أحدث الأخبار
  • 10:13 . إيران: أمريكا تتحمل أيضا مسؤولية اغتيال "نصر الله"... المزيد
  • 08:30 . في أكبر عدد منذ 30 عاما.. السعودية تعدم 198 شخصا خلال 2024... المزيد
  • 08:22 . إعلام عبري: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن باتجاه تل أبيب... المزيد
  • 06:31 . "مصدر" تتطلع إلى تعزيز وجودها في مشروعات الطاقة المتجددة في إسبانيا والبرتغال... المزيد
  • 06:30 . "حماس" و"الجهاد" تدينان اغتيال حسن نصر الله... المزيد
  • 06:29 . إعلام إيراني: مقتل نائب قائد فيلق القدس في لبنان في هجوم ضاحية بيروت... المزيد
  • 04:34 . حزب الله يعلن رسميا مقتل أمينه العام حسن نصر الله... المزيد
  • 12:36 . العاصفة هيلين توقف نحو 24% من إنتاج النفط الأمريكي في خليج المكسيك... المزيد
  • 11:46 . تعادل الوحدة وبني ياس وعجمان يحصد فوزه الأول بدوري أدنوك للمحترفين... المزيد
  • 11:42 . منتخبنا الوطني يخسر أمام كوريا الجنوبية في التصفيات الآسيوية للشباب... المزيد
  • 11:32 . رئيس وزراء الصومال يتهم إثيوبيا بالقيام بتصرفات “تنتهك” سيادة بلاده... المزيد
  • 11:32 . مستشار خامنئي: "إسرائيل" تتجاوز الخطوط الحمراء لطهران... المزيد
  • 11:13 . محللون: حزب الله يفكر في المستقبل بعد استهداف مركز قيادته ببيروت... المزيد
  • 10:44 . موديز تخفض التصنيف الائتماني لـ"إسرائيل" درجتين... المزيد
  • 12:52 . ما مصير حسن نصرالله عقب الغارات الإسرائيلية على بيروت؟... المزيد
  • 09:20 . "القسام" تعلن قتل وإصابة جنود إسرائيليين إثر تدمير دبابة بخان يونس... المزيد

فكِّر بغيرك

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 26-11-2017


في واحدة من أجمل قصائده، كتب محمود درويش:

وأنت تعدّ فطورك، فكّر بغيرك

لا تنسَ قوت الحمام‎

وأنت تخوض حروبك فكّر بغيرك

‏‎لا تنسَ من يطلبون السلام‎

وأنت تسدّد فاتورة الماء، فكّر بغيرك

‏‎من يرضعون الغمام

وانت تعود إلى البيت، بيتك، فكّر بغيرك

‏‎لا تنسَ شعب الخيام

وأنت تنام وتحصي الكواكب، فكّر بغيرك

‏‎ثمّة من لم يجد حيّزاً للمنام

إلى آخر القصيدة...

فكر بغيرك، قل لنفسك سأكون سبباً في إسعاد فلان، في إنقاذه من هذا البؤس، في تغيير مصيره، قل لنفسك، سأغير حياة أحدهم، وسيختار لك القدر هذا (الأحدهم) ربما، وربما اخترته أنت بكامل وعيك، لا تنسَ أن هناك آخرين كثر يشاركونك المشي على الأرض نفسها، والتنفس من ذات الهواء، ومثلك هم يحلمون كما تحلم، ولديهم مثلك قائمة طويلة من الرغبات والاحتياجات، لكنهم ليسوا بمثل قدرتك أو ظروفك للوصول إليها وتحقيقها.

قد تكمن احتياجات بعضهم في مبلغ بسيط لإجراء عملية جراحية، تنقله من العجز إلى المقدرة، فيصير مثلك متمكناً من إعالة نفسه، والحياة بكامل أهليته، كما أنت دون عجز، قد يكون بحاجة لمن يدله على حقوقه، ليصير لديه بيت وزوجة وعمل، قد يكون لديك القدرة لتتبنى يتيماً تعلمه مع أولادك، فتنقله من مجرد رقم في دار الأيتام، إلى إنسان يتنافس في ساحات الحياة على أعظم الفرص.

نعم، أنت لست مسؤولاً عن أحد، تكفيك أعباؤك ومسؤولياتك، لديك ما يكفي من التفكير في أولادك ومستقبلهم، وأهلك والتزاماتك تجاههم، لن يطالبك أحد بأن تعطي أحداً ليس من ضمن مسؤولياتك، وابتداء، فنحن نعيش في زمن صار الناس فيه يتخلون عن التزاماتهم الأصلية والثابتة شرعاً وقانوناً.

وستسمع من يقول لك إن الإنسان ليس عليه أن يفكر بغيره، فقد قرأت شيئاً كهذا منذ مدة، وتعجبت من هذه الدعوة، إذ كيف يحدث أن يتخلى الإنسان نهائياً عن إنسانيته تجاه أخيه الإنسان، إذا كان قادراً ومقتدراً ومؤمناً بأننا نرتفع على بشريتنا بالعطاء، لنستحق إنسانيتنا فعلاً؟. وأنت تعد فطورك - يقول لك محمود درويش - فكر بغيرك؟، فكّر، فهناك كثيرون حولك بإمكانك أن تغير حياتهم، أن تعبر بهم إلى الضفة الأخرى من الحياة بأقل مما تتصور، فقط تحتاج لأن تملك نفساً عالية مؤمنة بأن العطاء هو ما يمنحك صفتك الإنسانية، لا أي شيء آخر.