغاراً نجلس على شاطئ البحر نرمي أبصارنا باتجاه المراكب البعيدة التي نظنها مربوطة بأوتاد في السماء هناك، ونظل نسأل: ماذا وراء تلك السماء؟ ماذا بين المراكب والشمس؟

ماذا في آخر مدى البحر والمحيط، ماذا تحت السماوات الزرقاء الغائبة عن أبصارنا والتي رأيناها في قصص الطفولة وأفلام السينما، أنا أعترف بأنني توهجت بكل جوارحي للسفر إلى توسكانيا بعد أن شاهدت (دايان لين) في ذلك الفيلم تهجر أميركا وحياتها، وتقبل بتذكرة الطيران من صديقتها وتسافر إلى إيطاليا بعد طلاقها واكتئابها، إلى سهول توسكانيا المتوهجة، لتدع الصدف تقود حياتها «تحت شمس توسكانيا» هذا هو عنوان الفيلم!

نحن أيضاً نسافر ونترك أنفسنا وأعيننا وقلوبنا وأرواحنا متفتحة ومفتوحة على مصاريعها، نستقبل الهواء والشمس والخبرات والطاقات الإيجابية، ونرى الفرق بين هنا وهناك، بين نعمة الأمان والوطن والعائلة والترحاب والتفهم والكرم والمودة، وبين هناك حيث لا يوجد من هذا إلا أقل القليل.

وحيث الجميع بعيد ومختلف ولا يعنيه أمرك، أنت سائح، غريب، مهاجر، طير صغير تعبر مدارات مدنهم، لتعود ممتلئاً بالحنين والوله لرائحة أمك وبيتك وشوارع بلدتك، وتلك العيون الحقيقية التي تستقبلك بمحبة وبأدب وبمنتهى الذوق. كم اشتقت لدبي في سفري الأخير وكم حمدت الله على نعمة دبي ونعمة الإمارات كلها!