أحدث الأخبار
  • 09:04 . وزير إسرائيلي يهدد بإسقاط حكومة نتنياهو إذا منع وزراء فيها صفقة مع حماس... المزيد
  • 08:21 . أرسنال يعزز صدارته للدوري الإنجليزي بفوز مثير على توتنهام... المزيد
  • 07:24 . على خلفية المظاهرات المؤيدة لغزة.. عبدالله بن زايد يذكِّر الأوروبيين: لقد حذرتكم من الإسلاميين... المزيد
  • 07:17 . وزير الخارجية البحريني يصل دمشق في أول زيارة منذ الثورة السورية... المزيد
  • 07:11 . اجتماع عربي إسلامي في الرياض يطالب بعقوبات فاعلة على الاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 12:16 . "الأرصاد" يحذر من تأثر الدولة بمنخفض جوي خفيف اعتباراً من الثلاثاء... المزيد
  • 11:48 . محمد بن راشد يعتمد تصاميم مبنى المسافرين الجديد في مطار آل مكتوم الدولي... المزيد
  • 11:47 . "أدنوك للإمداد والخدمات" تعقد أول جمعية عمومية سنوية في 29 أبريل... المزيد
  • 11:01 . المركزي: 41.6 مليار درهم ودائع جديدة قصيرة الأجل مطلع العام... المزيد
  • 10:48 . العين يخسر أمام الأهلي ويبتعد من مطاردة الصدارة والبطائح يخطف نقطة من الشارقة... المزيد
  • 10:48 . قطر تسعى لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية 2036... المزيد
  • 10:47 . مانشستر يونايتد يتعثر أمام بيرنلي وشيفيلد يونايتد يهبط للدرجة الثانية في الدوري الإنجليزي... المزيد
  • 10:43 . ثورة الجامعات الأمريكية.. الشرطة تواصل اعتقال عشرات المحتجين المؤيدين لفلسطين... المزيد
  • 10:40 . طيران الخليج البحرينية تستأنف رحلاتها للعراق بعد انقطاع أربعة أعوام... المزيد
  • 10:38 . الحرب على غزة تتصدر مناقشات قمة اقتصادية عالمية في السعودية... المزيد
  • 10:15 . إثر تعرضهم لحملات تشويه.. نشطاء أوربيون يفتحون ملف تجسس أبوظبي ويطالبون بمحاسبتها... المزيد

القبيلة خارج وظيفتها الاجتماعية

الكـاتب : حمزة المصطفى
تاريخ الخبر: 03-10-2017


تعد القبيلة في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا إحدى الركائز الأساسية التي لا تزال تشكل المشهد الاجتماعي للدولة الحديثة. فالقبيلة شأنها شأن الجماعات العرقية واللغوية والدينية، تنطوي على وظيفة اجتماعية تحددها روابط النسب والقرابة، والتي عادة ما تترجم إجرائياً في الزواج والمصاهرة البينية التي تخلق ما يسميه علماء الأنثروبولوجيا «وحدات اجتماعية متجانسة». أضف إلى ذلك، لعبت القبيلة دوراً سياسياً مهماً في العالم العربي، إذ تعد الرابطة القبلية أساسية في تفسير منظومة العمل السياسي في كثير من الدول. ينطبق ذلك على منطقة الخليج العربي، إذ تأسست معظم دولها إما على تفاهمات قبلية، أو نتيجة تغلب رابطة قبلية على غيرها. وبتوصيف آخر، طبق الفهم الخلدوني «العصبية» خلال تأسيس الدولة الحديثة في الخليج، وتعد السعودية أكثر النماذج الشارحة لهذا الوصف، وتكاد تكون الدولة الوحيدة في العالم التي توصف المواطنة انطلاقاً من الرابطة العائلية.
ومع أن الدولة الحديثة في الخليج جعلت من رابطة المواطنة السائدة سياسياً مقابلاً ندياً للرابطة القبلية، فإن الأخيرة لم تسلم بهزيمتها تماماً، وظلت تبحث عن آليات لإعادة إنتاج نفسها ضمن نسق اجتماعي «التقاليد» تلجأ إليه الدول في أزماتها، فيغدو نسقاً اجتماعياً ذا وظيفة سياسية. لكن الدول، وإن احتاجت إلى القبيلة في كثير من المناسبات، فإنها حرصت تماماً على إبقاء الدولة كمؤسسات على مسافة معينة من القبيلة، مخافة أن تطغى الرابطة القبلية «الولاء» على رابطة الدولة «الانتماء». وبهذا المعنى، استوعبت الرابطة القبلية ضمن وظيفتها الاجتماعية في الدولة الخليجية الحديثة، فالأخيرة لم تسع إلى إضعافها بمقدار ما سعت إلى إدارة وظيفتها. لكن ما ترك تداعياته المباشرة على قوة القبيلة ونفوذها في المجتمعات الخليجية هو التسارع المطرد في التطور التكنولوجي المتزامن، مع ارتفاع نسبة ونوعية التعليم للجنسين. وقد برز في ضوء ذلك نوع آخر من الشرعية، يعرف مجازاً بمسمى «شرعية الإنجاز»، حيث غدت الأخيرة أبرز مقومات الشرعية للأسر الحاكمة في العديد من الدول الخليجية، في مقدمتها قطر والإمارات. تأسيساً على ما سبق، لم تعد هذه الدول بلدانها منشغلة كثيراً بتحصيل ولاء القبيلة، عبر إرضاء رأسها، أو شيخها، كما يعرف بالدارجة، وإنما بالاهتمام بأفرادها الذين تعرفهم الدول كمواطنين ينتمون اجتماعياً إلى قبائل.
في مفارقة غريبة لا تفسر سياسياً إلا في إطار النكاية، أعادت السعودية إخراج القبيلة كهوية مضادة للدولة من قمقمها، بعد عقود من الإدماج والتصالح. ومع أن القائمين على هذه الخطوة أرادوا الإضرار بقطر، بحكم الامتداد القبلي المشترك ما بين البلدين، فإن هذه الخطوة الارتجالية قد تشكل خطراً عليهم، أكثر مما تشكل خطراً على حكام قطر، الذين يستندون إلى رصيد كبير من شرعية الإنجاز، والتي جعلت دولتهم في مراتب عليا عالمياً، فيما يتعلق بالتنمية البشرية والتعليم، إضافة إلى الدخل السنوي، وذلك بخلاف السعودية التي تعاني حالياً ازدياداً مطرداً في مستوى الفقر والبطالة، وتراجع مستويات الحياة، وتستعد في المستقبل للانتقال إلى نمط اقتصادي أقسى، يُفقد المواطن الميزات الريعية التي كان يحصل عليها مقابل الولاء.;