أحدث الأخبار
  • 01:29 . أبرز المواقف الخليجية والعربية لاحتواء التصعيد في اليمن وسط توتر "سعودي–إماراتي"... المزيد
  • 12:42 . رئيس الدولة ورئيس وزراء باكستان يناقشان توسيع آفاق التعاون المشترك... المزيد
  • 12:13 . مسؤول يمني: نتمنى أن يكون انسحاب الإمارات حقيقيا... المزيد
  • 11:27 . الاتحاد الأوروبي يدعو إيران للإفراج عن الحائزة على نوبل نرجس محمدي ومدافعي حقوق الإنسان... المزيد
  • 11:06 . مباحثات إماراتية–أميركية بشأن اليمن… هل تتحرك واشنطن لاحتواء التوتر مع الرياض؟... المزيد
  • 11:05 . "وول ستريت جورنال": تصاعد التنافس السعودي–الإماراتي في اليمن... المزيد
  • 10:24 . السعودية تصعِّد خطابها في وجه الإمارات: عليها سحب قواتها من اليمن خلال 24 ساعة... المزيد
  • 07:56 . نشطاء يغيرون لافتة سفارة الإمارات في لندن بـ"سفارة الصهاينة العرب"... المزيد
  • 07:04 . بعد ساعات من إنذار العليمي.. الإمارات تعلن سحب باقي فرقها العسكرية من اليمن "بمحض إرادتها"... المزيد
  • 06:25 . الإمارات: العربات التي قصفتها السعودية بالمكلا تخص قواتنا.. والمملكة "تغالط"... المزيد
  • 02:45 . بعد قصف سفن السلاح الإماراتية بالمكلا.. عبدالخالق عبدالله يفتح النار على السعودية والحكومة اليمنية... المزيد
  • 02:40 . الحكومة اليمنية ترحب بالقرارات الرئاسية بشأن خروج القوات الإماراتية من اليمن... المزيد
  • 02:38 . الصحة: تنفيذ أكثر من 150 ألف فحص للكشف المبكر عن السكري على مستوى الدولة... المزيد
  • 02:38 . الحكومة تصدر مرسوماً بقانون اتحادي لتنظيم حوكمة المنهاج التعليمي الوطني... المزيد
  • 12:37 . حضرموت وحِلف قبائل الساحل يؤيدان قرار خروج القوات الإماراتية من اليمن... المزيد
  • 11:37 . الرئيس اليمني: الدور الإماراتي أصبح موجهاً ضد اليمنيين ويدعم التمرد ويهدد وحدة الدولة... المزيد

العلم والإيمان

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 09-02-2018


بين الإيمان والعلم علاقة قوية للغاية، فكلاهما يكمل الآخر ويدفع نحو الاستزادة منه. والإسلام خصوصاً يدعو إلى العلم وإلى الاعتماد على العقل والتفكر في هذا الكون الفسيح، والعلم يدعو إلى البحث واستكشاف طبيعة هذا الكون والتعرف على ما فيه من ظواهر وقوانين وخصائص، بما يعين على استنباط فلسفات تقرب الإنسان أكثر من حقيقة الدين ومن الإيمان بالله تعالى.


لكن بعض العلماء للأسف عملوا على عزل العلم عن الدين وجعلوا جهدهم العلمي ينصب على إيجاد فلسفات وتفسيرات ونظريات علمية تناقض الدين، حتى أصبحت هذه الفلسفات والنظريات تعتمد في الكثير من مجالات العلوم وخاصة في التعليم، ولعل هذا ما جعل بعض الناس يلحدون بسبب نزع الجانب الروحي عن العلم.
 
هذه الصورة بتفاصيلها وتفسيراتها نجدها واضحة في كتاب محمد الحلو «رحلة العلم من الإلحاد إلى الإيمان»، الصورة التي أمضى المؤلف في دراستها أكثر من عشر سنوات، جزء كبير منها قضاه متنقلاً بين جامعتي «جنيف» في سويسرا و«بروكسل» في بلجيكا، علاوة على جامعة «سانت اتيان» في فرنسا، متفرغاً لدراسة العلوم المختصة بالبحث عن حقيقة الوجود ومستوياته المختلفة ونشأة الكون وتطوره ومدى ارتباط ذلك بالدين.


الكتاب يخاطب الملحدين والمتشككين في الدين حول العالم، ويدعوهم إلى قراءته قراءة تحليلية دقيقة كي يعودوا إلى الحقيقة، فالإلحاد الذي اجتاح العالم كان نتيجة للنظريات العلمية الخاطئة، ومنها نظرية العالِم البريطاني تشارلز داروين (نظرية «النشوء والارتقاء»)، وأيضاً التفسيرات الماركسية للتاريخ، لذلك فإن عدم وضوح الرؤية الافتراضية والنظريات العلمية التي أسس عليها علماء الغرب إلحادهم في الفترة ما بين عصر التنوير وعصر الثورة الصناعية (بين منتصف القرن السابع عشر ومطلع القرن العشرين) هي التي دفعت الكثير من الناس حول العالم إلى اعتناق النظريات الإلحادية القائلة بأن المادة هي المكون الأصلي الأصيل لهذا الكون دون خالق، وبأن أنواع المادة إنما تفاعلت معاً في الماضي عن طريق الصدفة دون حاجة إلى خالق!


وقد أثبت الباحث أن نظرية التطور لداروين، التي ضمَّنها كتابه «أصل الكائنات»، هي التي أسست لموجة الإلحاد في أوروبا والعالم كله تقريباً، رغم أن علماء في مجال علم التطور، خلال القرن العشرين، أثبتوا بالأدلة والبراهين تهافتها وأكدوا أنها كانت أكبر عملية خداع في تاريخ العلوم.


الكتاب يخاطب أيضاً الشباب العربي الذي يصارع في دوامة التوجهات الفكرية التي تحدثه عن الخالق والديانات من جانب وتدرس له المناهج التعليمية المستوردة من جانب آخر، فهناك كما يقول الباحث علاقة قوية بين انتشار الإلحاد في الدول العربية ووصول المناهج التعليمية المستوردة في سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين، لذلك لم يستغرب الباحث من الزيادة المستمرة في عدد الملحدين، لأنها تتماشى مع الزيادة المضطردة في انتشار المدارس الأجنبية ومع الزيادة الملحوظة في الاعتماد على المناهج المستوردة، بالإضافة إلى حملات الترويج عبر الإنترنت للإلحاد العلمي.


فالمواجهة العلمية التي تجيب عن الأسئلة الحائرة في أذهان الشباب، أمر مطلوب لدفعهم نحو الاستقلال فكرياً عن التيارات الإلحادية المستوردة، سعياً لامتلاك حضارة ناضجة لا حضارة منسوخة من الآخر، بلا روح ولا إيمان.