غياب رد فعل إماراتي رسمي تجاه الزلزال السياسي والاقتصادي الذي وقع بالسعودية، أثار استغراب بعض المتابعين، وإن كان رد أحد من المقربين للسلطة بالإمارات يؤشر لموقف أبوظبي الحقيقي، بحسب "هاف بوست عربي".
الاعتقالات التي استهدفت 11 أميراً و38 وزيراً ونائب وزير حاليين وسابقين وأسماء أخرى عديدة بتهم الفساد، طالت بعض الشخصيات التي ينظر لها أنها حلفاء وأصدقاء الإمارات داخل السعودية، خاصة الأمير الوليد بن طلال، ووليد الإبراهيم مالك قنوات MBC، وهما من كبار المستثمرين في الإمارات، ومع هذا لم يصدر تعليق رسمي من الحكومة الإماراتية.
فولي عهد أبوظبي محمد بن زايد تجنب أي تعليق على ما جرى في المملكة، واكتفى بتغريدات عامة عن استقبالات رسمية، ودعم الإمارات للسعودية في مواجهة القصف الصاروخي للحوثيين، وأنها تقف بكل قوة وحزم مع المملكة، مؤكداً أن "أمن المملكة جزء لا يتجزأ من أمن دولة الإمارات".
كذلك كان لافتاً أن أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، الذي يغرد معلقاً على كافة الأحداث، تغاضى تماماً عن ذكر أي شيء حول اعتقالات المملكة، وركز على القصف الحوثي للرياض بصاروخ، مؤكداً دعم الإمارات للسعودية.
فتجاهل ما يحدث في السعودية، بحسب مراقبين، إما فاجأ الإماراتيين ويدرسونه، أو أنهم يفضلون انتظار حسم الصراع، أو أن ما يجري لصالحهم ولكنهم يفضلون التريث في إعلان موقفهم.
عبد الخالق عبد الله يؤيد الاعتقالات
الاستثناء الوحيد الذي خرج عن المسار الرسمي المتجنب للتعليق على زلزال السعودية كان الأكاديمي عبد الخالق عبد الله، الذي رصد ما نشرته صحف ووكالات عن أبرز الموقوفين في السعودية وأبرز التهم حتى الآن.
عبد الخالق وصف الأوامر الملكية المتعلقة بالاعتقالات بأنها "شجاعة وغير مسبوقة"، رافعاً شعار هاشتاغ (#الملك_يحارب_الفساد)، كما وصف معارضي هذه الأوامر لمحاربة الفساد بأنها "أصوات نكرة وكارهة للسعودية".
هل يؤثر مصير "الوليدين" على الإمارات؟
وجاءت الضربة الخاطفة التي وجهها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لمجموعة من المنافسين والخصوم والمحايدين عبر فتح ملفات الفساد والتحقيق مع عشرات من الرؤوس الكبيرة لتطال رموزاً معروفة بأنها من حلفاء وأصدقاء الإمارات مثل الوليدين (ابن طلال والإبراهيم)، وكلاهما من كبار المستثمرين فيها.
أيضاً بعض من اعتقلهم بن سلمان لعبوا أدواراً في عملية الإطاحة بالرئيس المصري المنتخب محمد مرسي مصر التي دعمتها الإمارات، وعلى رأسهم خالد التويجري (اشتهر اسمه في تسريبات اللواء عباس كامل مدير مكتب الرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي عندما كان الأخير وزيراً للدفاع) والأمير متعب والوليد بن طلال، ما أثار بدوره تساؤلات حول: هل يؤثر مصير "الوليدين" على الإمارات أو الاستثمارات فيها؟
وتقدر ثروة الوليد بن طلال في الإمارات بالمليارات، ويبلغ إجمالي الفنادق التي تستثمر فيها شركته القابضة بدبي 10 فنادق، بخلاف استثمارات عقارية وإعلامية أخرى.
ويمتلك الوليد بن طلال حصصاً في نيوز كورب، وسيتي جروب، وتويتر، والعديد من الشركات الأخرى المعروفة، كما يسيطر الأمير على عدة شبكات تلفزيونية فضائية واسعة المشاهدة في العالم العربي.
أما وليد آل إبراهيم، صهر الملك الراحل فهد بن عبد العزيز، مالك قنوات MBC فله استثمارات غير محددة في قطاع الإنتاج والاستوديوهات في أبو ظبي خاصة بعد انتقال MBC من لندن إلى دبي عام 2014.