أحدث الأخبار
  • 12:53 . عبدالخالق عبدالله يهاجم التحالف العربي بقيادة السعودية: انتهى عملياً في 2019... المزيد
  • 12:05 . بدون المطبعين الجدد.. 21 دولة عربية وإسلامية ترفض اعتراف نتنياهو بـ"أرض الصومال"... المزيد
  • 11:11 . الشارقة بطلاً لكأس السوبر للمرة الثالثة في تاريخه... المزيد
  • 10:12 . الإمارات: البعثة الأممية إلى الفاشر خطوة هامة لاستعادة وصول المساعدات... المزيد
  • 08:25 . الأرصاد يتوقع أمطاراً لمدة ثلاثة أيام على المناطق الشمالية والشرقية... المزيد
  • 07:47 . منخفض جوي ثالث يهدد بمفاقمة معاناة النازحين في غزة... المزيد
  • 12:44 . وزير الدفاع السعودي يدعو الانتقالي للانسحاب من حضرموت والمهرة و"تغليب الحكمة"... المزيد
  • 12:32 . بالتوازي مع جهود التحالف لخفض التصعيد باليمن.. قرقاش: الحوار أساس تجاوز "المرحلة الحرجة"... المزيد
  • 12:30 . الإمارات تستنكر استهداف مسجد أثناء صلاة الجمعة في مدينة حمص السورية... المزيد
  • 12:28 . الحكومة الصومالية: دولتنا واحدة والاعتراف الصهيوني باطل... المزيد
  • 12:12 . متحدث التحالف: إجراءات حازمة لمواجهة أي تصعيد عسكري يهدد استقرار اليمن... المزيد
  • 11:45 . رئيس الدولة يبحث مع ورئيس وزراء باكستان التعاون الاقتصادي والتنموي... المزيد
  • 01:34 . قتلى وجرحى في اشتباكات عنيفة بين القبائل وقوات مدعومة من أبوظبي شرقي اليمن... المزيد
  • 12:37 . ترامب يعلن توجيه ضربة عسكرية لتنظيم الدولة في نيجيريا... المزيد
  • 11:54 . صدور مرسوم بقانون اتحادي لتعزيز السلامة الرقمية للطفل... المزيد
  • 11:36 . تأييد خليجي وعربي لموقف السعودية الرافض للتصعيد في اليمن... المزيد

تداعيات إلغاء الاتفاق النووي

الكـاتب : محمد العسومي
تاريخ الخبر: 17-05-2018

لم يكن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإلغاء الاتفاق النووي مع إيران مفاجئاً، فالرجل، وعلى خلاف كافة من سبقوه، يوفي بوعوده الانتخابية مهما كانت صعبة ومهما اتفق معه هذا الفريق أو ذاك، وهي بحد ذاتها ظاهرة انتخابية أميركية مستجدة.

بعد الاتفاق مباشرة في عام 2015 ذكرنا في هذه المساحة أن إيران بعد الاتفاق ستصبح أكثر عدوانية ولن تستوعب الهدف الأساسي منه ولا موازين القوى بين الأطراف الموقعة عليه، مما أدى بالفعل ولو مؤقتاً إلى أن تغض كافة الأطراف الموقعة النظر عن برامج إيران النووي السري وتطوير صواريخها الباليستية وزيادة تدخلاتها المثيرة للاضطرابات من خلال المليشيات في الدول العربية. حيث أدى إفراج إدارة أوباما عن 150 مليار دولار من الأموال الإيرانية المجمدة إلى تسهيل هذه المهمة وتوسيعها، خصوصاً وأن بعض هذه الأموال تم إرساله نقدا لطهران بطائرات خاصة، مما يعني أن الشعب الإيراني لم يستفد شيئاً من هذه التدفقات النقدية، والتي توزعت بين التمويل الخارجي واستحواذات الفساد الداخلية لكبار المسؤولين.
 
إلغاء الاتفاق اقتصادياً ستكون له تداعيات مدمرة على الاقتصاد الإيراني المتداعي أصلا، وهو ما يفسر رد الفعل الإيراني المذل تجاه قرار إلغاء الاتفاق، فبعد أن هددت طهران وتوعدت الولايات المتحدة قبل الإلغاء، عادت بعده لتؤكد تمسكها به مع الأطراف الأخرى! إلا أن خروج واشنطن منه سيؤدي إلى إعادة كافة العقوبات الاقتصادية والمالية، بل وزيادتها وتشديدها، كما قال ترامب.

وفيما يتعلق بأهم صادرات إيران، أي النفط والغاز، فالمتوقع أن تتراجع هذه الصادرات بنسبة 40% خلال الفترة القادمة، ما سيحرم إيران من أهم مصادرها من العملة الأجنبية، وسيؤدي ذلك أيضاً -وهذه مسألة مهمة- إلى تجميد مشاريع النفط والغاز الجديدة والتي وقعت مع الشركات الأوروبية بعد الاتفاق، وبالأخص مع الشركات الفرنسية والألمانية والإيطالية، كما أن قطاعها المالي سيتقوقع مجدداً وستضطر طهران إلى المراوغة لإنجاز معاملاتها بتكاليف باهظة، بدليل انهيار عملتها الوطنية «التومان» بعد قرار ترامب لتسجل هبوطاً قياسياً جديداً. أما قطاع المواصلات فسوف يصاب بانتكاسة أخرى، إذ ستلغى طلبيات إيران لشراء طائرات جديدة، بما في ذلك 118 طائرة من شركة «ايرباص» بمبلغ 25 مليار دولار، علما بأنه تم تسليم بعضها، وكذلك 100 طائرة أخرى من «بوينغ» بمبلغ 17 مليار دولار، في حين ستخضع شركاتها وبنوكها الوطنية للمقاطعة، مما سيصعب من عمليات إنجاز المعاملات المالية وسيلقي بظله على التبادل التجاري لإيران مع العالم الخارجي، وهذا سيؤدي بدوره إلى تدهور التجارة الخارجية وتراجع الصادرات والإخلال بالميزان التجاري وميزان المدفوعات، وإلى تراجع كبير في الاستثمارات الخارجية القادمة لإيران.

وستعود طهران مرة أخرى لتجارة المقايضة المكلفة، فمقابل النفط والغاز ستحصل على بعض احتياجاتها من السلع والخدمات، فيما ستحصل على عوائد البيع بعملات أخرى، كالروبية الهندية واليوان الصيني، وهو ما سيمنعها من تلبية التزاماتها مقابل الواردات وكذلك من تمويل عملياتها القتالية المكلفة في الخارج، مما سينعكس على حجم التمويل الذي تقدمه لمليشياتها في لبنان وسوريا واليمن وغيرها.

وبالتأكيد ستحاول إيران، كما في السابق، الالتفاف على هذه العقوبات وإيجاد منافذ بديلة، لكن تجربة العقوبات السابقة، والتي أرهقتها، تؤكد فشل هذه المحاولات ومحدودية التحرك في نطاقها، فالأوروبيون مثلا يقولون حالياً إن شركاتهم ستواصل العمل في السوق الإيرانية، لكنهم سيخضعون في نهاية المطاف للعقوبات الأميركية، فحجم مصالحهم مع الولايات المتحدة يفوق كثيراً حجم هذه المصالح مع إيران، كما أن واشنطن مهيمنة على أسواق المال والنقد الدولية ولا يمكن إنجاز أية معاملات كبيرة دون سوق نيويورك المالية بسبب موقع الدولار كعملة دولية مهيمنة.. مما يعني أن أوقاتاً عصيبة تنتظر إيران وستزيد من معاناتها ومعاناة شعبها وربما تؤدي في نهاية المطاف إلى انهيار اقتصادي عام.