أحدث الأخبار
  • 12:53 . عبدالخالق عبدالله يهاجم التحالف العربي بقيادة السعودية: انتهى عملياً في 2019... المزيد
  • 12:05 . بدون المطبعين الجدد.. 21 دولة عربية وإسلامية ترفض اعتراف نتنياهو بـ"أرض الصومال"... المزيد
  • 11:11 . الشارقة بطلاً لكأس السوبر للمرة الثالثة في تاريخه... المزيد
  • 10:12 . الإمارات: البعثة الأممية إلى الفاشر خطوة هامة لاستعادة وصول المساعدات... المزيد
  • 08:25 . الأرصاد يتوقع أمطاراً لمدة ثلاثة أيام على المناطق الشمالية والشرقية... المزيد
  • 07:47 . منخفض جوي ثالث يهدد بمفاقمة معاناة النازحين في غزة... المزيد
  • 12:44 . وزير الدفاع السعودي يدعو الانتقالي للانسحاب من حضرموت والمهرة و"تغليب الحكمة"... المزيد
  • 12:32 . بالتوازي مع جهود التحالف لخفض التصعيد باليمن.. قرقاش: الحوار أساس تجاوز "المرحلة الحرجة"... المزيد
  • 12:30 . الإمارات تستنكر استهداف مسجد أثناء صلاة الجمعة في مدينة حمص السورية... المزيد
  • 12:28 . الحكومة الصومالية: دولتنا واحدة والاعتراف الصهيوني باطل... المزيد
  • 12:12 . متحدث التحالف: إجراءات حازمة لمواجهة أي تصعيد عسكري يهدد استقرار اليمن... المزيد
  • 11:45 . رئيس الدولة يبحث مع ورئيس وزراء باكستان التعاون الاقتصادي والتنموي... المزيد
  • 01:34 . قتلى وجرحى في اشتباكات عنيفة بين القبائل وقوات مدعومة من أبوظبي شرقي اليمن... المزيد
  • 12:37 . ترامب يعلن توجيه ضربة عسكرية لتنظيم الدولة في نيجيريا... المزيد
  • 11:54 . صدور مرسوم بقانون اتحادي لتعزيز السلامة الرقمية للطفل... المزيد
  • 11:36 . تأييد خليجي وعربي لموقف السعودية الرافض للتصعيد في اليمن... المزيد

الشرق الأوسط في 2050

الكـاتب : سالم سالمين النعيمي
تاريخ الخبر: 08-05-2018

في عام 2050 سيتطور الطب والتعليم والصناعة، وسيصبح بالإمكان السكن في منازل ذكية، وسنشهد شبكات اجتماعية فائقة التفاعل ومرتبطة في الدول الأكثر تقدماً بالجهاز العصبي للكائن البشري ستتحول إلى نظام رقابة على صنع القرار من خلال قنوات تنهي عصر الممثلين المنتخبين في البرلمانات التشريعية. ولن ينتظر أحد الانتخابات كل أربع سنوات لرصد القرارات والتأثير فيها وستكون الديمقراطية بتجلياتها الحالية نظام عقيم لا يتواكب مع متغيرات الوقت والمكان، ولن تكون هناك ضوابط تفرضها الدولة على وسائل الإعلام وستبرز قضايا عالمية الفكر والتفكير والهوية الجامعة بدلاً من الهوية التقليدية، والتي ستصبح مادة تُدرّس كجزء من تاريخ نشوء المجتمع الإنساني، وليست قضية فاعلة في حياة الأفراد وسياسياً ستقبل إسرائيل بحل الدولتين، ولكنها ستزول كدولة بمسمى إسرائيل، وما ذكر من تحولات متوقعة هي فقط جزء من ما سيحدث في المنطقة.

دول عربية ستختفي من الخارطة، وأخرى ستنضم لدول أخرى ودول جديدة إثنية ستظهر على الوجود وتصبح الحدود الجغرافية ذات قيمة افتراضية، ويكون السفر من دون حمل وثائق مادية وستنهض مصر كقوة شرق أوسطية ذات تأثير عالمي ملموس، وتتعاون مع تركيا والأسواق الأوروبية بصورة غير مسبوقة، وكل ذلك سيحدث إذا ما تم معالجة الفقر والتهميش والتضخم في نسبة الشباب في التعداد السكاني، وسترجع مصر قلب العالم العربي والقوة التي تستمد منها كل الدول العربية قوتها بجانب المغرب التي ستتفوق على باقي دول الوطن العربي، وتصبح هي ومصر الأكثر نفوذاً وتأثيراً في المنطقة، ومن خلالهما سيفرض التكامل الإقليمي، وتدخل تركيا وإيران في منظومة اتحاد إقليمي، مع دور مهم لكل من الإمارات والسعودية في صنع القرار الإقليمي والدولي، وانتقال سياسي حتمي لمنطقة الخليج العربي، والتجمع في كيان موحد لمواجهة التكتل، الذي سيكون المهيمن في هذا الجزء من العالم بالتعاون مع الصين وروسيا، مع أخذ سوريا الوضعية الصومالية، وتقسيمها مع كل من العراق والأردن وليبيا واليمن مع احتمال كبير بانضمام الأردن إلى الكيان الخليجي، ليتجنب التقسيم، ولن يكون للدول الخليجية خيار وحرية في الدخول في الوحدة الخليجية.

ومثل الصومال، سيكون لدى سوريا حكومة معترف بها دولياً، وتمثيل دائم في الأمم المتحدة. وسيواصل إصدار جوازات السفر وصياغتها، ومثل حكومة الصومال، فإن الحكومة السورية ستحكم ولن تحكم على كامل حدودها المعترف بها دولياً، وسترتفع أصوات المطالبة بمبدأ اللاعنف في المنطقة، والكفاح السلمي والمقاومة المدنية كوسيلة لتحقيق التغيير الاجتماعي والثقافي والسياسي في المجتمع.

والأمر الآخر هو الانتقال من الاعتماد على النفط والغاز إلى الاقتصادات الأكثر تنوعاً، وبالتالي يصبح مجتمع الشرق الأوسط، منطقة تجارية حرة، وينخفض إنتاج النفط الخام في الشرق الأوسط إلى أقل من 10 ملايين برميل، بينما استهلاك الطاقة في منطقة الشرق الأوسط سيتضاعف بحلول عام 2050 ، حيث إن سياسات تغير المناخ في جميع أنحاء العالم ستخفض الطلب على الوقود الأحفوري، وسيكون الذكاء الاصطناعي (AI) مؤشراً كبيراً على اللعبة في الاقتصاد العالمي، وستحل منظمة العفو الدولية كبديل للأمم المتحدة، وستزيد البطالة في بعض الدول العربية الغنية حالياً إلى أكثر من 50٪ .

وأما بخصوص العمل في القطاع العام سيكون أكثر تنافسية في المنطقة. ولن يكون جاذباً للقوى العاملة المحلية، وستتدنى الرواتب بصورة كبيرة مقارنة مع القطاع الخاص، وعليه تجب معالجة إشكالية أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تنفق 84 مليار دولار على التعليم ، أي 9 في المائة من إجمالي الإنفاق العالمي إلا أن الإخفاق لايزال ملحوظاً في علاج أوجه القصور في التعليم، والتوجه للغة الإنجليزية، وقريباً الصينية، سيضع الوطن العربي بالتحديد أمام تحدٍ سيضعف بالضرورة الافتخار بالهوية والاعتزاز بالثقافة وقيم المجتمع مقابل الشعور بالغربة وعدم الانتماء.

كما سيعمل الغلاء المعيشي ونظام الضرائب وغياب آليات معتمدة للانفتاح نحو التجنيس الإيجابي على الهجرة العكسية للمواهب، ويتحول رأس المال البشري للعمل خارج حدود الشرق الأوسط، وتبدأ هجرة العديد من شباب منطقة الخليج للأسواق الأكثر نمواً وتطوراً ويرجع هذا السيناريو برمته، والتوقعات المستقبلية في الواقع إلى المؤشرات الحالية في الإدارة العامة للملفات الساخنة في المنطقة، ومعدل نمو الثورة المعرفية والبنية التحتية للذكاء الصناعي وما بعد الذكاء الصناعي، والموارد المتوفرة والنمو السكاني المتسارع ونوعية الحياة ونمط الحياة المتبع، وآلية التعامل مع الأزمات التي تزحف ببطيء نحو المنطقة!