أحدث الأخبار
  • 07:24 . على خلفية المظاهرات المؤيدة لغزة.. عبدالله بن زايد يذكِّر الأوروبيين: لقد حذرتكم من الإسلاميين... المزيد
  • 07:17 . وزير الخارجية البحريني يصل دمشق في أول زيارة منذ الثورة السورية... المزيد
  • 07:11 . اجتماع عربي إسلامي في الرياض يطالب بعقوبات فاعلة على الاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 12:16 . "الأرصاد" يحذر من تأثر الدولة بمنخفض جوي خفيف اعتباراً من الثلاثاء... المزيد
  • 11:48 . محمد بن راشد يعتمد تصاميم مبنى المسافرين الجديد في مطار آل مكتوم الدولي... المزيد
  • 11:47 . "أدنوك للإمداد والخدمات" تعقد أول جمعية عمومية سنوية في 29 أبريل... المزيد
  • 11:01 . المركزي: 41.6 مليار درهم ودائع جديدة قصيرة الأجل مطلع العام... المزيد
  • 10:48 . العين يخسر أمام الأهلي ويبتعد من مطاردة الصدارة والبطائح يخطف نقطة من الشارقة... المزيد
  • 10:48 . قطر تسعى لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية 2036... المزيد
  • 10:47 . مانشستر يونايتد يتعثر أمام بيرنلي وشيفيلد يونايتد يهبط للدرجة الثانية في الدوري الإنجليزي... المزيد
  • 10:43 . ثورة الجامعات الأمريكية.. الشرطة تواصل اعتقال عشرات المحتجين المؤيدين لفلسطين... المزيد
  • 10:40 . طيران الخليج البحرينية تستأنف رحلاتها للعراق بعد انقطاع أربعة أعوام... المزيد
  • 10:38 . الحرب على غزة تتصدر مناقشات قمة اقتصادية عالمية في السعودية... المزيد
  • 10:15 . إثر تعرضهم لحملات تشويه.. نشطاء أوربيون يفتحون ملف تجسس أبوظبي ويطالبون بمحاسبتها... المزيد
  • 09:56 . أسرى الاحتلال لدى القسام في رسالة لنتنياهو: آن الأوان للتوصل إلى صفقة تخرجنا أحياء... المزيد
  • 08:36 . السودان يطالب مجلس الأمن بعقد جلسة طارئة لبحث "عدوان أبوظبي"... المزيد

عندما يكون الإعلام شريكاً في التنمية

الكـاتب : خالد الخاجة
تاريخ الخبر: 30-11--0001

من المقطوع به يقينا أن ما تقدمه وسائل الإعلام لا بد أن يتماهى مع المجتمع الذي تنبت فيه، وأقول تنبت فيه لأن الرسالة الإعلامية تعيش بقبول المجتمع لها والتفافه حولها، وهو الذي يكتب لها الذيوع والنجاح حين تكون تعبيرا صادقا عن مجريات حياته وحين يستشعر أنها تلبي له حاجة، أو تساعده على اكتساب مهارة، أو ترشده إلى الطريق الأمثل للتعامل مع قضية من القضايا أو حدث من الأحداث، أو تمده بالخبر الصادق في الوقت المناسب، أو تنمي له فكرا أو ترقي له شعورا، أو تقوّم له ولمن حوله سلوكا، أو تحلل له من الأخبار أو الأحداث ما عجز عن فهمه، أو تلقي بالضوء على ما التبس عليه من أمور وما أشكل من قضايا، أو تمد له يد العون وتساعده على حل مشكلة تواجهه، أو تزيد من معرفته وتنمي معلوماته وتحيطه بما حوله من أحداث وقضايا، عندئذ يصبح الإعلام بحق مرآة لأبناء المجتمع، الذين يعطون الرسالة الإعلامية بدورهم الشرعية المجتمعية.

عندئذ تكون وسائل الإعلام قد حققت ما دعا إليه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، من أهمية أن يقوم الإعلام بدور إيجابي في المجتمع؛ والإيجابية هنا كما وضحها سموه لا تعني غض الطرف عن التقصير في أي جانب إن وجد، ولكن ألا يقتصر دور الرسالة الإعلامية على تناول المشكلات فحسب، بل أن تساهم في الوقت ذاته في وضع حلول لها وسبل مواجهتها، وأن تقوم بدورها المجتمعي في التوعية والتوجيه بآليات التغلب عليها عبر مشاركة أفراد المجتمع، سواء صغرت أو كبرت..

الإيجابية تعني أن لا تسعى الرسالة الإعلامية إلى تضخيم مشكلات فردية وتقديمها باعتبارها ظاهرة، ولكن من الأهمية بمكان عدم التفريط أو الإفراط في تقديم الرسالة الإعلامية، حتى تحتفظ الوسيلة الإعلامية بمصداقيتها لدى الجمهور.

إن المنطق التجاري الغربي في البحث عن الأخبار المثيرة لجذب القارئ أو المشاهد، لفظه الغرب ذاته وظهرت لمواجهته وتقويمه نظرية المسؤولية الاجتماعية في الممارسة الإعلامية، والتي تدعو إلى أن يكون لوسائل الإعلام دور تجاه المجتمع، وهو في تقديري النموذج الأمثل، فلا يجب أن تكون الإثارة هي الباب الواسع للممارسة الإعلامية، ولكن يجب أن يكون - ونحن نسير في طريق البناء والتنمية - عنصر الأهمية حاضرا خلال الممارسة الإعلامية.

 فقد يكون الخبر مثيرا لكنه ليس مهما، وقد يكون مهما ولكن غير مثير، لكن نشره وإذاعته تفتح أبواب الأمل وتزيد من حالة الرضى المجتمعي التي تنعكس على أداء أبنائه. وإذا كان النموذج التجاري يتعامل مع المادة الإعلامية كسلعة يخضعها لقانون العرض والطلب ويتعامل مع الجمهور كزبائن، فإن هذا النموذج غير معني بتنمية أفراد المجتمع أو الارتقاء بهم بقدر اهتمامه بتحقيق المكاسب المادية فحسب. من هنا فإن الدور الإيجابي لوسائل الإعلام لا يعني إغراق المشاهد أو القارئ في التسلية، أو تعظيم ثقافة ضربة الحظ على حساب قيمة العمل، أو استنساخ مواد إعلامية لا تعكس ثقافتنا ولا تنبع من تراثنا.

إن هناك خطا فاصلا بين أن تلقي وسائل الإعلام الضوء على المشكلات التي تواجه المجتمع من منطلق وطني، وبين تقديمها لجذب انتباه وإثارة الجمهور، وهو ما يجب الانتباه إليه، إذ أنه من الأدوار المهمة للرسالة الإعلامية، إلقاء الضوء كذلك على كل فكرة إيجابية وتقديم النماذج التي حققت نجاحات في مختلف المجالات لكي يقتدي بها الغير، وأقرب الأمثلة على ذلك تلك الحفاوة البالغة التي تعاملت بها القيادة السياسية مع أمل المستقبل أبنائنا المتفوقين في الشهادة الثانوية، وتلك المكرمة النبيلة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد لأبنائه المتفوقين، والتي تعد دلالة قاطعة على اهتمام الدولة بالعلم وأصحاب الكفاءة.

إن الإيجابية في الرسالة الإعلامية تعني تقديم ما لدينا من فكر وثقافة وتجارب ناجحة، ومراعاة أن يتم ذلك من خلال قالب جذاب بعيدا عن الوعظ المباشر بشكل جامد، ولا ينبغي أن تقتصر على برنامج يذاع أو مقال في ركن من الصحيفة أو صفحة في جريدة، لكنها روح جديدة يجب أن تسري في مختلف ما يتم تقديمه حتى وإن كانت مشكلات أو ظواهر سلبية، والفيصل هنا يكون أسلوب المعالجة وطريقة تقديمها.

وهنا أتوجه إلى صناع الدراما العربية، والتي لم تكن يوما على مستوى ما تحقق من إنجازات على كافة الأصعدة منذ قيام دولة الاتحاد وحتى الوقت الراهن، وقنع القائمون عليها بالسير في دائرة مفرغة من القضايا التي لا تعبر عن واقعنا بحق، رغم أن كل مرحلة تاريخية في مسيرة دولتنا كفيلة بأن تلهم المبدعين بعشرات الأعمال، بدءا بالاتحاد وليس انتهاء بما حققته تجربتنا التنموية من قفزات تجاوزت بها ثوابت في النظريات المتعلقة بمراحل التنمية التي تمر بها الشعوب، ولا شك أن الدراما هي الذاكرة المرئية لتاريخ الشعوب، والنافذة التي تطل منها الأجيال على تاريخ وطنهم.

إن الدور الإيجابي للإعلام يعني السمو فوق كل الدعوات الطائفية والنزعات العرقية أو الدينية التي تمزق النسيج المجتمعي، وهو النافذة التي يطل منها المجتمع على العالم بمختلف ثقافاته وحضاراته، لتلاقح الأفكار ولينتقي منها ما يناسبه.

كما أن الدور الإيجابي للإعلام يعني أن يكون من أسباب الحل، لا أن يكون جزءا من المشكلة، وأن يكون قادرا على إدارة الأزمات لا أن يصنعها ويعيش عليها، إعلام يجمع ولا يفرق، يبنى ولا يهدم، وأن تكون مصلحة الوطن فوق كل المصالح الفردية.

إيجابية الإعلام تعني، كما أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، أن يكون له دور في استكشاف الفرص الكامنة، وتسليط الضوء على البرامج والخطط والمشاريع الإنمائية في الدولة. ولا شك أن هذه الحالة تكتمل عبر صقل طاقات الشباب، وإعداد وتدريب جيل من المبدعين وتمكينهم من الإبداع والابتكار، هنا يكون الإعلام بحق شريكاً استراتيجياً في التنمية، وأنعِم بها من شراكة.