بينما يعيش الإماراتيون مزيدا من القلق والتوتر مع اقتراب تطبيق المزيد من الضرائب في الدولة، والتي سيبدأ أحدثها بعد نحو شهر، وهي ضريبة القيمة المضافة، فضلا عن القلق على مسيرة التعاون الخليجي جراء أزمة الخليج الراهنة، إضافة إلى الحرائق في دول الجوار- بينما الحال كذلك، واحتفالا بيوم "التسامح" أسهبت الصحف المحلية في تقرير وصفي يسرد حفلا غنائيا للمغنية الأمريكية جنيفز لوبيز.
هذا الحفل فجّر استياء واسع النطاق في أوساط الإماراتيين الذين عبروا عن رفضهم لحفلات سابقة مثيلة في دبي وأبوظبي لمادونا وريهانا وغيرهن من استعرضيات غربيات، يتم دعوتهن لإحياء المناسبات الوطنية مثل يوم الشهيد في 30 نوفمبر الماضي، واليوم الوطني للسنة الماضية في 2 ديسمبر، وكأن مناسبة غالية على قلوب الإماراتيين لا يتم احترامها إلا بهذه الحفلات، على حد تساؤلات إماراتيين.
الحفل الحالي لهذه المغنية، وصفته صحيفة "الاتحاد" في تقرير تفصيلي تضمن إساءات لا تقل عن إساءة الحفل نفسه.
فقد قالت الصحيفة، فيما وصفه مواطنون بأنه "تحسين للمعصية"، "لم تكن مجرد حفلة غنائية، بل كانت ملحمة فنية راقصة تضمنت لوحات أدائية من الإبهار البصري والترفيه الساحر،.. ليصنع حالة من الإدهاش والإمتاع،.. لتتألق لوبيز التي عرفت بأدائها الجنوني في الغناء وبراعة الرقص".
وتابعت "الاتحاد": "لتدير (لوبيز) بذلك مؤشر الحماسة وتخطف أنفاس الجمهور، وتفتن حواس الآلاف من المتفرجين بتفاعلها الراقص وجنون غنائها الذي رفع معدلات الشغف والبهجة بين الجميع".
وأضافت: "ظهر رمز اسم جنيفر «jlo» بلمعانه لذهبي، يتدلى بشموخ أمام شاشة إلكترونية، مع خلفية موسيقية، كانت كفيلة بتسكين شغف الجمهور لساعة كاملة، قضاها واقفاً على قدميه، وقد تدفقت أعداد فلكية على مقربة من المسرح، ليتسنى لهم رؤية نجمتهم المحبوبة عن كثب لالتقاط صور استثنائية وتوثيق كل حركاتها وانفعالاتها".
واستطردت الصحيفة :"وفي كل مرة تعود إلى المسرح تفجره غناء ورقصاً أدائياً له تأثير السحر"، على حد تعبيرها.
وعن دبي قالت "الاتحاد": "هذه المدينة الحالمة التي فتحت ذراعيها لاحتضان نجوم الأغنية العالمية، ولا تزال تواصل سيناريو الإبهار وتجويد فلسفة السعادة وترقية رسالة التسامح كلغة فرح تهديها لكل شعوب العالم".
واستنكر الإماراتيون أن يكون هذا الحفل هو العنوان الأبرز لما يوصف بالسعادة والتسامح وتقديم ما وصفوه "بمعان مشوهة" لهاتين القيمتين الرائعتين، وربطهما بهذه النوعية من السلوكيات التي يؤكد مراقبون كثر إن الإماراتيين لم يشكلوا 1% من جميع الحاضرين، ما يبدد ما يوصف بالسعادة والتسامح ما دام الإماراتيون أنفسهم يأنفون ويعزفون عن هذه المشاركات.
إماراتيون استذكروا الأكاديمي الإماراتي ناصر بن غيث الذي يقضي 10 سنوات سجن لتعليق له حول مفهوم التسامح الذي تمارسه سلطات أمنية وتنفيذية في الدولة. ففي تغريدة له كان قد قال: "الظاهر جماعتنا فاهمين التسامح بين الأديان كلش غلط".