أحدث الأخبار
  • 12:10 . مباحثات كويتية عراقية حول دعم العلاقات والأوضاع في غزة... المزيد
  • 09:04 . وزير إسرائيلي يهدد بإسقاط حكومة نتنياهو إذا منع وزراء فيها صفقة مع حماس... المزيد
  • 08:21 . أرسنال يعزز صدارته للدوري الإنجليزي بفوز مثير على توتنهام... المزيد
  • 07:24 . على خلفية المظاهرات المناصرة لغزة.. عبدالله بن زايد يذكِّر الأوروبيين: لقد حذرتكم من الإسلاميين... المزيد
  • 07:17 . وزير الخارجية البحريني يصل دمشق في أول زيارة منذ الثورة السورية... المزيد
  • 07:11 . اجتماع عربي إسلامي في الرياض يطالب بعقوبات فاعلة على الاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 12:16 . "الأرصاد" يحذر من تأثر الدولة بمنخفض جوي خفيف اعتباراً من الثلاثاء... المزيد
  • 11:48 . محمد بن راشد يعتمد تصاميم مبنى المسافرين الجديد في مطار آل مكتوم الدولي... المزيد
  • 11:47 . "أدنوك للإمداد والخدمات" تعقد أول جمعية عمومية سنوية في 29 أبريل... المزيد
  • 11:01 . المركزي: 41.6 مليار درهم ودائع جديدة قصيرة الأجل مطلع العام... المزيد
  • 10:48 . العين يخسر أمام الأهلي ويبتعد من مطاردة الصدارة والبطائح يخطف نقطة من الشارقة... المزيد
  • 10:48 . قطر تسعى لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية 2036... المزيد
  • 10:47 . مانشستر يونايتد يتعثر أمام بيرنلي وشيفيلد يونايتد يهبط للدرجة الثانية في الدوري الإنجليزي... المزيد
  • 10:43 . ثورة الجامعات الأمريكية.. الشرطة تواصل اعتقال عشرات المحتجين المؤيدين لفلسطين... المزيد
  • 10:40 . طيران الخليج البحرينية تستأنف رحلاتها للعراق بعد انقطاع أربعة أعوام... المزيد
  • 10:38 . الحرب على غزة تتصدر مناقشات قمة اقتصادية عالمية في السعودية... المزيد

مدينة الأنبياء

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 15-12-2017


الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني لم يكن مفاجئاً، لأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان واضحاً وصريحاً في حملته الانتخابية عندما قال: إنه في حالة فوزه سيعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وسينقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس ليؤكد مثل هذا الضم. ولم يجد أي رد فعل من العرب يتساوى مع الوعد الذي أطلقه، كما أن الكونجرس الأميركي، هو الآخر كان واضحاً وصريحاً عندما صوّت في عام 1995 وبشكل شبه جماعي على قانون يقضي بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس لتكون القدس عاصمة موحدة للكيان الصهيوني المحتل. 
والرؤساء السابقون الأميركيون بيل كلينتون وبوش الابن وأوباما، لم يعترضوا على ذلك القانون، كذلك الحكومات الأميركية السابقة ساندت الحكومة الإسرائيلية وساعدتها في الكثير من ممارساتها الاستعمارية مثل مصادرة الأرض في المدينة المقدسة وطرد سكانها وسحب هوياتهم، ويكفي هنا أن نشير إلى ما قاله مدير دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية في القدس خليل تفكجي سنة 2009 إن إسرائيل تنفق ملياراً ومائتي ألف دولار سنوياً على مشروعات تهويد القدس، بينما يقل إجمالي ما قدمه العرب والمسلمون من دعم للقدس خلال عشر سنوات عن خمسين مليون دولار أغلبها من جمعيات وأفراد لترميم الأماكن المقدسة. أميركا أيضاً تدعم العديد من المستوطنات الإسرائيلية على الأرض الفلسطينية وترفض إدانة الإجراءات الإسرائيلية، ورئيس وزراء إسرائيل السابق مناحم بيجن كان واضحاً وصريحاً أيضاً عندما قال في عام 1979: «إن القدس الموحدة (شرقية وغربية) هي العاصمة الأبدية لدولة إسرائيل، وهو التوجه الذي أيده الكنيست الإسرائيلي، وأصدر في عام 1980 قراراً اعتبر فيه القدس الموحدة عاصمة لإسرائيل ووزير البناء الإسرائيلي «يواف غلانت» أعلن بعد الاعتراف عن بناء 14 ألف وحدة سكنية جديدة في القدس سبعة آلاف وحدة منها في القدس الشرقية المحتلة. والكاتب الإسرائيلي «ألوف بن دافيد» كتب في صحيفة «معاريف» يقول: «هذا الاعتراف هو أجمل هدية قدمها ترامب لإسرائيل وستكتب في سجل التاريخ، ولن يتجرأ أي رئيس أميركي على إلغاء الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل، وإذا انتقلت السفارة إلى هناك فهذا سيكون للأبد».


كذلك التقارير التي رفعت إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب كانت تقول إن الشعوب العربية لم تعد مشغولة بالقضية الفلسطينية لانشغالها بالحروب الأهلية في العديد من الدول العربية وتمزقها الأحقاد والخلافات الداخلية، وإن غضبت فإن غضبها سيكون فاتراً سرعان ما ينتهي ويحل النسيان، وهذا الذي دفع ترامب لأن يسارع في اتخاذ مثل هذه الخطوة الخطيرة التي تعادل في وزنها ما حدث في وعد بلفور وتشبه حسب وصف صحيفة روسية «قنبلة ذرية جيوسياسية».
     
 
القدس مدينة عربية، وهي ليست للفلسطينيين وحدهم أو للعرب وحدهم، وإنما هي لأكثر من مليار مسلم لأنها أرض الإسراء والمعراج التي ذكرها الله في كتابه (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ..).


الاستعمار الصهيوني سوف يواصل طريقه في احتلال الأرض والمقدسات الإسلامية وسيواصل مشاريعه الظلامية ومخططاته بمساندة الدول الكبرى (الغربية) ضد العالم العربي والإسلامي، وسيستعين من أجل ذلك بخريطة «الفتنة» وخريطة الحالة النفسية التي تفسر له وضع العرب وحالتهم المأزومة، وهي خرائط يجري الآن التحضير لها بكل قوة. الاستعمار الصهيوني يتقن فنون اللعبة الاستعمارية بالمؤامرات والأساليب الملتوية، وقد استخدمها في مفاوضات السلام لمدة 24 سنة والخطأ التاريخي الذي وقع فيه الفلسطينيون أنهم تفاوضوا مع إسرائيل من منطلق السلام والنوايا الحسنة متناسين أن العقلية الصهيونية عقلية تآمرية لا تتعامل بمثل هذا المنطق، بل بلغة القوة والحيلة والمكر والخداع. فمنذ بداية أوسلو، وما أعقبها من إعلانات ومبادرات واتفاقات، كان ذلك هو النهج الثابت والمستمر في السلوك الإسرائيلي، فهل نترك مدينة الأنبياء في يد أعداء الأنبياء.