أحدث الأخبار
  • 02:00 . إيران تعدم خمسة "سجناء سياسيين" متهمين بالانتماء إلى مجموعات سنية محظورة... المزيد

الرياضة والعقليات الطفولية

الكـاتب : عبدالله الملا
تاريخ الخبر: 26-12-2017


ليست ككل سابقاتها من بطولات الخليج تمر علينا هذه الدورة من كأس الخليج العربي لكرة القدم؛ فهذه الدورة تُقام في ظروف استثنائية، حيث تحاصر بعض من الدول المشاركة الأعضاء في مجلس التعاون دولة أخرى هي قطر، فمنعت حركة النقل والبضائع من أن تمر من المنفذ البري الوحيد، وحجبت أجواءها الجوية عن الطائرات المقلعة والهابطة في قطر، ومنعت القطريين من دخول بلدانها، وأمعنت منذ بدء الحصار في ابتكار الأساليب لإيذاء دولة قطر وشعبها.
ملك دراما هذه الدورة هو المدعو تركي آل الشيخ رئيس هيئة الرياضة السعودية، الذي تحوّل فجأة -ونعوذ بالله من فجاءة النقمة- من كاتب أغانٍ إلى صاحب أكبر منصب رياضي في المملكة، متجاوزاً أصحاب الخبرة الرياضية، والعقليات التي أدارت بعضاً من أهم الأندية العربية والآسيوية، كالنصر، والهلال، والشباب، والأهلي، والاتحاد، وهي أندية حققت كثيراً من الإنجازات، ولكن أصحاب تلك الإنجازات الآن ما بين مهمش وملاحق ومقيم في سجن «الرتز».
ولا ننسى ذلك المشهد الذي وضع فيه تركي آل الشيخ كرسياً مختلفاً عن الكراسي الأخرى، وهذا جانب من واقع هذه الشخصيات المريضة والمليئة بجنون العظمة. وفي مشهد آخر يقول إنه ليس سعيداً لفوزه بأحد المناصب بالتزكية؛ فهو كان يريد معرفة أين سيذهب الصوت القطري. بالتأكيد لن يذهب إلا لشخص يحترم نفسه ويحترم منصبه الذي ترشح له، فيتوجب عليه أن يكون محايداً بدلاً من استغلال المؤتمر الصحافي للتعريض بدولة أخرى.
هذا الشخص لا يستحق أن نُفرد فيه مقالاً، ونعود هنا إلى خلافه الشخصي مع الشيخ الكويتي والقامة الرياضية أحمد الفهد الصباح، وذكره اسم يوسف السركال كصديق وحليف يواجه به «راعي الحرشا»، ولكنه لم يفعل شيئاً لصديقه وحليفه بعد خلعه وتجريده من مناصبه لمجرد صورة التُقطت له مع رئيس الاتحاد القطري، وكانت هذه نهاية حزينة لشخص خدم الرياضة في بلاده الإمارات لعقود طويلة، وكان يُعدّ الشخصية الرياضية الأبرز في بلاده.
تجدر بنا الإشارة في نهاية المقال إلى الروح السامية التي ظهر بها إعلامنا القطري، الذي فضّل رفع الحرج عن الدولة المستضيفة للبطولة «الكويت»، وتخلى عن حق نقل المباريات، واكتفى بالتغطية المصاحبة للبطولة بلا استغلال أو تسييس؛ فالرياضة يجب أن تسمو بنا، وتجمع ما تفرّقه السياسة، لا أن تزيد هذه الفُرقة وتعمّق الجراح.
تغريدة: نجاح الكويت في تنظيم بطولة الخليج، هو نجاح لقطر التي تنازلت عن استضافة الدورة، وسعت مع المسؤولين بالشقيقة الكويت لرفع الإيقاف الرياضي عنها.;