أحدث الأخبار
  • 10:13 . إيران: أمريكا تتحمل أيضا مسؤولية اغتيال "نصر الله"... المزيد
  • 08:30 . في أكبر عدد منذ 30 عاما.. السعودية تعدم 198 شخصا خلال 2024... المزيد
  • 08:22 . إعلام عبري: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن باتجاه تل أبيب... المزيد
  • 06:31 . "مصدر" تتطلع إلى تعزيز وجودها في مشروعات الطاقة المتجددة في إسبانيا والبرتغال... المزيد
  • 06:30 . "حماس" و"الجهاد" تدينان اغتيال حسن نصر الله... المزيد
  • 06:29 . إعلام إيراني: مقتل نائب قائد فيلق القدس في لبنان في هجوم ضاحية بيروت... المزيد
  • 04:34 . حزب الله يعلن رسميا مقتل أمينه العام حسن نصر الله... المزيد
  • 12:36 . العاصفة هيلين توقف نحو 24% من إنتاج النفط الأمريكي في خليج المكسيك... المزيد
  • 11:46 . تعادل الوحدة وبني ياس وعجمان يحصد فوزه الأول بدوري أدنوك للمحترفين... المزيد
  • 11:42 . منتخبنا الوطني يخسر أمام كوريا الجنوبية في التصفيات الآسيوية للشباب... المزيد
  • 11:32 . رئيس وزراء الصومال يتهم إثيوبيا بالقيام بتصرفات “تنتهك” سيادة بلاده... المزيد
  • 11:32 . مستشار خامنئي: "إسرائيل" تتجاوز الخطوط الحمراء لطهران... المزيد
  • 11:13 . محللون: حزب الله يفكر في المستقبل بعد استهداف مركز قيادته ببيروت... المزيد
  • 10:44 . موديز تخفض التصنيف الائتماني لـ"إسرائيل" درجتين... المزيد
  • 12:52 . ما مصير حسن نصرالله عقب الغارات الإسرائيلية على بيروت؟... المزيد
  • 09:20 . "القسام" تعلن قتل وإصابة جنود إسرائيليين إثر تدمير دبابة بخان يونس... المزيد

ما نقوله إذا تحدثنا عن منازلنا

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 16-05-2018

عندما نسافر، عادة ما نختار وجهات تفوح برائحة المفاجآت والدهشة، نختار فيها فنادق رائعة، ذات بوابات ضخمة وصالات واسعة كما القصور، ندخلها بانطباع غريب يشي بشيء من النزق، نتحدث عنها كأنها ملكنا وننسى أنها ليست منازلنا، هذه أماكن إقامة مؤقتة «لزوم الحاجة لا أكثر»!

إن أكثر ما اشتاقه في أسفاري هو دفء المنزل وتفاصيله الكثيرة، كموعد قهوتي وفناجيني وطاولة المطبخ وأصص الزرع الملونة، أشيائي الخاصة التي أعرف أين تركتها بالأمس أو تلك التي أهملتها منذ أشهر عديدة فتراكم عليها بعض الغبار والعلب والأوراق وكثير من النسيان، ككتاب لم أكمل قراءته، كعلبة الأشرطة الملونة التي ألف بها هدايا الأحباب، كحذاء المشي الذي يلح على البال كلما ضاقت ملابسي وفكرت في إنقاص وزني، كفناجين القهوة التي أهدتني إياها صديقتي ولم أحبها أبداً فوضعتها في مكان نسيته لكنني حين اشتقت لصديقتي تذكرت الفناجين فذهبت أبحث عنها.

في منزلي، أحب حالة العيش تحت مظلة الدعة، كدب باندا يدير عينيه غير عابئ بأحد سادر في كسله يقضم أعواد الخيزران، في منزلي أعد قهوتي على مهل وارتشفها كجميعكم بهدوء نحسد عليه، في سفري تلوح أمامي كل الأشياء الصغيرة التي تركتها هناك والتي لا توفرها لي الفنادق الفخمة، فحتى كوب القهوة يحضره النادل بارداً تحتسيه بمجرد أن يوضع أمامك كأنك تجيب عن ورقة امتحان وليس أمامك متسع من الوقت، الفناجين المزخرفة التي يصنعها الصانع الفلورنسي الشهير لا تجعل للقهوة مذاقاً طيباً كقهوة البيت أبداً!

ولأنني أحب منزلي فإنني أحفظ تفاصيله ورائحته، وكل الأشجار المغروسة فيه، أتذكر تماماً أنني في اليوم الأول لي في المنزل غرست غصناً أخضر، قالت لي أمي اربتي على التربة جيداً، استنشقيها، ثم علمتني بعض الكلمات والأدعية، قلتها كمن يربط تعويذة حول زنده، اليوم حين أفتح نافذة غرفتي في الطابق الثاني، أجد أغصان الشجرة تتشاكس أيها يمكنه الدخول لغرفتي من تلك النافذة، فأتذكر رواية لاتينية قرأتها عنوانها «بقايا قهوة» تتحدث عن غرفة وعن شجرة وعن نافذة وعمن يدخل ويخرج منها متسلقاً أغصان تلك الشجرة الهائلة!

أنا لا ألملم الأشياء الزائدة في بيتي باستمرار ولا أتخلص منها أولاً بأول، وهذا عيب أعترف به، مع ذلك فأنا لا أشعر بأن هذه الأشياء تعيق حركة الطاقة فيه، يعبق منزلي برائحته الخاصة، رائحة الحياة، تلك الرائحة التي يشعر بها كل من يدخل البيت، وهذا هو الفرق بين منزلك ومنازل الإقامة المؤقتة!