"وسيم يوسف" شخصية مثيرة للفتنة، قدمه الإعلام الإماراتي لمحاكاة النمط الجديد من "الدعاة النجوم" الذين احتلوا الشاشات في العقد الماضي، وحققوا نجومية كبيرة، عبر استخدام مساحات القنوات الفضائية.

سمح له بمخالفة منهجية دولة الإمارات القائمة على تحويل الشرق الأوسط إلى حكومات علمانية، بحسب ما كشف عنه سفيرها في واشنطن، يوسف العتيبة، في يوليو2017، ورغم أن العلمانية تقوم أساساً على عزل الدين ورجاله عن التدخل في السياسة فإن الشيخ الداعية خاض في السياسة طولاً وعرضاً بما يخدم مصالح "داعميه"، وأثار الكثير من اللغط عبر برامجه وتغريداته في وسائل التواصل الاجتماعي، بحسب مواقع إعلامية على صلة بالأزمة الخليجية.

سرقات تثير جدلاً

الجديد الذي أثار مزيداً من هذا الجدل حول الشخصية التي اعتبرها كُثر بأنها أحد أذرع الإمارات الإعلامية، هو كشف أحد الكتاب العرب عن قيام يوسف بسرقة مقالاته التي ينشرها عبر الصحف، بعد حفظها عن ظهر قلب، وتقديمها نصاً لمشاهديه في برنامج يحمل اسم "من رحيق الإيمان"، بأسلوبٍ حماسي، ونسبتها لنفسه.

وتحدث أدهم الشرقاوي "متهكماً" عبر حسابه على "الفيسبوك" عن اشتراكه مع الداعية وسيم يوسف في إعداد برنامجه؛ من خلال كتابة المقالات التي يسرقها "يوسف" ويقدمها عبر برنامجه التلفزيوني.

وأظهرت قناة "عرب تيوب"، في مقطع مصور، مقارنةً لمقطع من برنامج الشيخ وسيم، مع نص الشرقاوي المنشور في صحيفة "الوطن" القطرية، والتي أظهرت تطابقاً تاماً؛ مشيرةً إلى أنه توقف في مواضع خانه فيها حفظه عن التذكر، فأخذ بضع ثوانٍ ليعود ويتكلم من نص المقال من جديد.

هذا الشخص لم يفضل الصمت على هذا الكشف الجديد، بل سارع مغرداً عبر حسابه الرسمي في "تويتر" بالاعتراف بالسرقة، متطاولاً على كاتب المقال بالقول: "ضحك الناس على كاتب .. فقالوا له وسيم يوسف أخذ مقالاتك".

واستدرك: "يكفيك شرفاً أني قرأت لك مقالاً".

تغريدة يوسف حظيت بالعديد من الردود الغاضبة من رواد "تويتر"، ومنها رد لـ"آنيا" اعتبرت فيه موقف الشيخ "غروراً وتكبراً"، متسائلةً بالقول: كم من مقال مسروق يا ترى استعملته حتى الآن؟

ما هذا الغرور والتكبر و التبرير في سرقة جهد إنسان حتى ولو كان مجرد مقال ل5 ثواني ؟

من يسمع كلامك يعتقد انك الفت كتبا ووصلت إلى أبحاث ودراسات لم يصل إليها قبلك احد 

 الناس تنقل الفكرة وليس كلمة بكلمة يا شيخ ...

كم من مقال مسروق يا ترى استعملته حتى الآن؟

 أردني بجواز إماراتي

بعد أن سحبت الإمارات الجنسية عن 7 من مواطنيها الأصليين، كلهم أصحاب كفاءات وخبرات علمية عام 2012، لتقديمهم وثيقة للسلطات طالبت بالإصلاح السياسي، ومن ثم زجهم بالسجن والحكم عليهم أحكاماً قاسية، منحت عام 2014 الأردني وسيم يوسف الجنسية، بعد استقدامه إلى الإمارات، وتعيينه إماماً وخطيباً لأهم مساجدها؛ مسجد الشيخ زايد، ومن ثم تقديمه عبر الفضائيات وتحويله إلى "داعية نجم".

ولا يعتبر تعدد الجنسية جرماً في القانون الإنساني، رغم أن الخطوة أثارت غضب الإماراتيين الذين عبروا عن احتجاجهم بالكثير من المنشورات تحت وسم #الإمارت_تجنس_وسيم_يوسف، إلا أن دخول الداعية الإماراتي على خط السياسة بقوة هو الذي أثار العديد من علامات الاستفهام حول الرجل وطروحاته.

ويبدو أن يوسف "الوسيم" سبق يوسف "العتيبة" بزمنٍ غير قليل؛ بالتبشير بشرق أوسط علماني تكون فيه حاميةُ الحرمين رأسَ حربة فيه، حيث استخدم منبره الإعلامي وصحفته على "تويتر" وسيلة للهجوم على الفكر "الوهابي"، متهماً إياه بالفكر المتطرف علناً، وهو ما دفع الأمير خالد آل سعود، عام 2015، لشن حملة ضده معتبراً أنه "تاجرٌ بالدين"، ولا يستحق أن يكون على أي منبر خليجي.