أحدث الأخبار
  • 10:42 . مقتل خمسة في هجوم مسلح على مسجد بأفغانستان... المزيد
  • 10:41 . وسط تزايد حوادث الكراهية والتمييز.. رايتس ووتش تتهم ألمانيا بالتقصير في حماية المسلمين... المزيد
  • 10:38 . فينيسيوس يقود ريال مدريد للتعادل مع بايرن في نصف نهائي أبطال أوروبا... المزيد
  • 08:09 . جامعات تنتفض نصرة لغزة.. ونظيراتها الإماراتية تغرق في التطبيع حتى أذنيها... المزيد
  • 12:58 . برباعية أمام كلباء.. الوصل يتأهل إلى نهائي كأس رئيس الدولة... المزيد
  • 12:58 . تعليقا على فيديو عبدالله بن زايد.. مغردون: يدعم اليمين المتطرف ويستهدف مظاهرات الغرب الداعمة لفلسطين... المزيد
  • 12:58 . شرطة الاحتلال تقتل مواطناً تركياً بزعم تنفيذه هجوما بسكين في القدس... المزيد
  • 12:58 . مجلس الأمن الدولي يؤجل مناقشة شكوى السودان ضد أبوظبي بطلب من بريطانيا... المزيد
  • 06:19 . تحت ضغط الحكومة البريطانية.. أبوظبي تفشل في الاستحواذ على صحيفة "التلغراف"... المزيد
  • 12:08 . الشركات الإماراتية تعيد بناء نفسها ببطء بعد الفيضانات... المزيد
  • 11:14 . بعد الأمطار الغزيرة والسيول.. العفن والبعوض ينتشران في منازل المواطنين... المزيد
  • 10:48 . الحوثيون يعلنون استهداف سفينتين ومدمرتين أميركيتين... المزيد
  • 10:47 . اشتعال الحراك بجامعة كولومبيا وطلاب يسيطرون على اثنين من مبانيها... المزيد
  • 10:45 . التهاب مفاصل الركبة.. الأسباب وطرق العلاج... المزيد
  • 10:44 . انتشال تسع جثث قبالة سواحل بتونس... المزيد
  • 10:44 . النفط يتراجع مع ترقب المستثمرين لمحادثات الهدنة في غزة... المزيد

سياسة إشعال الحرائق

الكـاتب : ماجد محمد الأنصاري
تاريخ الخبر: 07-11-2017


خلال 24 ساعة، اتخذت الرياض عدداً من الخطوات التي لا يمكن وصفها إلا بسياسة إشعال الحرائق.
داخلياً: تم اعتقال عدد كبير من الأمراء المتنفذين ووزراء ومسؤولين في مناصبهم وآخرين سابقين ورجال أعمال، السبب المعلن هو مكافحة الفساد، بينما يتضح من خلال الأسماء التي تم اعتقالها أن المسألة في سياق تثبيت الانتقال من الأفقي إلى الرأسي في نظام ولاية العهد، وحجب أي خصم متوقع لولي العهد الحالي من المشهد تماماً.
خارجياً: تم استدعاء رئيس الوزراء اللبناني إلى الرياض، ليقدم استقالته منها بشكل مفاجئ، وبدعوى الاعتراض على التوغل السياسي الإيراني -عبر حزب الله- في لبنان، بينما لم يشكل ذلك عائقاً أمام بقاء الحريري في السلطة الفترة السابقة، ثم غاب الحريري عن المشهد، وأشارت الأنباء إلى استدعاء آخر، طال هذه المرة محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية، الذي يواجه تحدياً من دحلان المدعوم من أبوظبي، أما ردة الفعل على الصاروخ الحوثي فوق الرياض فكانت تهديداً مباشراً لإيران، وقصفاً عنيفاً على صنعاء، كل ذلك في أقل من 24 ساعة.
كل هذه الأحداث أشعلت حرائق جديدة، تلتحم مع تلك السابقة، سواء حرب اليمن أم حصار قطر أم دعم حفتر، والسؤال الأهم هو: هل تستطيع السعودية -كمنظومة- تحمل كل هذه الحرائق في آن واحد؟ الدولة السعودية اعتمدت على أركان ثابتة لضمان ديمومتها، الشرعية الدينية، والتماسك القبلي، وإرضاء رأس المال، والدور الإقليمي الداعم للرؤى الغربية، كل هذه الأركان تعرضت لضغوط خلال الشهور القليلة الماضية، بسبب سياسات إشعال الحرائق، ما يفتح الباب أمام تحدٍ حقيقي للسلطة، وانهيار للمنظومة، إذا استمر الوضع بهذا الشكل.
ومع ذلك، فمن الممكن المراهنة على قدرة السلطة في المملكة على الصمود، والبناء على الإمكانيات الأمنية والمالية التي تتوفر لها لضبط الوضع داخلياً، إلا أن هناك ثلاث تهديدات تواجه بن سلمان من الممكن أن ينتج عنها تغير حقيقي على الأرض:
الأول: هو إمكانية تشكل مجموعة من الأمراء، يتمكنون من جمع كتلة حرجة داخل الأسرة، تفوق قدرة المؤسسة الحاكمة على التعامل معهم أمنياً.
الثاني: هو انهيار اقتصادي سريع ناجم عن السياسات المتخبطة والهدر، الذي تسببت به الحرائق السياسية، وهذا بدأ بالفعل، ولكنه ما زال في إطار ما يمكن التحكم به.
الثالث: هو ضغط خارجي حقيقي، نتيجة القلق على استقرار السعودية، يؤدي إلى دعم تغيير داخلي، أو ممارسة ضغوط حقيقية على السعودية، وهذا لن يتم إلا إذا تفرغت واشنطن من مشاكلها، أو تحولت مشكلة السعودية إلى رأس قائمة الأولويات، نتيجة تضارب المصالح في ملفات حساسة.
هذه التهديدات ليست طارئة، بمعنى أن حدوث أي منها خلال أيام قليلة ليس وارداً، ولكن تسارع الأحداث والقرارات المفاجئة تدفع باتجاهها بشكل عنيف، ولا نستبعد مزيداً من القرارات والتوجهات المفاجئة خلال الأيام المقبلة، دول المنطقة الخليجية كانت دائماً تفاخر بقدرتها على المحافظة على الاستقرار، عبر مزيج من توفير الخدمات والدخل المرتفع نسبياً، والسلطة المستقرة والمتماسكة، ولكن هناك في القيادة السعودية -على ما يبدو- من لا يعتبر أن تحقيق الاستقرار مطلب إذا ما تعارض مع طموحاته الشخصية، ولذلك يستمر في إشعال الحرائق، التي ستمتد في النهاية إلى الأصابع التي تشعلها.