أحدث الأخبار
  • 10:01 . خامنئي يقول إنه حذر نصر الله من خطة إسرائيلية لاغتياله... المزيد
  • 09:03 . يخفض من خطر تكون حصى الكلى والالتهابات.. فوائد عدة لتناول كوب من الماء على الريق... المزيد
  • 09:03 . الرئيس الإيراني يصل قطر في أول زيارة خارجية له... المزيد
  • 07:18 . “حزب الله” يعلن تصديه لقوة إسرائيلية راجلة حاولت التسلل إلى جنوب لبنان... المزيد
  • 07:16 . سلطنة عُمان تدعو لضبط النفس لتجنيب المنطقة مخاطر الحروب... المزيد
  • 07:15 . نتنياهو: إيران ارتكبت خطأ كبيراً وستدفع ثمنه... المزيد
  • 03:50 . الذهب يتراجع بعد ساعات من صعود قوي بفعل الهجوم الإيراني... المزيد
  • 03:49 . أسعار النفط ترتفع بفعل تصاعد الهجمات في الشرق الأوسط... المزيد
  • 11:20 . اجتماع طارئ لمجلس الأمن وتحذيرات من التصعيد بعد هجمات إيران... المزيد
  • 11:18 . الأسهم الأمريكية تتراجع إثر الهجوم الإيراني على "إسرائيل"... المزيد
  • 11:14 . عشرات الشهداء في غزة وخان يونس بنيران جيش الاحتلال منذ الفجر... المزيد
  • 11:01 . السوان تتهم أبوظبي بمحاولة التغطية على دورها "المشين" في الحرب... المزيد
  • 10:41 . انتصارات كبيرة للفرق العملاقة وأرسنال يكسب القمة أمام سان جيرمان بدوري أبطال أوروبا... المزيد
  • 10:34 . أكسيوس: "إسرائيل" ستوجه ردا على هجوم إيران قد يستهدف منشآتها النفطية... المزيد
  • 10:31 . إيران تهدد الاحتلال الإسرائيلي بضرب بنيته التحتية إذا رد عليها... المزيد
  • 10:27 . انفجاران بمحيط سفارة الاحتلال الإسرائيلي في كوبنهاغن.. والشرطة تحقق... المزيد

سلطة القارئ أمام سلطة النص!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 28-04-2018

لم يعد باستطاعة أحد أن يتسلق برجاً عاجياً، ومن ثم يغلق بابه عليه ويعتزل، ثم يخاطب الناس من ذلك العلو، أو من تلك العزلة التي لا يدري صاحبها ما يحدث خارجها وخارجه، لم يعد ذلك الترف القديم حتى وقت قريب ممكناً، اخترقت التقنية حياة كل البشر تقريباً، اخترقت عقولهم وحيواتهم الخاصة وأسرارهم وأحدثت ما أحدثته في علاقاتهم وسلوكهم العام والخاص تجاه بعضهم بعضاً، صار للصغار سلطتهم.

وللقارئ سلطته في مواجهة الكاتب، صار الشباب يقولون رأيهم فيمن نسميهم كبار الكتّاب وكبار الأدباء، وفي الجوائز الكبرى وفي قوائم الأكثر مبيعاً، وفي تلك الكتب التي تتربع على طول أرفف أعظم المكتبات وتتصدر واجهات أكبر المكتبات، وتحتل صدارة تقييمات وترشيحات أشهر الصحف وملاحق مراجعات الكتب!

لم يعد الناس اليوم يتلقون كل ما تقوله لهم بذلك التسليم الذي كان، ذلك التصديق والموافقة التي كان يمنحها القراء لكتب وآراء وكتابات كتّابهم، تلك القناعة وذلك الإعجاب المضمون لم يعد مضموناً أبداً، إن لم يكن لدى كل الناس فعلى الأقل عند جيل الشباب من القراء وناشطي السوشال ميديا وأعضاء أندية الكتب وقوائم القراء الشهيرة على المواقع المعروفة، هؤلاء تحولوا إلى سلطة كبرى ستتحول مع الأيام ككرة الثلج تماماً إلى كرة ضخمة سيعمل الكثيرون على تحاشي الاصطدام بها!

صار قراء اليوم من جيل الشباب متحررين تماماً من الأحكام النمطية والمبرمجة سابقاً، خرجوا من صناديق القراء المحافظين والتقليديين، القراء المهذبين جداً والمجاملين، بالأمس قرأت آراء لا تحصى لعدد من هؤلاء قالوا ببساطة إنهم لا يعجبهم عباس محمود العقاد ولا ساراماغو ولا كثير من الأدب الروسي ولا هاروكي موراكامي ولا لا، قالوا إنها لا تعجبهم، ولم يقولوا إنها رديئة أو سيئة، قالوا إحساسهم بها ورأيهم فيها، وهذا حقهم الذي منحتهم إياه التكنولوجيا التي حولتهم إلى سلطة ضخمة منذ تحدث رولان بارت عن بزوغ القارئ كقوة، ووفاة سلطة المؤلف على النص!

هؤلاء الشباب يؤسسون اليوم مجتمعات قراءة لها علاقة بالارتقاء بالذائقة، تجارب القراءة التراكمية، ترشيحات القراءة لجمهورهم الذي يتابعهم، انتقاد العديد من الظواهر في مجال الكتب، وتقديم حلول للكثير من المشكلات التي يواجهها القراء في البحث عن الكتب الجيدة وتفكيك إشكالية الوقت والفراغ وغير ذلك.. هؤلاء الشباب يشكلون مجتمعاً مثقفاً قارئاً وواعياً في الفضاء الإلكتروني يعوض هذا الفراغ الواضح في العالم الحقيقي.. ولكنه سيتمدد إليه حتماً!