أحدث الأخبار
  • 12:42 . استشهاد شابة فلسطينية وغرق وتطاير خيام نازحين في غزة جراء المنخفض الجوي... المزيد
  • 11:48 . نتنياهو يتوجه إلى الولايات المتحدة لبحث اتفاق غزة وضرب إيران... المزيد
  • 11:37 . كتاب "بينما كانت إسرائيل نائمة": أبوظبي كـ"درع إقليمي" في استراتيجية تل أبيب التي حطمها 7 أكتوبر... المزيد
  • 12:53 . عبدالخالق عبدالله يهاجم التحالف العربي بقيادة السعودية: انتهى عملياً في 2019... المزيد
  • 12:05 . بدون المطبعين الجدد.. 21 دولة عربية وإسلامية ترفض اعتراف نتنياهو بـ"أرض الصومال"... المزيد
  • 11:11 . الشارقة بطلاً لكأس السوبر للمرة الثالثة في تاريخه... المزيد
  • 10:12 . الإمارات: البعثة الأممية إلى الفاشر خطوة هامة لاستعادة وصول المساعدات... المزيد
  • 08:25 . الأرصاد يتوقع أمطاراً لمدة ثلاثة أيام على المناطق الشمالية والشرقية... المزيد
  • 07:47 . منخفض جوي ثالث يهدد بمفاقمة معاناة النازحين في غزة... المزيد
  • 12:44 . وزير الدفاع السعودي يدعو الانتقالي للانسحاب من حضرموت والمهرة و"تغليب الحكمة"... المزيد
  • 12:32 . بالتوازي مع جهود التحالف لخفض التصعيد باليمن.. قرقاش: الحوار أساس تجاوز "المرحلة الحرجة"... المزيد
  • 12:30 . الإمارات تستنكر استهداف مسجد أثناء صلاة الجمعة في مدينة حمص السورية... المزيد
  • 12:28 . الحكومة الصومالية: دولتنا واحدة والاعتراف الصهيوني باطل... المزيد
  • 12:12 . متحدث التحالف: إجراءات حازمة لمواجهة أي تصعيد عسكري يهدد استقرار اليمن... المزيد
  • 11:45 . رئيس الدولة يبحث مع ورئيس وزراء باكستان التعاون الاقتصادي والتنموي... المزيد
  • 01:34 . قتلى وجرحى في اشتباكات عنيفة بين القبائل وقوات مدعومة من أبوظبي شرقي اليمن... المزيد

سلطة القارئ أمام سلطة النص!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 28-04-2018

لم يعد باستطاعة أحد أن يتسلق برجاً عاجياً، ومن ثم يغلق بابه عليه ويعتزل، ثم يخاطب الناس من ذلك العلو، أو من تلك العزلة التي لا يدري صاحبها ما يحدث خارجها وخارجه، لم يعد ذلك الترف القديم حتى وقت قريب ممكناً، اخترقت التقنية حياة كل البشر تقريباً، اخترقت عقولهم وحيواتهم الخاصة وأسرارهم وأحدثت ما أحدثته في علاقاتهم وسلوكهم العام والخاص تجاه بعضهم بعضاً، صار للصغار سلطتهم.

وللقارئ سلطته في مواجهة الكاتب، صار الشباب يقولون رأيهم فيمن نسميهم كبار الكتّاب وكبار الأدباء، وفي الجوائز الكبرى وفي قوائم الأكثر مبيعاً، وفي تلك الكتب التي تتربع على طول أرفف أعظم المكتبات وتتصدر واجهات أكبر المكتبات، وتحتل صدارة تقييمات وترشيحات أشهر الصحف وملاحق مراجعات الكتب!

لم يعد الناس اليوم يتلقون كل ما تقوله لهم بذلك التسليم الذي كان، ذلك التصديق والموافقة التي كان يمنحها القراء لكتب وآراء وكتابات كتّابهم، تلك القناعة وذلك الإعجاب المضمون لم يعد مضموناً أبداً، إن لم يكن لدى كل الناس فعلى الأقل عند جيل الشباب من القراء وناشطي السوشال ميديا وأعضاء أندية الكتب وقوائم القراء الشهيرة على المواقع المعروفة، هؤلاء تحولوا إلى سلطة كبرى ستتحول مع الأيام ككرة الثلج تماماً إلى كرة ضخمة سيعمل الكثيرون على تحاشي الاصطدام بها!

صار قراء اليوم من جيل الشباب متحررين تماماً من الأحكام النمطية والمبرمجة سابقاً، خرجوا من صناديق القراء المحافظين والتقليديين، القراء المهذبين جداً والمجاملين، بالأمس قرأت آراء لا تحصى لعدد من هؤلاء قالوا ببساطة إنهم لا يعجبهم عباس محمود العقاد ولا ساراماغو ولا كثير من الأدب الروسي ولا هاروكي موراكامي ولا لا، قالوا إنها لا تعجبهم، ولم يقولوا إنها رديئة أو سيئة، قالوا إحساسهم بها ورأيهم فيها، وهذا حقهم الذي منحتهم إياه التكنولوجيا التي حولتهم إلى سلطة ضخمة منذ تحدث رولان بارت عن بزوغ القارئ كقوة، ووفاة سلطة المؤلف على النص!

هؤلاء الشباب يؤسسون اليوم مجتمعات قراءة لها علاقة بالارتقاء بالذائقة، تجارب القراءة التراكمية، ترشيحات القراءة لجمهورهم الذي يتابعهم، انتقاد العديد من الظواهر في مجال الكتب، وتقديم حلول للكثير من المشكلات التي يواجهها القراء في البحث عن الكتب الجيدة وتفكيك إشكالية الوقت والفراغ وغير ذلك.. هؤلاء الشباب يشكلون مجتمعاً مثقفاً قارئاً وواعياً في الفضاء الإلكتروني يعوض هذا الفراغ الواضح في العالم الحقيقي.. ولكنه سيتمدد إليه حتماً!