أحدث الأخبار
  • 11:44 . "طاقة" تستكمل تسعير سندات بقيمة 1.75 مليار دولار... المزيد
  • 11:43 . مجلس الأمن يدعم غوتيريش بعد قرار الاحتلال الإسرائيلي اعتباره "شخصا غير مرغوب فيه"... المزيد
  • 11:41 . دراسة: التخلص التدريجي من التدخين قد ينقذ حياة 1.2 مليون شخص... المزيد
  • 11:40 . الذهب يرتفع بدعم من الإقبال على الملاذ الآمن واستمرار التوتر بالشرق لأوسط... المزيد
  • 11:39 . أسعار النفط ترتفع وتحافظ على مكاسبها الأسبوعية القوية... المزيد
  • 11:38 . الدوري الأوروبي.. توتنهام يواصل انتفاضته ومانشستر يونايتد ينجو من الخسارة ولاتسيو يتصدر... المزيد
  • 11:38 . "طيران الإمارات" تلغي جميع رحلاتها من وإلى ثلاث دول في المنطقة بسبب التوترات... المزيد
  • 11:36 . الولايات المتحدة.. أكثر من 200 شخص لقوا مصرعهم جراء الإعصار هيلين... المزيد
  • 11:35 . 18 شهيداً في غارة إسرائيلية على مخيم طولكرم بالضفة الغربية المحتلة... المزيد
  • 11:32 . غارات إسرائيلية على محيط معبر المصنع تقطع الطريق الدولي بين لبنان وسوريا... المزيد
  • 11:31 . الاحتلال يشن أعنف قصف على الضاحية الجنوبية لبيروت وأنباء عن استهداف خليفة نصر الله... المزيد
  • 10:06 . وكالة: الخليجيون سعوا لطمأنة إيران عن حيادهم في حربها مع "إسرائيل"... المزيد
  • 09:58 . "فلاي دبي" تعلن استئناف الرحلات مع "إسرائيل"... المزيد
  • 09:05 . "تدوير" تعلن بدء أول الاستثمارات الخارجية في غضون عامين... المزيد
  • 07:51 . في زيارة هي الثانية خلال شهرين.. رئيس الدولة يصل مصر... المزيد
  • 07:49 . النهضة التونسية: لا يوجد أي مناخ ديمقراطي في الانتخابات الرئاسية... المزيد

اللغة.. صناعة وسوق

وكالات – الإمارات 71 الكـاتب : الإمارات71
تاريخ الخبر: 20-04-2018

من الخطأ الظن بأن اللغة لا تمثل ثروة اقتصادية كبيرة لأصحابها إذا ما أحسنوا استثمارها بشكل صحيح، مثلها مثل المشاريع الاقتصادية والتجارية التي تدر مليارات الدولارات، مع فارق هو أن مخزون اللغة يتجدد ولا ينضب، وهذا ما تثبته تجربة العديد من الدول مع لغاتها، مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وقد تحدث عن ذلك أستاذ اللغة فلوريان كولماس في كتابه «اللغة والاقتصاد»، والذي اعتبر فيه أن اللغة أكبر استثمار اقتصادي تمكن إدارته والاستفادة منه. فاللغة سلعة لها قيمة سوقية في سوق اللغات العالمي، لكن عوامل سياسية وثقافية واقتصادية هي ما يتحكم في الطلب عليها وزيادة مبيعاتها وارتفاع سعرها السوقي وتنوع منتجاتها وزيادة قيمتها مع كل متحدث جديد تكسبه. فكلما تعلم الناس لغة أصبحت مفيدة لهم، وكلما كانت اللغة مفيدة رغب الناس في تعلمها. من هنا فإن المكانة التي وصلت إليها اللغة الإنجليزية لم تكن بفضل خصائصها الذاتية والتركيبية، وإنما نتيجة لقوى السوق التي فرضت طلباً مرتفعاً عليها.

وهكذا، فإذا أردنا تصدير اللغة واستثمارها بأسلوب ناجح، حسب «كولماس»، فإنه تتعين زيادة عرضها في السوق. وكمثال على ذلك؛ فقد قام كبار موردي اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية، عقب انهيار الاتحاد السوفييتي، بزيادة المعروض من لغاتهم وبتقديم مجموعة كبيرة من المنتجات اللغوية الجديدة على نحو يغري المستهلك في الجمهوريات السوفييتية السابقة. كذلك تستخدم الحكومة الألمانية الوسائل السياسية والدبلوماسية لنشر لغتها ولإيجاد اهتمام بها في الدول الشريكة.   
 
يقول كولماس: «إن قيمة اللغة تحددها عوامل أهمها مساحة المجال الاتصالي للغة، وحجم مستعمليها عالمياً، ومستوى تطور الإمكان الوظيفي للغة باعتبارها أداة إنتاج مجتمعية، والمقدار الكلي للاستثمار الموضوع في اللغة، والطلب على اللغة بوصفها سلعة في السوق الدولية.. لذلك تجد أن الطلب الناشئ على تعليم اللغة الإنجليزية تغذيه عمليات صناعية كبرى على مستوى العالم يقدَّر رأسمالها السنوي بنحو ستة مليارات جنيه إسترليني».

ويتطرق الكتاب إلى اللغة الأم ودورها في التنمية الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، وإلى التعليم ودوره في تطوير عقلية الفرد، موضحاً أنه كلما زاد الوعي باللغة والهوية الوطنية، زاد الولاء والارتباط العاطفي بلغة الوطن. 

لقد تأسست المنظمة الفرانكفونية العالمية عام 1986 بقيادة الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران، وكانت أداة مهمة لنشر الفرنسية وحمايتها من تفوق الإنجليزية في السوق العالمية، وقد نجحت فرنسا في كسب تأييد بلدان أخرى، ما جعل ميتران يقرر إلغاء ديون بلاده للبلدان الأفريقية الـ35 الأعضاء، على أن تستمر هذه البلدان في ضمان تفوق اللغة الفرنسية في الإدارة والتعليم لديها.

وفي 1984 غرَّمت الشرطة الفرنسية مجموعة مطاعم، لأن قائمتها للطعام ضمت أسماء وكلمات أجنبية بدلاً ن تقديم الأطباق والمشروبات بأسماء فرنسية، كما ينص قانون اللغة الفرنسية لعام 1975.

وفي ألمانيا يُشتَرط في طالبي الوظائف الكفاء في الألمانية. أما إسبانيا فزادت عدد معاهدها العاملة على نشر اللغة الإسبانية ورفعت مخصصاتها الحكومية ووضعت بند اللغة الوطنية في الميزانية العامة.

علينا إذن أن نفكر في لغتنا العربية، وأن نبذل الجهد لتحسينها، ولزيادة انتشارها.. فهي ثروة قومية اقتصادية تعاني من تهميش بسبب سيطرة اللغة الأجنبية في المجالات المختلفة، خاصة في الاقتصاد والتجارة والتعليم.. مما أدى لتهميشها في كثير من المجالات، وخاصة التعليم والصناعة والتجارة والبنوك.