أحدث الأخبار
  • 12:10 . مباحثات كويتية عراقية حول دعم العلاقات والأوضاع في غزة... المزيد
  • 09:04 . وزير إسرائيلي يهدد بإسقاط حكومة نتنياهو إذا منع وزراء فيها صفقة مع حماس... المزيد
  • 08:21 . أرسنال يعزز صدارته للدوري الإنجليزي بفوز مثير على توتنهام... المزيد
  • 07:24 . على خلفية المظاهرات المناصرة لغزة.. عبدالله بن زايد يذكِّر الأوروبيين: لقد حذرتكم من الإسلاميين... المزيد
  • 07:17 . وزير الخارجية البحريني يصل دمشق في أول زيارة منذ الثورة السورية... المزيد
  • 07:11 . اجتماع عربي إسلامي في الرياض يطالب بعقوبات فاعلة على الاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 12:16 . "الأرصاد" يحذر من تأثر الدولة بمنخفض جوي خفيف اعتباراً من الثلاثاء... المزيد
  • 11:48 . محمد بن راشد يعتمد تصاميم مبنى المسافرين الجديد في مطار آل مكتوم الدولي... المزيد
  • 11:47 . "أدنوك للإمداد والخدمات" تعقد أول جمعية عمومية سنوية في 29 أبريل... المزيد
  • 11:01 . المركزي: 41.6 مليار درهم ودائع جديدة قصيرة الأجل مطلع العام... المزيد
  • 10:48 . العين يخسر أمام الأهلي ويبتعد من مطاردة الصدارة والبطائح يخطف نقطة من الشارقة... المزيد
  • 10:48 . قطر تسعى لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية 2036... المزيد
  • 10:47 . مانشستر يونايتد يتعثر أمام بيرنلي وشيفيلد يونايتد يهبط للدرجة الثانية في الدوري الإنجليزي... المزيد
  • 10:43 . ثورة الجامعات الأمريكية.. الشرطة تواصل اعتقال عشرات المحتجين المؤيدين لفلسطين... المزيد
  • 10:40 . طيران الخليج البحرينية تستأنف رحلاتها للعراق بعد انقطاع أربعة أعوام... المزيد
  • 10:38 . الحرب على غزة تتصدر مناقشات قمة اقتصادية عالمية في السعودية... المزيد

هل نعرف بعضنا حقاً؟

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 15-12-2017


حين نادى الأستاذ ليو، مدرس علم النفس السلوكي في الجامعة، على طالبته التي لطالما امتدحها بسبب تفوّقها الثابت واللافت في مادته، لم تهرول إليه مسرعةً كعادتها لتسلّم ورقة إجابتها متباهية بدرجتها العالية، ساد صمت تام على قاعة الدرس، فالطالبة لم تحضر اليوم، وضع ورقتها جانباً وأكمل درسه كالمعتاد، حين انتهى حمل أوراقه وحقيبته ذاهباً إلى مكتبه، طرق بابه أحد الطلاب، دخل بهدوء لافت ليخبر الأستاذ بما لم يكن يتوقعه أبداً! الطالبة التي ناديت اسمها اليوم قد انتحرت مساء البارحة، تركت في سيارتها رسالة وداع قصيرة لوالديها، ثم ألقت بنفسها من فوق ذلك الجرف المرتفع!

كانت صدمة الأستاذ مضاعفة، إذ كيف تنتحر فتاة مثلها، تمتلك كل مقومات الجمال والذكاء والحياة الأنيقة والناجحة؟ ثم كيف تنتحر فتاة تمتلك كل أولئك الأصدقاء والمعجبين والزملاء المحيطين بها دون أن يملك أي منهم إجابة ولو من بعيد عن سؤال انتحارها، فحتى والداها حين زارهما لتقديم واجب العزاء وسألهم أبدوا حزنهم واستغرابهم! وهنا وقع الأستاذ تحت وطأة سؤال كبير طرحه على المجتمع كله، وعلى النظام التربوي والتعليمي والسياسي الذي يحكمه، وعلى النظرية الفردية التي تحرك حياة الأميركيين!

وكان السؤال: هل نعرف بعضنا حقاً في هذا المجتمع الفردي المنشغلة كل أجهزته وقوانينه وحركته بإعلاء قيمة الفرد وتبجيل حقوقه وعبادة نرجسيته؟ هل هذه التربية والتوجيهات التي يتلقاها الإنسان منذ نعومة أظفاره، والتي خلاصتها: «أنت الأهم ولا شيء يهم بعدك، أنت المهم فلا تنشغل بأمور واحتياجات غيرك فكل مسؤول عن نفسه»، قادرة على تحقيق وخلق حياة اجتماعية منسجمة، وتلبي احتياجات الإنسان الطبيعي للحب والتقارب والتعاطف ودفء الجماعة؟ هذه الأسئلة، بعد سنوات طويلة ومحاولات عديدة لتفكيكها، لم تقد الأستاذ إلى أي نتيجة تُذكر!

فما يطرحه صعب تغييره أو الاعتراض عليه، لقد كان كمن يحاكم مجتمعاً أُسّس على قيم إعلاء النزعة الفردية، وقد قبلها وتراضى الجميع بها، وهي بلا شك قد أفرزت العديد من الأزمات والإشكالات الأخلاقية والاجتماعية، لكن لا أحد يريد أن يعود إلى الوراء وأن يعيد أو يغيّر صياغة أي شيء فيه، فهذه مكتسبات المجتمع الحر المتحضر التي يحسده عليها الجميع من شعوب العالم «المتخلف» التي لم تسقط في الفخ لكنها، ربما سقطت في فخاخ أخرى لأجل إنجاح فردية الغرب!