أحدث الأخبار
  • 07:19 . صحيفة عبرية: بن غفير حرض على قتل بعض المعتقلين بمجمع الشفاء... المزيد
  • 06:28 . تديره شركة إماراتية.. الإمارات تدين بشدة الهجوم على حقل للغاز في كردستان العراق... المزيد
  • 06:25 . ما الذي اكتسبته أبوظبي من رعاية وتمويل حملة تشويه المسلمين في أوروبا؟... المزيد
  • 12:21 . بشحنة مولتها الإمارات.. استئناف المساعدات من قبرص لغزة بعد توقفها عقب مقتل موظفي الإغاثة... المزيد
  • 12:01 . هزة أرضية خفيفة تضرب ساحل خورفكان... المزيد
  • 10:53 . "علماء السعودية": لا يجوز الحج دون تصريح ومن لم يتمكن فإنه في حكم عدم المستطيع... المزيد
  • 10:44 . الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أميركية... المزيد
  • 10:43 . ريال مدريد يقترب من حسم الدوري الإسباني بفوزه في سوسيداد... المزيد
  • 10:42 . تقرير حقوقي يفند حجج أبوظبي في معرض ردها على بلاغ أممي حول محاكمة "الإمارات84"... المزيد
  • 10:41 . الأهلي المصري والترجي التونسي يبلغان نهائي أبطال إفريقيا... المزيد
  • 11:06 . أكدوا على براءتهم من جميع التهم.. الكشف عن تفاصيل الجلسة التاسعة في قضية "الإمارات 84"... المزيد
  • 10:21 . في تقريرها السنوي.. "العفو الدولية": أبوظبي تواصل عزل معتقلي الرأي وتقيّد حرية التعبير... المزيد
  • 10:19 . إصابة الوزير الإسرائيلي المتطرف "بن غفير" إثر انقلاب سيارته ونقله إلى المستشفى... المزيد
  • 05:45 . الإمارات والنمسا تبحثان مستجدات الشراكة الشاملة... المزيد
  • 04:49 . "حماس" تطالب بتحقيق دولي فوري في المقابر الجماعية في غزة... المزيد
  • 04:48 . لمساعدة الاحتلال على اقتحام رفح.. الجيش الأميركي يبدأ بناء رصيف المساعدات قبالة غزة... المزيد

هكذا تعلمنا القراءة في تلك الأيام!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 13-10-2017


كانت الأشياء المتاحة للعبنا وعبثنا وتمرير أوقات طفولتنا الطويلة قليلة جداً حد الشح، لا شيء نشتريه من السوق، وكأطفال لا أتذكر أننا ذهبنا إلى السوق إلا بعد دخولنا المدرسة بزمن، كنا نلعب بما تيسر، بما هو متاح، نلعب مع الطبيعة، مع البحر ورمال الشاطئ، ندور في متاهات الريح كذئاب البراري، نطارد كلاب الأزقة، نصطاد السمك حين يمكننا سرقة أدوات صيد من حوزة أحدهم، نصنع قوارب من علب معدنية تستخدم كعبوات لزيت الطهي تأتي من إيران أو الهند.

وكنا أحياناً نتسلل في غفلة من عيون جداتنا وأمهاتنا إلى سوق «السبخة»، حيث تباع الحيوانات ومختلف البضائع.. كنا بذلك نتجاوز الخط الأحمر لتعاليم الكبار، بينما نظن نحن أننا نخطو خارج حدود الوصاية، وباتجاه المعرفة وأحلام الحرية.

حين دخلنا المدرسة الابتدائية، قالت لنا معلمة اللغة العربية، وكانت مصرية لطيفة جداً اسمها دنيا، إن علينا أن نقرأ كتباً أخرى ليست مما توزعها علينا مسؤولة مخزن المدرسة، قصصاً تحكي عن السندريللا والأقزام السبعة والأمير المحبوس في جسد الضفدع والساحرة الشريرة التي حولت الأمراء إلى طيور بجع، وعن صلاح الدين وخالد بن الوليد وأديسون وشجرة الدر

و... وكنا نفتح عيوننا على اتساع الدهشة وننتظر هذه الكتب، وحين قررت المدرسة أن تحتفل بعيد الأم للمرة الأولى، أخذني خالي رحمة الله عليه من يدي إلى سوق دبي، ومشينا طويلاً متنقلين من محل إلى آخر وسط الازدحام وأضواء النيون الباهرة لننتقي هدية قررت أن أهديها للمعلمة دنيا، لأنها فتحت لي دنيا من الكتب والقراءة والوعي ما كنت سأعرفها لولاها!

اليوم حين يسألونني كيف تعلمت القراءة؟ وكيف أحببت الكتب منذ الصغر، أقول لأننا لم يكن لدينا أشياء كثيرة نلعب بها، كان التلفاز يفتح لمدة بسيطة، ثم يغلق عند منتصف الليل، وكانت فقرة الأطفال لا تتجاوز نصف ساعة رسوم كارتون، فكان البحر والشاطئ والكتاب ألعاباً خضراء بهية كبهاء ذلك العمر، (كانت معظم القصص من إصدارات المكتبة الخضراء)، وكانت أمي تستمع بابتهاج لصغيرتها وهي تقرأ عليها القصص، لم تكن أمهاتنا يقرأن لنا كما أطفال اليوم، لكننا كنا في أوج الفرح والرضا!

أنا أقرأ حفظاً لعهد معلمتي الأولى ولبهجة أمي التي عودتني على القراءة بل وفرضتها عليّ عندما كنت صغيرة كواجب يومي كان يحرمني من اللعب خارج المنزل كباقي أطفال الحي، وأقرأ حين أجد الوقت بصحبة الكتاب أكثر متعة، وأقرأ لأنني كاتبة إن لم أقرأ سأجف كشجرة ليمون لم ترو جيداً، وأقرأ لأنني أحب القراءة وأعشق الكتب، لأنها نوافذ كبيرة مفتوحة على فضاء واسع، إذا وقفتُ قبالتها ينتابني شعور حقيقي بأنني طائر، أو بأنني غيمة على وشك أن تمطر!