لاشك أن السمنة لدى الأطفال هي مرض يشكل تهديداً صحياً ونفسياً لحياة الطفل، ويحاول كثير من الآباء مساعدة أطفالهم للحصول على وزن مثالي، ومنهم من يأمل أن يصبح طفلهم البدين رشيقاً في المستقبل، فهل هذا أمر ممكن علمياً؟
أصبح من الواضح أن المشروبات المحتوية على السكر هي عامل خطير في زيادة الوزن، حسب مؤسسة صحة الطفل التي توصي بأن يتعود الأطفال على شرب الماء ابتداء من سن مبكرة.
كما يجب أن تكون المشروبات السكرية استثناءً وليس القاعدة مثل المشروبات الغازية ومشروبات الكولا والشاي المحلى أو الشاي المثلج وعصائر الفاكهة أو نكتار الفواكه... ويأمل بعض الآباء في أن يتخلص أبناؤهم من السمنة مع مرور الوقت، لكن المشكلة تكمن في أن"الطفل أوالمراهق الذي يعاني من السمنة، لا يعود وزنه إلى طبيعته في وقت لاحق. "الطفل البدين لا يصبح رشيقاً في المستقبل"، كما يقول الدكتور برتولد كوليتسكو.
مواجهة السمنة
لكن هناك كثير من التدابير التي قد تساهم في تراجع السمنة لدى الأطفال مثل: تعزيز الرضاعة الطبيعية، الحد من الاستهلاك العالي للسكر من خلال التثقيف الغذائي والتدابير التشريعية، بالإضافة إلى تعزيز استهلاك المياه عن طريق فرض الضرائب على المشروبات عالية السكر.
ومن التدابير أيضاً الحد من الإعلانات الموجهة للأطفال في وسائل الإعلام وفي وسائط التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت، ووضع علامات بسيطة وسهلة لفهم أفضل للمكونات التي تحتوي عليها المواد الغذائية بحيث يمكن للمستهلكين التعرف بسرعة على أفضل المنتجات.
يقول الدكتور برتولد كوليتسكو الخبير المتخصص في عملية الأيض الغذائي في مستشفى الأطفال الجامعي في ميونخ ورئيس مؤسسة صحة الطفل:" لقد زاد معدل زيادة الوزن والسمنة لدى الأطفال والمراهقين أكثر من ثمانية أضعاف في السنوات الأربعين الماضية، وهو الأمر الذي له عواقب وخيمة على صحة الأطفال المتضررين".
ويأتي هذا الرقم المذهل بعد تحليل حوالي 416 دراسة شملت أكثر من 160 مليون طفل ومراهق من مئتي بلد، إذ ارتفعت نسبة البدناء من 0.7% في عام 1975 إلى 5.6% في عام 2016 في صفوف الفتيات ومن 0.9 في المائة إلى 7.8% في صفوف الفتيان.