قال اللواء عبدالله السيد الهاشمي وكيل وزارة الدفاع في الإمارات، "إن محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي هو مرشدنا، ونحن نعبده"، على حد زعمه.
وقال الهاشمي موجها ما أسماها رسالة إلى العالم في مؤتمر دبي للطيران الذي اختتم أعماله الجمعة (17|11) للصحافة العالمية، وردا على سؤال بخصوص رؤية دولة الإمارات المستقبلية حول إيران، التي تحاول فرض أجندتها على المنطقة كونها قوة كبيرة، وما هي الرسالة التي يوجهها لواشنطن حول التهديدات الإيرانية- قال: "أعتقد أن الرسالة الوحيدة التي أستطيع أن أوجهها إلى الولايات المتحدة هو أن تستمع جيدا للشيخ محمد بن زايد عندما يتحدث، فهو مرشدنا (هادينا) والحكمة تخرج من هذا الرجل، نحن نقتفي أثره، في الحقيقة نحن نعبده"، على حد قوله، مختتما "هذا كل ما أستطيع البوح به"، فأنهى الإعلامي الغربي المقابلة على الفور.
وأثارت هذه التصريحات جدلا واسعا في أوساط الإماراتيين الذين انقسموا حول ما جاء فيها، إذ أخذها البعض على المحمل اللغوي البحت في كلمات الهاشمي والتي لا تعني المعنى الاصطلاحي بالعبادة، وإنما أراد إظهار مدى الولاء بالقيادة من جهة، والثقة بها من جهة ثانية، بحسب فريق من الإماراتيين.
أما الفريق الثاني، فقد رفض هذه التصريحات جملة وتفصيلا بغض النظر عما اعتبره "تلاعبا في التعبير"، فما قاله الهاشمي، بحسبهم، لا يجوز أن يقال نهائيا تحت أي مبرر أو دافع، واللغة مليئة بالتعبيرات المناسبة التي تفي بالغرض للتعبير عما وصف "بالولاء والثقة".
أما فريق آخر من الإماراتيين، فلم يلتفت للمضمون الإنشائي المختلف عليه، وإنما لفت انتباهه ما وصفه بـ"ضحالة" الفكر العسكري والاستراتيجي لدى قائد عسكري بهذا الحجم، إذ كان عليه أن يتحدث في صميم الاستراتيجية العسكرية والأمنية الإماراتية في مواجهة إيران وليس التهرب من عدم المعرفة بالكلمات الإنشائية.
فيما ذهب فريق آخر، أن الهاشمي ومعظم كبار القوات المسلحة لا يعرفون بالفعل ما هي استراتيجية الدولة في مواجهة إيران، كون المسألة الإيرانية معقدة بصورة كبيرة، متسائلين عن سبب وجود هذه المعلومات لدى كبار الضباط، إن كان الأمر يتعلق بمدى ثقة القيادة بهم أم أن الأمر له تبريرات أخرى، بحسب تساؤلاتهم.